أدّى انتشار السوق الفوضوية للألبسة والأحذية في الجزائر مع اقتراب عيد الفطر، إلى فتح المجال واسعا لبيع الحلويات خارج المحلات وعلى الأرصفة، باعتبارها تجارة موسمية مربحة، حيث تنافست ربات البيوت وحتى الرجال في صناعة حلوى العيد وتسويقها خارج نقاط المراقبة… ظاهرة بيع حلويات العيد على الأرصفة وفي مركبات نقل صغيرة، اقتحمت الأسواق الشعبية الفوضوية، واحتلت تجمعات سكنية وشوارع يرتادها المواطنون للتسوق، مثل سوق “ميسونيي” بالعاصمة، وبن عمر بالقبة، وساحة جامع اليهود، لكن رغم جهل المستهلك الجزائري لمصدر هذه الحلويات، إلا أن التهافت عليها يلفت انتباه اي شخص في هذه الأيام الأخيرة لشهر الصيام! في جولة استطلاعية قادت “الشروق” ليلا إلى السوق الفوضوي فرحات بوسعد” ميسونيي” بالعاصمة، وقفنا على انتشار عدد من طاولات بيع حلويات احتلت مكانا لها بين الأحذية والملابس والحقائب، وتدافع واكتظاظ المواطنين، إلا إنها لقيت اهتماما وإقبالا ملحوظا والسبب أن أسعارها في متناول”الزوالية”.. وشدّت الحلويات التقليدية مثل “المقروط”، و”البقلاوة”، وحلوة”الطابع”، و”الغريبية”، النساء والرجال، الذين راحوا يشترونها ب”الجملة”، استعدادا لعيد الفطر، حيث قالت سيدة أربعينية” أنها فرصة سانحة لتوفير حلوة العيد والتخلص من أعباء تحضيرها في البيت”. نبيل شاب ثلاثيني، وجد في بيع حلوى العيد مصدرا للرزق خارج دائرة تسديد الضرائب، وتكاليف المحلات والتسويق بالسجل التجاري، حيث قال للشروق” إن حلويات والدتي لقيت اقبالا ملحوظا، ولأنها جيدة المذاق ومتدنية السعر لا أستغرب التهافت عليها”. وقد ساعدت الأسعار الرخيصة الكثير من المواطنين خاصة “الزوالية”، وأصحاب الدخل المتوسط، ومكنتهم من شراء كميات كافية لأيام العيد، كما وفرت على النساء العاملات صناعة هذه الحلويات في البيت، حيث تتراوح أسعار الحلويات التقليدية مثل البقلاوة و”المقروط” المصنوعين بالفول السوداني”الكاوكاو” بين 30دج و40دج للقطعة الواحدة، فيما لا تتعدى أسعار حلوة الطابع، و”الصابلي” و”المشوك”، 20دج للقطعة الواحدة. وفي السوق الفوضوي ببن عمار، ركن مجموعة من الشباب مركبة صغيرة مملوءة بمختلف أنواع الحلويات، وزاحموا بذلك الباعة الفوضويين للألبسة والأحذية والأواني، وبرغم عرض هذه الحلويات في الشارع، إلا أنها عرفت تهافتا وتدافعا من طرف زبائنها وأكثرهم نساء. وعندما سألنا الزبائن الذين أقبلوا على شرائها، “هل يعلمون مصدرها ومن أين جاء بها هؤلاء الباعة؟”، عرفنا أن أغلبهم يجهلون ذلك، والمهم عندهم أن الأسعار رخيصة وفي متناول “الزوالي”، ووفرت عليهم عناء صناعتها في البيت. واصطف هؤلاء الزبائن أمام المركبة حاملين أواني وعلب بلاستيكية كبيرة لتعبئتها بمختلف أنواع الحلوة، حيث ناهزت اسعار “البقلاوة” 40دج، وحلوة “الطابع” ب 15دج، و”لمشوك” ب20دج، و”الصابلي” ب 15دج، وحلوة الحلقوم بالشكلاطة ب 20دج، و”التشاراك العريان” ب 20دج. وصرح أحد الباعة أن والدته وشقيقته هما من يصنعان هذه الحلوى، ويقوم الأبناء ببيعها في السوق الفوضوية عبر مركبة صغيرة، حيث علق بفخر” انتظروا نصف ساعة وستجدون المربكة فارغة”. وفي مقابل هذا الإقبال الواسع على حلوة الزوالية التي تباع خارج الرقابة وعلى الأرصفة، يجد فئة غنية من الجزائريين، والذين يحبون” البريستيش”، ضالتهم في محلات الحلوى الراقية أين تباع حبة “البقلاوة” باللوز ب 200دج، و”المقروط ” ب150دج.