شرع أمس، الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية. وحسب بيان لوزارة الدفاع الوطني، فإن هذه الزيارة تأتي بدعوة من الفريق الأول الصيني، لينغ قانقلي، عضو اللجنة العسكرية المركزية لجمهورية الصين الشعبية، ورئيس الأركان العامة لجيش تحرير الصين. جمال لعلامي بيان وزارة الدفاع الوطني، أكدت فيه أن زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري، إلى الصين، تندرج "في إطار تدعيم علاقات الصداقة والتعاون بين جيش تحرير الصين والجيش الوطني الشعبي"، كما "ستسمح بفحص المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين"، بين الجزائر وبيكين. جولة الفريق أحمد قايد صالح، إلى جمهورية الصين، تدخل - حسب المراقبين - في إطار تنويع الجزائر لشركائها في مجال سوق التسلح وكذا التعاون العسكري والتنسيق الأمني، وقد سبق جولة رئيس أركان الجيش الجزائري إلى الصين، بعد جولات مشابهة إلى كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا وكذا إلى مقر حلف شمال الأطلسي ببروكسل، وهي الزيارات التي تقاطعت مع ما أعلنته مصادر روسية عن صفقة السلاح التي أمضتها الجزائر مع موسكو، من خلال سلسلة الاتفاقات الثنائية التي وقّعها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال زيارة هذا الأخير إلى الجزائر في مارس الماضي. وكان الرئيس الصيني، هو جين تاو، خلال زيارته للجزائر، في فيفري 2004، قد أعلن أن بيكين "ترغب في تعزيز التعاون الودي مع الجزائر في كافة المجالات فى القرن الجديد"، مشيدا بالصداقة التقليدية بين الشعبين، والإنجازات المسجلة في مجال التعاون الثنائي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 45 عاما. وقال الرئيس الصيني إن الحكومة الصينية تعتز بهذه الصداقة، مشيرا إلى أن البلدين أيد كل منهما الآخر وتمتعا بتنسيق وثيق فى الشؤون الدولية والإقليمية على السواء. زيارة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الصين، جاء من جهة أخرى، في سياق تبادل الزيارات الرسمية بين المسؤولين السياسيين والعسكريين للبلدين، فقد زار في نوفمبر العام 2000، الجزائر، وزير الدفاع الصيني، نائب رئيس اللجنة العسكرية التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وعضو مجلس الدولة، تشي هاو تيان، بدعوة من وزارة الدفاع الوطني، وقال تشي، إن الصين والجزائر "صديقان في المحن، وإن الصداقة بين الشعبين عريقة ومستمرة عبر التاريخ". وتتبنى الصين، تجاه الجزائر، موقفا يبرز أن "الشعب الصيني أيد الشعب الجزائري تأييدا حازما في نضالة من أجل التحرر الوطني، والحكومة الجزائرية تؤيد الصين في قضية التوحيد"، وتؤكد بيكين، أن الصين والجزائر دولتان ناميتان، وتتعاونان في مختلف المجالات، "ولهما مواقف مشتركة أو متشابهة في الشؤون الدولية، وتتبادلان التأييد والتعاطف". وقد أكد وزير الدفاع الصيني بهذا الشأن، أن بلاد تحرص على الصداقة مع الجزائر، وترغب في تعزيز وتعزيز علاقات التعاون الودية بين البلدين والجيشين، في إطار توسيع التفاهم وتنمية الصداقة وتطوير التعاون.