سارت الأمور في مجموعة الجزائر بعد مباراتين فقط، كما تمناها الجميع ورسمها المدرب جمال بلماضي، بعد تحقيق فوزين متتالين وفوز كينيا على تنزانيا، ما جعل “الخضر” يضمنون التأهل في فوجهم وفي المركز الأول، مهما كانت نتيجتي الجولة الثالثة، حيث ضمنوا النقاط الست والمرتبة الأولى سواء فازت السنغال وارتقت لنفس مركز الجزائر أو فازت كينيا ولحقت بالجزائر، وكلاها خسر في المواجهة المباشرة أمام رفقاء رياض محرز، وبالتالي فإن “الخضر” سيلعبون مباراة شكلية أمام تنزانيا وهي فرصة من ذهب لأخذ قسط من الراحة وشحن البطاريات للدور الثمن النهائي وما بعده. ارتاح المنتخب الجزائري في المباراة الأولى أمام كينيا في الشوط الثاني، عندما سجل هدفي اللقاء، فسيّر اللعب كما شاء وخرج بأقل الأضرار، وجاء فوزه في مباراة قوية أخرج فيها رفقاء سفيان فيغولي كل طاقاتهم، وجاءت المكافأة بعد التأهل براحة معنوية وبدنية سيتمتع بها اللاعبون إلى غاية الخامس من جويلية موعد مباراة الدور ثمن النهائي من هذه المنافسة التي تعتبر الأطول منذ بداية البطولة في حضور 24 منتخبا. كل المؤشرات توحي بوضع التشكيلة الأساسية وهي نفسها التي بدأ بها جمال بلماضي المنافسة في مباراتين، في راحة، في مباراة تنزانيا القادمة، وقد يحتفظ برايس مبولحي فقط لأنه في حاجة إلى منافسة، ولعب مباراة أخرى سيكون تحضيرا جيدا لحارس لم يتم اختباره في أولى المباراتين أمام كينياوتنزانيا، وما عدا محاولة ردّها أمام السنغال في الشوط الثاني، فقد قضى رايس مبولحي 180 دقيقة في راحة، أما في الدفاع فإن زفان سيجد له مكانا مؤكدا أمام تنزانيا، وسيلعب محمد فارس على الرواق الأيسر، إن اقتنع جمال بلماضي بالإبقاء على رامي بن سبعيني كأساسي، لأن مكانة رامي غير مضمونة، أما إذا أراد الاعتماد في المباريات القادمة على محمد فارس، فإنه سيُبقي على رامي بن سبعيني في مكانه، وسيضع في وسط الدفاع، اللاعبين تاهرات ورفيق حليش، وهو دفاع قوي لن يقل قوة على الدفاع الأساسي، لأن ما قدمه هذا العام اللاعب مهدي زفان وحتى محمد فارس مع نادييهما يسمح لهما بتقديم لقاء كبير أمام منتخب تنزانيا المتواضع، ولن يجد بوداوي فرصة مثل لقاء تنزانيا ليلعب مباراته الأولى الرسمية في منافسة كأس أمم إفريقيا وهو في العشرين من العمر فقط. مهدي عبيد بدوره سيجد له مكانا ضمن كتيبة بلماضي الأساسية، ويحتمل وضع ياسين براهيمي في خط الوسط رفقة بوداوي وعبيد كمايسترو ومحرك الفريق، وسيسترجع إسلام سليماني متعة اللعب كرأس حربة، وقد يكون مفاجأة المباراة بتسجيل أكثر من هدف أمام الدفاع التنزاني الضعيف وهو الذي سجل على هذا الفريق منذ أربع سنوات هدفين في مباراة دار السلام في زمن المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، ثم سجل عليهم هدفين في البليدة في المباراة الشهيرة التي فاز فيها “الخضر” بسبعة أهداف مقابل هدفين، وسيجد إلى جانبه الثنائي آدم وناس الذي قد يحرج الجميع بتألقه، إضافة لآندي دولور الذي لعب دقائق غير كافية أمام كينيا وسنغال. وأي اجتهاد آخر من جمال بلماضي في مباراة تنزانيا دون وضع ركائز المنتخب الوطني في الراحة سيعد مجازفة وهو الذي يعلم بأن ما تبقى من عمر البطولة، متعب جدا على لاعبين وجدوا أنفسهم يقارعون نجوم القارة السمراء في درجات حرارة مرتفعة جدا، لأن “الخضر” بعد نهاية الدور الأول مطالبون بلعب أربع مباريات كاملة، إن أرادوا بلوغ النهائي، وقد تكون بعضها ممتدة إلى أوقات إضافية وزمن ماراطوني. بالرغم من مرور جولتين فقط من عمر بطولة القارة السمراء، إلا أن جمال بلماضي وكتيبته تلعب لحد الآن بذكاء كبير وعلى طريقة المنتخبات الكبيرة، التي توجهت إلى القاهرة من أجل العودة باللقب وليس من أجل المشاركة، ولأن المنتخبات تكبر في قلب البطولة، وما حدث في مباراتي كينياوالسنغال هو تحضير لما تبقى من مباريات، وإذا كان جمال بلماضي قبل بداية البطولة قد قال بأنه متوجه إلى القاهرة من أجل اللقب ثم سار على نهجه اللاعبون بعد مباراة كينيا، فإن الجمهور العريض وعشاق المنتخب الوطني بعد الأداء الجيد والنتيجة المسجلة أمام السنغال لم يعد له من هدف آخر غير انتزاع اللقب من أنياب منتخبات قوية، ولكنها ليست بقوة منتخب السنغال الذي سقط يوم الخميس بالطريقة والنتيجة والأداء. ب.ع