عرفت عديد الأحياء السكنية عبر الجزائر العاصمة منذ مطلع شهر رمضان الجاري تراكما للنفايات المنزلية أفرز نقاط رمي عشوائية دفعت المواطنين إلى البحث عن أجوبة “مقنعة” لدى مصالح البلدية وكذا مؤسسات النظافة المكلفة بضمان نظافة المحيط. وانتشرت ببلدية بلوزداد طيلة الأسبوع الماضي، نقاط رمي عشوائية تراكمت في زوايا الشوارع والأحياء السكنية ما أثار استياء المواطنين وكذا مصالح البلدية التي أكدت أنها ” لا تتهرب” من المسؤولية لكنها “تحمل” مؤسسة النظافة ناتكوم جزءا من الوضع الحالي. وأوضح محمد عمامرة، رئيس المجلس الشعبي أن بلديته سجلت “تأخرا في جمع النفايات المنزلية” أدى إلى “تضاعف” نقاط الرمي العشوائية، وعزا ذلك إلى “عدم توظيف الشاحنات الدكاكة الأربع التي منحت لمؤسسة ناتكوم في 2014″، متسائلا عن التعامل “غير العادل” في توزيع الشاحنات على البلديات وكذا المقاطعات الإدارية. إذ تعد بلوزداد بلدية ذات طابع تجاري وهي تضم أسواق ومحلات تجارية، على غرار “مارشي 12” الذي يفرز لوحده كميات معتبرة من علب التغليف وورق الكرتون وكذا بقايا الخضر والفواكه. وأكد السيد عمامرة، الذي رفعت مصالحه عبر صفحتها الرسمية في الفسيبوك “بطاقة حمراء” لمؤسسة ناتكوم، أن الوضع البيئي “في تحسن طفيف منذ مطلع الأسبوع الجاري”، وذلك – يضيف- بعد “مراجعة” المؤسسة لمخطط عملها في محيط البلدية. وقال إن التخطيط لجمع النفايات يحتاج إلى “إشراك حقيقي” للبلديات وذلك “بتوفير الوسائل المادية والبشرية إضافة إلى التوعية والتحسيس”، مشيرا إلى أن مصالحه “قادرة على التكفل بنظافة المحيط في حال أوجدت تسهيلات لاقتناء العتاد”. وبدورها أكدت المكلفة بالإعلام بمؤسسة ناتكوم نسيمة يعقوبي، أن ناتكوم تغطي 6 مقاطعات إدارية هي سيدي امحمد وباب الوادي وبوزريعة وحسين داي وبئر مراد رايس والحراش التي تضم 26 بلدية. وأشارت إلى أن كمية النفايات خلال الأسبوع الأول من رمضان “تضاعف إلى 50 بالمائة عما هو معتاد”، حسب ما سجله أعوان النظافة خلال خرجاتهم اليومية، واصفة الوضع ب “الاستثنائي” الذي يحتاج إلى تكاتف جهود المواطنين والمؤسسات الولائية. وعن “غياب” مؤسسة “ناتكوم” في بلدية بلوزداد خلال الأسابيع المنصرمة، أرجعت مسؤولة الإعلام، السبب إلى “نقص العتاد” والمسافة البعيدة لمركز ردم التقني للنفايات بلحميسي، وأعلنت بالمناسبة عن لجوء المؤسسة إلى “استئجار 30 شاحنة دكاكة من متعاملين خواص لتغطية العجز وذلك طيلة شهر رمضان وإلى غاية انتهاء موسم الاصطياف”. حيث يتوقع من الشاحنات المؤجرة التي دخلت حيز الخدمة نهاية الأسبوع الماضي، حسب ذات المصدر، أن “تخفف العبء” عن حظيرة الشاحنات التابعة لناتكوم والتي تضم 225 شاحنة دكاكة و87 شاحنة مفتوحة وذلك “في انتظار اقتناء 70 وحدة مستقبلا”، تردف السيدة يعقوبي. وقد سجل عبر عديد المواقع الاجتماعية مشاهد مؤسفة لنفايات مهملة لعدة أيام عبر بلديات متفرقة بولاية الجزائر مثل عين نعجة والكاليتوس وعين بنيان ودرارية، حيث يدفع مواطنين إلى إحراق النفايات في وضح النهار مما يتسبب في انتشار غيم سوداء في الأجواء وروائح مزعجة. وبخصوص ذلك، أوضح محمد داودي المكلف بمتابعة مخطط الجمع على مستوى مؤسسة إكسترا نات أنه ثمة “3 بلديات تعرف تدبدب في جمع النفايات” وهي درارية والكاليتوس وعين بنيان، نظرا للكثافة السكانية والنشاط التجاري الكبير وانتشار الأسواق الموازية التي تفرز لوحدها كمية معتبرة من بقايا السلع. وقال إن بلدية كاليتوس تفرز 130 طن من النفايات يوميا منذ بداية الشهر، وأنها بلدية ذات نشاط تجاري وتجاورها مناطق مثل حمادي والأربعاء، ناهيك عن المنطقة الصناعية بها. أما عن بلدية درارية (غرب العاصمة)، يؤكد داودي أن المشكل مطروح على مستوى حي 1600 مسكن وهو نقطة التقاء مع بلديتي السحاولة والسبالة، مرجعا السبب إلى الباعة المتجولين الذين يخلفون ورائهم كميات معتبرة من بقايا السلع. وأشار في ذات السياق، إلى أن إكسترا نات وبهدف “التغلب” على الوضع في تلك النقطة “راجعت مخطط الجمع الذي أصبح أربعة مرات في اليوم صباحا وليلا”. وعن الأحياء الكبرى ببلدية باب الزوار مثل 5 جويلية والجرف والصومام أضف إليها منطقة الحميز، أكد المسؤول أن هذه الضواحي تفرز لوحدها 50 طنا أسبوعيا من مادة الكرتون بالنظر إلى الحركة التجارية بها. وتضمن إكسترا نات خدماتها ل 31 بلدية موزعة عبر 7 مقاطعات إدارية، حسب المصدر.