يعاني سكان دائرة مقلع بتيزي وزو من انتشار ظاهرة اللصوصية وسرقة السيارات، المنازل والمحلات التجارية التي أضحت تهدد أمن المواطنين ليلا ونهارا، إلى جانب تزايد عدد مروّجي المخدرات بالمنطقة، والذين حوّلوا دائرة مقلع إلى "منطقة حمراء"، حيث يطالب سكانها السلطات المعنية بضرورة الضرب بيد من حديد لوضع حد لهذه الظواهر الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع بأكمله. وحسب مصادر محلية فإنه تم تسجيل خلال الأسابيع الأخيرة، استفحال ظاهرة السرقة بدائرة مقلع، إذ لم يعد الأمر يقتصر على السرقات العادية، وإنما تعداه لعمليات خطيرة، والتي تتم عادة وفق تخطيط وتنسيق محكم بين عناصر العصابات التي أصبح نفوذها يتعاظم من يوم لأخر في غياب الإجراءات الوقائية والردعية. إذ لا يمر يوما واحدا دون أن تتلقى مصالح الأمن، شكاوى تتعلق بالتعرض لعملية السطو أو اعتداءات بغرض السرقة، وتمثل هذه الشكاوى حسب مصدر مسؤول نسبة معتبرة من التقارير التي تحوّلها الأجهزة المختصة إلى العدالة يوميا، بالإضافة إلى تسجيل أسبوعيا العشرات من القضايا المتعلقة بالمشاجرات المستمرة بالأسلحة البيضاء والاعتداء والضرب وقضايا المخدرات التي استفحلت بمقلع، والتي عادة ما تتحول إلى ما يشبه كولومبيا ليلا بسبب الحظر الذي يفرضه تجار المخدرات بالمنطقة. واللافت للانتباه في أعمال السرقة التي تسجل يوميا بمقلع أنها لم تعد مجرد أعمال معزولة يمكن تطويقها بالبحث عن مرتكبيها الذين يفلتون في الكثير من الأحيان، وإنما الأمر أخطر حيث تحوّلت مؤخرا إلى الرديف الأخر للأعمال الإرهابية التي طالما عانت منها مقلع، التي يشعر سكانها أنهم ابتلوا بخطر أخر وأعقد لا يقل عن خطر الإرهاب. وتجمع مصادرنا على أن مرتكبي الإجرام هم في الغالب شباب لفظتهم المدارس واحتضنتهم الآفات المختلفة. كما تعرف مقلع ظاهرة انتشار مروّجي المخدرات، حيث أكد المواطنون أنه لا يكاد يخلو حي أو قرية بالبلدية من مرّوجي السموم، مشيرين إلى أن أشخاصا معروفين يقومون ببيعها دون أي رادع، وأضاف السكان في إحدى الشكاوى المرفوعة للمصالح الأمنية وتحصلت "الشروق" على نسخة منها، أن استهلاك المخدرات لم يعد يقتصر على فئة معينة، بل امتدت لتشمل الأطفال. ودخلت حرم المدارس لترويجها عليهم، بأسعار رمزية، وتنتعش ظاهرة ترويج المخدرات في الفترة الليلية، خاصة بالأماكن التي تشهد انعدام الإنارة العمومية، ما يصعب على الجهات الأمنية فرض سيطرتها بالمنطقة. ويطالب السكان بضرورة التدخل العاجل للجهات الوصية من أجل إعادة الأمن إلى المنطقة قبل انفلات الأمور.