عاد النجم الجزائري رياض محرز لمقاعد الاحتياط مع ناديه مانشستر سيتي، بمجرد ان استرجع الدولي البرتغالي بيرناردو سيلفا عافيته، وأبان النجم البرتغالي عن فورمة قوية في الشوط الأول في مواجهة توتنهام القوية، بتعاونه مع البلجيكي ديبروين، وهو ما يضع رياض محرز في مأزق المهاجم البرتغالي الشاب الذي يصغر سنه سن رياض محرز بثلاث سنوات ونصف، مما يعني أن بيرناردو سيلفا يمثل مستقبل النادي الإنجليزي، وواضح بأن غوارديولا الذي كان وراء استقدامه من موناكو يعوّل عليه ويعتبره قطعة أساسية في فريقه الذي سيحارب هذا الموسم على جميع الجبهات، رغم تعثره في المباراة الثانية أمام توتنهام، وليس أمامه سوى حصد الألقاب خاصة رابطة أبطال أوربا التي يحلم بها غوارديولا مع مانشستر سيتي. مشكلة رياض محرز أن تحوّل النجم الإنجليزي إلى الجهة اليسرى في خارطة لعب الفريق، لم تنفعه كثيرا، لأن قوة بيرناردو سيلفا وإجماع كبار المدربين على مواهبه ستجعله يقضي موسما لا يختلف عن الموسم الماضي، فأسرة مانشستر سيتي لا تريد التفريط في بيرناردو سيلفا الذي ولد في 10 أوت من سنة 1994 في البرتغال ولعب في بداية مشواره في بنفيكا البرتغالي قبل أن يتنقل وهو في العشرين من العمر إلى موناكو، وساهم مع الفريق في أحسن نتائج موناكو في تاريخه عندما انتزع اللقب من باريس سان جيرمان المدجّج بالنجوم وبلغ نصف نهائي رابطة أبطال أوربا في مفاجأة كروية مدوّية، وعندما انتقل في خريف 2017 إلى مانشستر سيتي لم ينعم بكثير من الدقائق في الموسم الأول، إذ لم تزد عن 1519 دقيقة سجل فيها ستة أهداف فقط وهو رقم مجهري بالنسبة للاعب متعدد المناصب، ولكنه في الموسم الكروي السابق صار قطعة أساسية في خيارات غوارديولا، إذ لعب 2853 دقيقة وسجل سباعية وكان في غالب الأحيان في خط الوسط، خاصة عندما تغيّب الإصابة البلجيكي دوبراين ويقدم أداء هجوميا ودفاعيا في منتهى الروعة. منافسة لاعب دولي برتغالي قال عنه النجم كريستيانو رونالدو، بأنه سيصبح أحسن لاعب في العالم في القريب العاجل، أمر معقد بالنسبة لرياض محرز الذي عوّض هذا اللاعب لمدة 10 دقائق من الوقت الرسمي في مباراة توتنهام، ولم يستطع رياض تقديم الإضافة، وضيّع معظم الكرات التي وصلته، وفقد رياض محرز منذ انتقاله إلى مانشستر سيتي نقطة قوته وهي المراوغة التي اشتهر بها مع ليستر سيتي، وقرأ طريقة لعبه المدافعون الإنجليز، الذين يعتمدون على مدربين أكفاء بإمكانهم أن يقدموا تشريحا دقيقا لأي لاعب، ودواء لكل مهاجم مهما كانت قيمته. يعاني رياض محرز من التعب والإرهاق الشديدين، وبقاءه على مقاعد الاحتياط مفيد له وللمنتخب الجزائري، لأن رياض الذي أنهى الموسم الكروي في إنجلترا باللعب كأساسي في آخر مباراة للدوري التي منحتهم اللقب، وفي نهائي كأس إنجلترا الذي فازوا به، لم يأخذ قسطا من الراحة ليجد نفسه في تربص الخضر في أجواء مناخية صعبة جدا بين الجزائر في رمضان وبين قطر، قبل أن يتنقل إلى مصر ويلعب مباريات انتحارية بلغ عددها سبع شارك فيها جميعا كأساسي إلا في مباراة تانزانيا الثالثة التي دخل فيها احتياطيا، وتوج باللقب وعاد سريعا إلى إنجلترا فوجد مكانه مع النادي في خطر، فضحى بالراحة حتى لا يدفع الثمن غاليا، وهو ما سينهك قوى رياض محرز الضعيف البنية والذي لا يمتلك قوة التحمل وكان من النادر أن يكمل المباراة عندما كان يلعب لفريق ليستر سيتي. المباريات القادمة لمانشستر سيتي قبل دخول دور المجموعات من رابطة أبطال أوربا التي عوّل عليها غوارديولا، كلها في متناول الفريق، وهي فرصة لأخذ نفس في دوري في منتهى الصعوبة، وأيضا في منافسة لاعبين عالميين وكلهم من الدوليين ومن الظواهر الكروية العالمية، ولكن لرياض محرز المؤهلات لأجل منافستهم وربما التفوق عليهم، فاللاعب له بعض الحظوظ للحصول على الكرة الذهبية الإفريقية، أمام المصري محمد صلاح، وخاصة أمام النجم ساديو ماني المتوهج الذي يقدم في الفترة الاخيرة أداء فنيا ومعنويا كبيرا مع ناديه ليفربول. تواجد رياض محرز في مانشستر سيتي، هو في حدّ ذاته إنجاز كبير، وهو أقوى نادي يلعب له جزائري في الوقت الراهن، لكن الجزائريين يتمنون أن يحصل مانشستر سيتي على الألقاب الأوروبية مثل رابطة الأبطال، ويكون رياض محرز من مهندسيها. ب.ع