تقول آخر النكت الجزائرية أن إحدى العائلات اشترت خروفا قبل العيد ب 4 أشهر، وبقي ياكل مع أفراد العائلة، ويشرب معهم وينام معهم ويخرج ويدخل ويتفرج التلفزيون معهم، وبدأ يألف بهم إلى غاية صباح العيد عندما نهض باكرا وراح يبكي، فاستغربوا وسألوه ماذا يبكيك؟ فأجابهم الناس، كلهم اشتروا خروف العيد إلا نحن؟ وواضح أن شر البلية فعلا ما يضحك، وأيضا تقاليد الناس وفوضى أسواق المواشي، حتى أن بعض الشباب صاروا يتجوّلون في أسواق المواشي لأجل أن يشبعوا ضحكا قبل شبعهم من اللحم، ويرجعون مساء إلى الأحياء ليتابعوا فيلم التفاخر بالأضاحي، وتجد النسوة ما تُكسرن به روتينهن اليومي عبر الشرفات، حيث الخروف إلى جانبها ومعرض الصوف يمرّ من تحتها في مواكب كباش لا تتوقف، إنه المشهد الكاريكاتوري الذي تعيشه مختلف مدن شرق البلاد، حيث لا صوت يعلو على البعبعة، والملك الوحيد قبل صباح الجمعة هو المتبختر الفرح بنفسه كبش العيد؟ . عنابة مازالت عاصمة مصارعة الخرفان كبش يعض صاحبه وآخر ينطح ربة البيت وثالث ينتحر شنقا؟ ذكرت مصادر للشروق اليومي، بأن كبشا أقرنا اشتراه صاحبه من سوق القنطرة الأسبوعي لبيع المواشي بسيدي عمار بولاية عنابة، بمبلغ 52 ألف دينار، قام بعضه من مؤخرته عندما كان يجره في سلالم العمارة، قبل أن يقوم بغرز أحد قرنيه في فخذه، وفر هاربا تاركا المعني يرتطم في درجات السلم، قبل أن يتدخل الجيران الذين قاموا بتوقيف الكبش المتهم، وتحويل ضحيته على المستشفى. وفي حادثة غريبة، علق عليها سكان حي 900 مسكن بسيدي عمار كثيرا، فيما أفتى بعضهم بعدم شرعية الأضحية بهذا الكبش كونه مصاب بخلل نفسي حوله إلى شبه كلب، فيما استنجد صاحبه بطبيب بيطري أكد له سلامة كبشه من داء الكلب، مؤكدا له بأنها مجرد نوبة عصبية حادة اجتاحت الكبش بعد إرغامه على صعود سلالم العمارة المكونة من ست طوابق جرا وسحبا، وبحي الصفصاف غربي مدينة عنابة، قام كبش فرطاس بنطح ربة البيت بعد أن لاحظ عدم رضاها به، مطالبة زوجها بجلب كبش ذو قرنين طويلين استجابة لرغبتها ورغبة أطفالها الذين يريدون إشراك كبشهم في المواجهات الدامية والعنصرية التي تندلع يوميا على مستوى الحي، وقد تم تحويل المعنية البالغة من العمر ال 51 عاما، على المستشفى بعد أن أصيبت برضوض على مستوى الحوض، جراء النطحة القوية التي تعرضت لها، مما أجبر رب الأسرة على شد الحبل على رقبة ورجلي الكبش تاركا له مقدار ما يحرك رأسه لرفع الكلأ ومضغه فقط، وببلدية البوني على مستوى حي 650 مسكن، لم يتفطن أحد الأبناء لكون الحبل الذي يشد الكبش المربوط في قضيب بجدار شرفة المنزل الواقع بالطابق الثاني طويلا أكثر من اللازم، مما يسمح للكبش بالتنقل بحرية إلى حدود نحو أربعة أمتار، وبما أن الحبل كان مشدودا حول عنق الكبش، فإن هذا الأخير عندما قفز وجد نفسه خارج الشرفة معلقا بين الأرض والسماء، وما هي إلا لحظات حتى اشتد الحبل أكثر فأكثر حول رقبة الكبش، مما أدى إلى وفاته خنقا وشنقا، وجعل الكثيرين يعلقون على سبيل المزاح قائلين بأن كبشا بالبوني قام بالانتحار رميا بنفسه من الطابق الثاني بعد أن تأكد من أنه سيقضي عيد الأضحى بعيدا عن أفراد عائلته؟ . كبش العيد يزرع الفتنة بين المواطنين أطفال يعادون أولياءهم بسبب حجم خرفانهم؟ لم يعد كبش العيد وسيلة لتطبيق سنة رسول الله وشعيرة دينية امتثالا بالصادقين والصدّقين، بل أصبح وسيلة للتباهي وحتى لعب القمار وإثارة الفتن، هذا ما يحدث بمدينة القل في هذه الأيام الشبيهة بالمعارض والكرنفالات. ميسي ورونالدو ورعد.. أسماء كباش لكن رينغو هو اسم الكبش الأشهر في القل ذو القرون الحديدية، صاحبه اشتراه ب 80 ألف دج، تمكن لحد الآن من هزم كل متحديه وقتل اثنين، اللعبة ليست مجانية فلا بد من مبلغ مالي يعطى للمنتصر الذي هو طبعا مالك الكبش. حلقات كبيرة من المتفرجين على شجارات مابين حيوانات من المفروض أنها لإحياء عيد النحر، وليس للتناحر، فقد تسبب في دخول الأطفال في عراك مستمر، حول من هو الأفضل كبشي أم كبشك ليقوم طفل في 13 سنة بضرب جاره وعمره 11 سنة بلوح خشبي على رأسه، لينقل هذا الأخير إلى المستشفى. شاب تهجم على آخر بحي محمد الشيخ لأنه حسب قوله تعمد ضرب كبشه بالحجارة، وأطفال انقطعوا عن الدراسة وتخصصوا في الرعي وآخرون تفرغوا لمتابعة المنافسات الشرسة بين الكباش أينما نظمت. كبش العيد ليس كما عهدناه، ولولا القرون لحسبته من صنف الكلاب يضع البعض في رقبته سلاسل حديدية مكتوب عليها اسمه، بدلا عن الحبل، يهاجم ويمتنع بأمر صاحبه مدرب على الكلمة الفرنسية الشهيرة "أطاك"، البعض ابتدع تصفيفات ليس شعر وإنما صوف، حلاقات غريبة عن الموضة، كل شيء جرب على أضحية العيد لتتحول إلى دمى يلعب ويلهو بها البشر، بينما عشرات الأسر في القل تحلم بكيلو لحم بعدما أعجزها الفقر عن شراء الكبش أو حتى جلده. . نساء يساعدن أزواجهن في السلخ السنّة التي أصبحت فرضا للمستطيع وغير المستطيع؟ طرائف حدثت في مختلف أسواق الجزائر، وهذا على بُعد يوم واحد من نحر أضحية عيد الأضحى المبارك، تصدرتها تلك التي حدثت في عاصمة الولاية، حيث اضطر شخص إلى ذبح أضحيته وبيع لحمها بعد أن رمى كبش نفسه من الشرفة دون أن يهلك، لكن السكان رفضوا شراء اللحم بحجة أن الكبش انتحر، والمنتحر حسبهم سواء كان إنسان أو حيوان فهو في النار. وفي إحدى بلديات الجهة الغربية وقعت حادثة مماثلة لكبش قفز من الطابق الرابع، ليتعرض بعدها لكسور خطيرة، وبما أن صاحبه فقير، اضطر إلى وضع الجبس للضحية الكبش، وأعطاه البيطري مهلة 20 يوما لنزعه، لكن هذا الشخص المسكين طالب من البيطري تخفيض المدة لأنها تفوق يوم الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، لكن البيطري وبحكم الأمانة الطبية رفض طلبه، ليضطر المسكين نزع الجبس قبل انقضاء المدة، كما أن بعض الكباش ترفض أكل العشب والحشيش، ليقع أصحابها في حيرة من أمرهم لشراء مواد غذائية معدة للتسمين وبأسعار مرتفعة، وفي بلدية رمضان جمال كانت طفلة صغيرة تمزح مع الكبش وتقول له بقي في حياتك أيام قليلة وننحرك ونأكل لحمك وشحمك، لتثور بعدها ثائرته حيث تابعها في أرجاء المنزل حتى أدخلها غرفة الاستقبال، وفي الوقت التي كانت تصرخ وتطلب المساعدة من شقيقها، هذا الأخير رفض وانشغل في البحث عن ألة التصوير ليأخذ لها صورة تذكارية، اعتبرتها أحسن صورة في حياتها، وفي أولاد اعطية بعض الرجال يعزفون عن نحر أضحيتهم، فهم حائرون في أمرهم من يذبحها لهم، خاصة الذين تربطهم علاقة وطيدة بالكبش حتى أنه أصبح فردا من أفراد الأسرة ليستنجدوا بأشخاص أخرين لذبحها. كما أن الأولاد الصغار يرفضون حضور عملية الذبح، وفي المقابل هناك أرامل يذبحن أضحيتهن بأنفسهن، فهن محترفات في ذلك، وفي حي بولخصايم محمود ببلدية القل وبسبب عدم حدة الشفرة، حدث وأن هرب لهم العام الماضي عجل سمين، عاش في منطقة جبلية لتتم مطاردته، وبعد جهد جهيد تم القبض عليه على مستوى حي محمد الشيخ، حيث لجأ بعض العارفين بشؤون العجول إلى استعمال عملية دوران الحبل على مستوى عمود كهربائي، وأصيب على إثرها أربعة أشخاص بإصابات بليغة على مستوى الرسغ، كما شهدت قرية اقنة ببلدية بني زيد، غربي سكيكدة حادثة طريفة جدا لشخص هرب له كبشه، وبعد جهد جهيد تم القبض عليه ليشرع في نحره خوفا من هروبه، ولولا تدخل الجيران لنحره صاحبه. كما أن الذين يقومون بذبح الأضحية ومعظمهم مبتدئون ويكادون يقطعون أصابع مساعدهم في عملية الذبح. . العضلات والقرون أهم من الكبدة والشواء كباش في زي النمور والأسود وتخافها الكلاب المدربة؟ رافقت مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك العديد من المواقف الطريفة والنادرة، بولاية ڤالمة، ومنها سقوط كبش من شرفة أحد المساكن المتواجدة في الطابق الثالث لإحدى العمارات الكائنة بحي عين الدفلة، والطريف في الحادثة أن بعض من حضروا هذه الحادثة التي أصيب فيها الكبش بكسور علقوا بالقول أن هذا الكبش المسكين حاول الإنتحار، هذه الحادثة شابهتها العديد من الحوادث الأخرى، خاصة منها حادثة قفز أحد الكباش على صاحبه وسبب له جروحا متفاوتة. لكن المؤكد أن أهم حدث شهدته ولاية ڤالمة بمناسبة العيد هذه السنة، يتعلق بعرض أحد المواطنين الذي جاء خصيصا من الجزائر العاصمة مبلغ 37 مليون سنتيم، على صاحب أحد الكباش المتخصصة في المبارزة. وهو العرض الذي لقي رفضا قاطعا من طرف صاحب الكبش، الذي أكد أنه لن يتخلى عنه حتى ولو عرضوا عليه مبلغ 100 مليون، مع انتشار ظاهرة المبارزة بالكباش، واختيار بعض الشباب الشغوفين بالمغامرة تربية بعض الكباش التي تتوفر فيهم صفة الأبطال حتى صارت أشبه بالأسود والحيوانات المتوحشة، ودخول بها أجواء منافسة التناطح، التي كانت مقتصرة على بعض ولايات الشرق الجزائري فقط، على غرار ولايات عنابة، باتنة وسوق أهراس، لتمتد إلى عدد من الولايات الأخرى عبر التراب الوطني. ليتم تنظيم منافسة ذات طابع وطني بين الكباش التي يتفاخر أصحابها بالتحدي لتحقيق الفوز. ونشر صوٌر وفيديوهات لأجواء المنافسة التي تستقطب إليها العشرات من الفضوليين ومحبي المغامرة، على مختلف المواقع الإلكترونية، خاصة منها اليوتوب.. ومن بين الأسماء الغريبة للكباش المخصصة للتناطح والمبارزة الروسي وبلالة والفاغابون وصدام وغيرها من الأسماء المرعبة التي تعطي للكبش هيبته وتمنح لصاحبه ميزة التفاخر بين أصحاب باقي الكباش.
