ثار جدل حاد منذ أسبوع في إيران ولم يهدأ بعد بسبب تصريح- فتوى أقدم عليها وزير الداخلية الإيراني مصطفى بور محمدي وقال فيها أن "زواج المتعة وسيلة لتلبية احتياجات الشباب الجنسية في إطار مجتمع إسلامي" وأوضح محمدي في خطبة أدلى بها في مدينة قم المقدسة عند الشيعة أن "الإسلام وضع حلولا لكافة مشكلات البشر، وزواج المتعة حل لهذا النوع من المشكلات". لكن الحكومة الإيرانية على لسان المتحدث باسمها غلام حسين تبرأت من تصريح الوزير محمدي وأوضحت أنه تكلم باسمه الشخصي بصفته رجل دين وليس من موقعه كمسؤول تنفيذي في الحكومة، ويأتي هذا الجدل في وقت لا تمنع قوانين البلاد ممارسة زواج المتعة كما لا ترفض فنادق العاصمة طهران وغيرها من فنادق محافظات البلاد استقبال الأزواج الشباب ممن يحملون وثيقة "زواج متعة". وقبل أن تتحرك الحكومة في طهران لإبعاد المسؤولية عنها، واجه وزير الداخلية بور محمدي على مدى أسبوع انتقادات علنية حادة بسبب ما تم اعتباره دعوة منه لتشجيع الانحلال في المجتمع، وكان آية الله حسين الخميني حفيد زعيم الثورة الإيرانية آية الله الخميني في واجهة المشهد عندما اتهم وزير الداخلية بأنه "أساء للمرأة الإيرانية" التي يتعين عليها هي وحدها الاختيار بين زواج المتعة والزواج العادي، وبحسب حفيد الخميني فإن تطبيقات زواج المتعة كانت في أحيان كثيرة أسوأ من الزنا البواح. وتفاعلت مع تصريحات الوزير محمدي وهو رجل دين شيعي كذلك، ناشطات إيرانيات في مجال حقوق المرأة حيث رفضن كلامه هذا، وقالت الناشطة شادي صدر "رغم أن زواج المتعة موجود في قوانين البلاد، إلا أن الثقافة الإيرانية تعتبره أمرا غير لائق"، بينما اعتبرت ناشطة أخرى تدعى فاطمة صديقي أن عددا كبيرا من النساء اللاتي يوافقن على زواج المتعة يفعلن ذلك بسبب مشكلاتهن واحتياجاتهن المالية. ويقول العارفون بالتطورات الحاصلة في المجتمع الإيراني حيث بدأت منظمات المجتمع المدني تتحرك فيه باحتشام أن الانفتاح الذي صاحب صعود الرئيس خاتمي يواجه اليوم حالات من الكبح في فترة الرئيس أحمدي نجاد، وليس سرا أن المجتمع الإيراني أصبح يعاني من مظاهر الانحراف كغيره من المجتمعات الإسلامية رغم أن شوارع البلاد خصوصا العاصمة طهران تنتشر فيها شرطة الآداب رجالا ونساء، فقد تم توقيف العديد من النساء بسبب ملابسهن غير المحتشمة. وقبل هذه الحادثة، تسببت فتوى منسوبة للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في إثارة موجة استنكار كبيرة كونها تجيز لفئة من النساء الشيعيات إقامة حفلات متعة جماعية لفائدة جنود جيش المهدي بحجة "سد رغبات من لا يستطيعون النكاح لانشغالهم بالحرب في العراق"، لكن مدير مؤسسة"إشراقات الصدر في الفرات المتوسط" أبو موسى الخفاجي وهو أحد المقربين من الصدر كذب هذه الفتوى، وقال أن " ظاهر الأمر أن هناك من يحاول زرع فتنة أخرى بين السنة والشيعة من خلال هذا الطرح"، ومن المعروف أن زواج المتعة هو اتفاق بين رجل وامرأة على الزواج لفترة محددة ولو لبضعة أيام أو أشهر وهو اجراء متبع منذ فترة طويلة عند الشيعة، ويرفضه السنة. رمضان بلعمري:[email protected]