تعيش ولاية بومرداس، ومنذ ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء على وقع فاجعة أليمة ألمت بعدد من العائلات نتيجة هلاك أبنائهم بعد انقلاب قاربهم على بعد 13 كلم من شاطئ أولاد بونوة التابع لبلدية رأس جنات شرق الولاية، حيث خلف الحادث لغاية مساء الأربعاء أربعة موتى تم انتشال جثثهم وكذا إنقاذ خمسة آخرين. لم يكن يعلم 19 شابا من أبناء ولاية بومرداس الذين سكنهم هاجس الحرقة والهجرة سريا أن القارب الذي اختاروه أن يقلهم ليلة الأربعاء كان قارب موت بكل ما تعنيه الكلمة وبدل أن يقلهم إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط غدرهم بهم وانقلب وانتقل بعدد منهم إلى العالم الآخر، تاركين وراءهم أحلاما تبددت وتلاشت بمجرد ركوبهم هذا القارب وكذا أولياء يتجرعون مرارة فقدان فلذات أكبادهم لمن تأكد موتهم، فيما يعاني آخرون في صمت ما بين رواية أن يكون أبناؤهم أمواتا أو أحياء يواجهون أمواج البحر بمفردهم. وحسب ما أكده شهود عيان ل”الشروق” وهم يعدون من أبناء المنطقة، فإن الفرضية الأكثر لسبب الحادث هي أن القارب حمل أكثر من طاقته، حيث يفترض أن لا يزيد عن 10 أشخاص، فيما ركب على متنه 19 وتم حشرهم داخله لينقلب بهم على بعد 13 كلم من الشاطئ. وبمجرد انتشار الخبر سارع صيادو المنطقة للبحث عن الضحايا وإجلائهم، حيث بات سكان بومرداس يترقبون أخبار الحراقة الذين تضامنوا معهم ومع أوليائهم ليلتحق حراس السواحل بالمكان وتم مساء الأربعاء إجلاء أربع جثث وإنقاذ خمسة آخرين تم تحويلهم إلى مستشفى دلس وينحدرون من يسر، برج منايل ثنية والعاصمة. يذكر أن ظاهرة الحرقة كانت قد عرفت تراجعا كبيرا منذ بداية الحراك وعادت للواجهة منذ فترة بسيطة أين أبحر قبل عيد الأضحي عدة قوارب أكدوا وصولهم الضفة الأخرى ثم أبحر مطلع الأسبوع نحو 10 قوارب من كاب جنات بدورهم أكدوا وصولهم السواحل الإسبانية ليشهد شاطئ أولاد بونوة هذه الفاجعة. يذكر أن العشرات من أبناء بومرداس لا يزالون في عداد المفقودين بعدما أبحروا سرا من شاطئ دلس خلال أكتوبر 2017 ولم يظهر لم أثر منذ ذلك الوقت وتم البحث عنهم في كل مكان وكل المحاولات باءت بالفشل.