ما لم يكن في البال حصل، وهو تحوّل كأس أمم إفريقيا إلى فترة الصيف مشكلة بالنسبة للاعبين المحترفين مع أندية قوية أو الذين هم على أهبة تغيير الأجواء، أي أن اللاعب يُصبح يفكر في مصلحته الخاصة قبل مصلحة المنتخب الوطني في صورة طلب نبيل بن طالب وإسحاق بلفوضيل وخاصة فوزي غولام إعفاءهم من المشاركة في “الكان”، التي قد يمتد زمنها في حالة بلوغ “الخضر” الدور النهائي إلى شهر كامل، مما سيحرمهم من العطلة وأيضا من التحرك بحثا عن فريق جديد ومن مباشرة التحضير مع النادي منذ البداية خاصة بالنسبة للاعبين، الذين عانوا من إصابات أو من الذين يعيشون حالة شك في إمكانياتهم. فوزي غولام الذي بقي إلى غاية الجولة الأخيرة من الدوري الإيطالي وهو خائف من أن تعاوده الإصابة، واضح بأنه لا يريد المشاركة في “الكان” بسبب خوفه من التدخلات الخشنة للاعبي المنتخبات الإفريقية ومنها الثلاثي الذي يتواجد في فوج الجزائر، كينيا وتنزانيا والسنغال، ففي المباراة الأخيرة للاعب في بولونيا الإيطالية في اختتام الكالتشيو أدى غولام مباراة جيدة بدنيا وسجل هدفا ولكنه سقط أرضا مرتين، وكاد يتشاجر مع اللاعبين الذين يلتحمون معه، وهو بالتأكيد لا يعاني من أي إصابة ومع ذلك طلب إعفاءه من المشاركة، خاصة أن نابولي يصرّ في الموسم القادم على أن ينافس بقوة على الدوري ويحاول خطف اللقب من جوفنتوس، ويعتبر المدرب كارلو أنشيلوتي غولام ضمن رقعة الفريق الذي يريد أيضا تجاوز دور المجموعات في منافسة رابطة أبطال أوروبا، كما أن مصادر من إيطاليا تحدثت عن إمكانية تنقل فوزي غولام إلى جوفنتوس، وكلها ظروف جعلت فوزي غولام الذي لا يمتلك ذكريات حسنة مع “الخضر” في “الكان”، يرى بأن مشاركته في مصر هي مغامرة ومجازفة وربما مضيعة للوقت، ولحسن الحظ فإن المنتخب الوطني يمتلك اللاعب الشاب محمد فارس مدافع فريق سبال الإيطالي صاحب ال22 سنة، الذي لعب قرابة 3000 دقيقة مع ناديه، وسجل في المباراة الأخيرة في مرمى الميلان، وهو قادر على شغل مكان غولام وربما يكون أحسن منه ومستقبل المنتخب الوطني، إذا قرر الناخب الوطني معاقبة غلام الرافض للمشاركة في “الكان” خوفا من الإصابة. نبيل بن طالب الغائب منذ حوالي شهرين من المنافسة صار من دون فريق، فإدارة شالك الألماني لا ترى ضرورة في الحفاظ على لاعب كسر الصرامة والالتزام الألماني، كما أن بن طالب الذي شارك مرتين في “الكان “يعيش مرحلة معنوية صعبة وهو يدرك بأن سفره إلى القاهرة لا يعني ضمانه لمكانة أساسية، وسيكون سفير تايدر وإسماعيل بن ناصر ضمن خيارات جمال بلماضي على حسابه، وربما عدم استدعائه في المباراتين الأخيرتين ل”الخضر” زاد من مخاوفه، خاصة أن بن طالب من اللاعبين الذين يرفضون مقعد الاحتياط. المشكلة الحقيقية هي إسحاق بلفوضيل صاحب ال27 سنة الذي عاش بعيدا عن “الخضر”، وعندما استرجع إمكانياته وصار أحد هدافي البوندسليغا ب16 هدفا وصار مطلب الجماهير الجزائرية تعرض لإصابة، وربما خوفه من أن يتم وضعه على مقاعد الاحتياط، كما تشير كل المعطيات الفنية هو الذي جعله يُبدي رغبته في عدم المشاركة في “الكان” بالنسبة للاعب مطلوب في أندية قوية في أوروبا جعلته يفكر في مصلحته الخاصة أكثر من مصلحة المنتخب الوطني، الذي لا يمتلك معه ذكريات طيبة خاصة عندما رفض البوسني خاليلوزيتش أخذه معه إلى البرازيل للمشاركة في كأس العالم 2014. مطالبة ثلاثة لاعبين ينشطون في دوريات مختلفة في ألمانيا وفي إيطاليا إعفاءهم من المشاركة في دورة مصر هو طعنة لجمال بلماضي وسابقة حتى في الكرة الإفريقية حيث يتنافس وبقوة نجوم السنغال من أجل المشاركة، بدليل أن رفيق غولام، المدافع العالمي كوليبالي مصاب ويتمنى المشاركة في “الكان”، بينما يرى هؤلاء بأن فترة الصيف هي للراحة وللبحث عن مصيرهم وليس للتوجه إلى القاهرة في عز الصيف للمشاركة في حرب إفريقية قد تنسف مستقبلهم مع أنديتهم عندما يعودون في حالة تعب وإجهاد وربما إصابة، تزلزل تواجدهم مع أنديتهم وتُفقدهم مكانة أساسية، ويبقى السؤال المطروح هو ما بعد “الكان”، إن كان جمال بلماضي أو من يخلفه على رأس المنتخب الوطني والاتحاد الجزائري سيوجّه مرة أخرى الدعوة للاعبين يخافون من الإصابة على حساب مصلحة “الخضر”؟. ب. ع