“بقايا” دعاة “نربحو ونحكمو بلا ما نفوطيو”، لا يريدون أن ينصرفوا إلى العطلة، كغيرهم من خلق الله، ولذلك انتهى موسم العطل، وحلّ الدخول الاجتماعي، ليستمر “هبل” وخبل أفراد ومجموعات سياسوية “متعوّدة دايما” على المرور عبر المسالك الممنوعة عن طريق استخدام “حقّ فيطو” مشبوه، سقط بسقوط “العصابة”، ولم يعد منطق “الكوطة” ساري المفعول. ولهذا، فإن “المجموعة الصوتية” التي تغرّد خارج سرب الأغلبية تتمسك بمعاداة الصندوق ! الغريب، أن هؤلاء “المستفيدين” سابقا، كانوا يتهافتون ويتزاحمون في طابور المواعيد الانتخابية، شكليا طبعا، لأن سوادهم الأعظم، كان مجرّد حزيبات، عدد قيادييها أكثر من عدد مناضليها، ليخرجوا في النهاية بحصّة من الكراسي المكسورة، في الانتخابات المحلية والتشريعية، ويلجؤون بعدها إلى اتهام الإدارة بالتزوير، رغم أنهم منطقيا من المزوّرين ! صحيح أن أحزابا “كبيرة” في الموالاة، قبضت ثمن التزوير واستفادت من نظام المحاصصة، لكن، هناك أحزاب مجهرية لا تصلح للداء ولا للدواء، ظلت موجودة في المجالس “المخلية” منذ ميلاد التعددية الحزبية بداية التسعينيات، وظلت تغرف من هدايا “الكوطة” والتوزيع العجيب للمقاعد الوهمية والنسب المفبركة.. والغريب، اليوم، أنها بعدما “والفت”، لا تريد أن تذهب إلى انتخابات، بعدما صدّعت رؤوس الرأي العام بالمناداة والمغالاة بالانتخابات الحرّة والشفافة ! شروط الحرية والشفافية والنزاهة، لا تخدم تلك “الكمشة” في الظروف الحالية، بعدما انتفض “فخامة الشعب” واسترجع الحراك الإرادة الشعبية، واستعادت الأغلبية الساحقة التي كانت مسحوقة كلمة الفصل، وهو ما يُربك ويقلق “زاوش القرمود”، الذي يخشى “نشّ” الصندوق و”هشّ” الاختيار الشعبي الذي سيعيد بناء المؤسسات بكلّ ديمقراطية من أجل بناء “الجزائر الجديدة” ! المنطق السياسي يقول بأن حلّ الأزمة السياسية الحالية، لن يكون إلا عبر طريق واحد ووحيد، حتى وإن كان محفوفا بالمخاطر، وهو مسلك الانتخابات الرئاسية، لكن المرعوبين والمفزوعين من الإرادة الشعبية، والمتعوّدين على اقتسام المقاعد و”الطابوريات” في كلّ اقتراع مثلما تُقتسم الغنيمة أو بالأحرى بالفريسة “الجيفة”، يصولون ويجولون وينطون مثل الغراب الجريح، علهم يعطلون أو يؤجّلون قاطرة الرئاسيات ! الأكيد، أن نسبة المشاركة في الانتخابات القادمة، لن تكون 100 بالمئة، لكن لا يمكن بأيّ حال من الأحوال، الحجر على صوت الأغلبية الساحقة، وإخفاء الحقيقة بغربال السراب و”الهفّ”، والانتخابات هي برأي العقلاء والنزهاء، في كلّ البقاع، المنفذ الوحيد لاختيار ممثلي الناخبين بمنتخبين حقيقيين يمثلون الشعب ولا يمثلون عليه !