تستعد أحزاب التحالف الرئاسي لإعادة ترتيب أوراقها بعد حبس رؤسائها ودخول قادتها سجن الحراش في قضايا فساد أثارت الجدل وفجرت الرأي العام، ويبحث كل من تجمع أمل الجزائر “تاج” والتجمع الوطني الديمقراطي، وجبهة التحرير الوطني عن قيادات جديدة، في انتظار التحاق الحركة الشعبية الجزائرية بالمجموعة، من أجل تنظيف صورتها بعد طمسها من طرف الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ 22 فيفري الماضي. تسابق أحزاب الموالاة سابقا الزمن، لإعادة ترتيب أوراقها وانتخاب قيادة جديدة تحاول من خلالها تبرئة نفسها من انتمائها للنظام السابق الذي ساهمت في بقائه وتجذره لسنوات، فبرغم من دخول كل من “أحمد أويحيى، جمال ولد عباس، عمار غول، عمارة بن يونس” سجن الحراش بتهم متعلقة بالفساد وسوء استغلال الوظيفة، إلا أن هذه الأحزاب تسعى اليوم لضبط خطابها على إيقاع الشارع تارة من خلال التأكيد على أنها مع خيار الشعب وتارة بتأسفه على أخطاء الماضي وطلب “الغفران”. فبعد أن تمكن التجمع الوطني الديمقراطي من استخلاف أحمد أويحيي بوزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي على رأس الحزب، هذا الأخير الذي تعهد بتحويل الأرندي إلى قطب سياسي يحظى بثقة الشعب ويعمل على تجاوز أخطاء الماضي، جاء الدور على تجمع أمل الجزائر “تاج” الذي يبحث عن خليفة عمار غول الذي أودع الحبس المؤقت الخميس الماضي، إذ تحدثت مصادر إعلامية عن إمكانية تعيين وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي في منصبه في ظل وجود إجماع داخل المكتب الوطني على تزكيتها في المؤتمر الاستثنائي. ونفس الشيء، بالنسبة لجبهة التحرير الوطني، فبعد انتخاب محمد جميعي على رأس الآفلان، يبحث الرجل عن تحقيق الإجماع داخل الحزب، ووقف الصراعات الداخلية قبل التئام اللجنة المركزية التي ينتظر أن يفرج عنها الخميس المقبل وسيتم من خلالها الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي والتطرق للعديد من الملفات منها قضية الحوار الشامل الذي دعا إليه رئيس الدولة عبد القادر بن صالح. في حين لم تكشف الحركة الشعبية الجزائرية “الأمبيا” عن مصير منصب رئيس الحركة، ونفس الشيء بالنسبة لخطها المستقبلي لاسيما وأنها حركة عرفت بمساندتها للعهدة الرابعة والخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، فبعد مرور أكثر من شهر من ايداع عمارة بن يونس سجن الحراش، لم تعلن الحركة عن موعد مؤتمرها الاستثنائي، وعلى عن الأسماء المطروحة لخلافة بن يونس.