لم تنته قمة دول مجموعة الثمانية، أمس بألمانيا، بتوزيع الورود بين كبار العالم وصغاره، ودون متاعب ومفاجآت، فقد تعرض الرئيس الأمريكي، جورج بوش، إلى وعكة صحية، أجبرته على تغيب صباح أمس الجمعة، عن إجتماع عدد من جلسات العمل الصباحية وعن جلسة إلتقاط الصور مع ممثلي القارة الإفريقية، على رأسهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. أعلن البيت الأبيض، أمس، أن الرئيس الأمريكي يعاني من توعك طفيف، لكن وضعه لا يدعو للقلق وسيعود "بالسرعة الممكنة" لإستئناف نشاطه، ويعتقد أنه مصاب بفيروس في المعدة، وقد إنتهى تغيب بوش عن عدد من جلسات العمل الصباحية، بإستئنافه المشاركة في أعمال قمة هايليغندام بألمانيا، وقال توني فراتو للصحافيين، "لقد إستطاع الرئيس أن يستريح هذا الصباح، وهو يشعر بحال أفضل، لم يستعد عافيته مائة بالمائة، لكنه تحسن بالقدر الكافي للمشاركة في الإجتماع"، مضيفا "منذ قليل غادر الرئيس جناحه وإستأنف برنامج عمله كالمعتاد". المتاعب الصحية المفاجئة التي غيبت الرئيس الأمريكي عن الجلسات الإفتتاحية لمجموعة الدول الثمانية الصناعية الكبرى، لم يخلط جدول الأعمال، فقد جددت هذه الأخيرة إلتزامها برفع "مساعداتها" إلى إفريقيا، بقيمة 50 مليار دولار سنويا، إلى غاية العام 2010، وأعلن بيان نشر في اليوم الاخير لقمة ألمانيا، "نؤكد قرارنا الحاسم الإيفاء بالتعهدات التي قطعت في مجال التنمية"، وذلك، في إشارة إلى تعهد تمّ إقراره قبل عامين خلال قمة الثماني المنعقدة بغلين إيغلز بإسكتلندا، حيث تعهدت يومها الدول الصناعية بمضاعفة قيمة مساعداتها لإفريقيا في العام 2010 مقارنة بسنة 2004، عبر رفع حجم هذه المساعدة تدريجيا، بقيمة 50 مليار دولار سنويا حتى العام 2010، على أن يوجه 25 مليار دولار من هذه المساعدة الإضافية لفائدة إفريقيا السوداء. إلى هنا، أكدت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أن دول مجموعة الثمانية، ستفي بإلتزامتها تجاه إفريقيا، وجاء هذا التصريح عقب قمة بين المجموعة ومبادرة الشراكة الإفريقية من أجل تنمية إفريقيا (نيباد)، والتي شارك فيها ستة رؤساء دول إفريقية، من بينهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وتجدر الإشارة، إلى أن الوعود التي قطعت بقمة غلين إيغلز، لم توفى بعد، حسب ما بدى لمنظمة الأممالمتحدة ولمنظمات غير حكومية دولية، وكذا للبلدان الإفريقية ذاتها، وقد أكدت بهذا الصدد، أنجيلا ميركل "نعي مسؤولياتنا وسنفي بإلتزامتنا"، مضيفة بقولها "لقد أكد لنا شركاؤنا الأفارقة أنهم سيستجيبون بدورهم لما ننتظره منهم"، وقالت "سنشرع فورا في تمهيد المجال لقمة مجموعة الثمانية المقبلة التي ستعقد السنة المقبلة في اليابان". وفي إنتظار تجسيد مجموعة الثمانية لوعودها وإلتزاماتها الجديدة، وتمكين القارة السمراء من ال 50 مليار دولار بدل الكلام المعسول واللقاءات الفاخرة، أوضحت المستشارة الألمانية بأن "محادثاتنا كانت هامة وجد مثمرة"، ومن جانبه قال الرئيس الغانى، جون كوفور، الرئيس الحالي للإتحاد الإفريقي، أن الدول الإفريقية تأمل أن تفي دول مجموعة الثمانية بوعودها و"نحن أيضا (الطرف الإفريقي) سنفي بوعودنا كشركاء"، مضيفا "لقد عبرنا أيضا عن ضرورة وضع جهاز متابعة يكون محايدا للتأكد من أن الطرفين (مجموعة ال8 و بلدان إفريقيا) سيفيان بوعودهما". وللعلم فقد تمحورت أشغال قمة مجموعة الثماني-النيباد، حول ثلاث نقاط، هي: السلم والأمن في إفريقيا والشراكة بين المجموعة وإفريقيا والإصلاحات وتحسين المنظومة الصحية بالقارة، وعهد المبادرون بالنيباد منذ مباشرته سنة 2001، وهو برنامج إستراتيجي متعدد القطاعات للإتحاد الإفريقي، يرمي إلى تنمية القارة في كل المجالات، تلقي دعوات لحضور القمم السنوية لمجموعة الثماني التي تبحث كل مرة في "مشاكل" إفريقيا. وشارك في قمة ألمانيا، إلى جانب الرئيس بوتفليقة، كل من رئيس جنوب إفريقيا، ثابو مبيكي، والرئيس النايجيري، عومارو يارادوا، والسينغالي، عبدولاي وادي-قادة الدول المبادرة بالنيباد- إضافة إلى الرئيس الحالي للإتحاد الإفريقي، الوزير الأول الإثيوبي، ميليس زيناوي، والرئيس الحالي للجنة تنفيذ النيباد، ورئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي، آلفا عمر كوناري. وأجرى القادة الأفارقة، مباحثات مع نظرائهم من البلدان الأكثر تصنيعا في العالم، ويتعلق الأمر بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والروسي فلاديمير بوتين، والوزير الأول البريطاني توني بلير، و الوزير الأول الكندي ستيفان هاربر، والياباني شينزو أبي، ورئيس الحكومة الإيطالي رومانو برودي، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركيل، وإنعقدت القمة التي وعدت ب 50 مليار دولار لأفريقيا، بحضور الأمين العام الأممي بان كي مون، ورئيس مفوضية الإتحاد الأوروبي جوزي ماويل باروزو. جمال لعلامي:[email protected]