تلقى لاعبو البطولة الوطنية لكرة القدم صفعة قوية إثر فشل المنتخب الوطني المحلي في بلوغ نهائيات بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) المرتقبة في الكاميرون مطلع العام المقبل، بعد إقصائهم بطريقة “مهينة” على يد المنتخب المغربي ليلة السبت، حيث خسروا بثلاثية نظيفة في لقاء إياب الدور التصفوي الأخير الذي جرى على ملعب مدينة بركان المغربية، بعدما انتهى لقاء الذهاب بالجزائر بالتعادل السلبي، ليكمل المحلّيون مسلسل سقوط المنتخبات الشبانية في مستنقع الفشل في عهد الاتحاد الجزائري لكرة القدم برئاسة خير الدين زطشي، بينما يبقى المنتخب الأول الذي يقوده جمال بلماضي الشجرة التي تغطي الغابة، ولو أن صورة “بطل إفريقيا” اهتزت بعض الشيء نتيجة هذا الإقصاء المرّ. لم يكن إقصاء المنتخب الوطني للاعبين المحليين من التأهل إلى “الشان” مفاجئا، بما أن فشله كان “مبرمجا” ومخططا له حتى قبل خوض الدور التصفوي بعدة أسابيع وحتى خلال الفترة التي فصلت بين لقاءي الذهاب والإياب، والتي امتدت على مدار قرابة الشهر، ليجد اللاعب المحلي نفسه في مرمى نيران الانتقادات بالرغم من أنه لا يتحمل مسؤولية “فضيحة” بركان بمفرده، هي بالفعل فضيحة ومهزلة مكتملة الأركان، بالنظر للمستوى الذي ظهر به المنتخب المحلي ذهابا وإيابا مقارنة بنظيره المغربي الذي حضر لهذا الموعد بطريقة مخططة ومدروسة، ووفر كل سبل النجاح من معسكرات ومباريات ودية بخلاف الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) الذي تفنن في “ذبح” اللاعب المحلي، بسبب إهمال المنتخب وعدم منحه الأهمية مقارنة بالمنتخب الأول. بدا وكأن هيئة زطشي تعمّدت استعمال كل الطرق لأجل المساهمة في الإقصاء “المهين” للمنتخب المحلي، فبعد تخلي المدرب جمال بلماضي عن هذا المنتخب ونفوره من الإشراف عليه، لم يكن أمام الفاف سوى خيارين إما الانسحاب من المنافسة، أو خوضها “رغما عنها”، فالخيار الأول كان سيعرض المنتخب لعقوبة الإقصاء من طرف الاتحاد الإفريقي للعبة من المشاركة في نسخة العام 2022 ولم يكن ذلك ممكنا لأن الجزائر هي من سيحتضن تلك البطولة التي تفننت في مدح ترشحا لها قصد تنظيمها، وبالتالي فقد لجأت الفاف للخيار الثاني وهو المشاركة لأجل المشاركة ولتفادي العقوبة فقط لا غير، والنتيجة إقصاء وفشل ذريع. كرونولوجيا “الفضيحة” البداية كانت من “التخبط” الذي أصاب الفاف في طريقة هيكلة هذا المنتخب، حيث أعلنت في منتصف شهر أوت الماضي بأن بلماضي هو من سيقود منتخب المحليين، ثم كشفت بعدها عن قائمة اللاعبين الذين سيشاركون في أول تربص بقيادة بلماضي أيضا وهي القائمة التي أثارت الكثير من التساؤلات بسبب عدم توازنها، قبل أن تقوم بعدها بتغيير موعد التربص ثم تعلن عن أن المدير الفني الوطني لودوفيك باتيلي هو من سيقود المنتخب المحلي رفقة أعضاء الطاقم الفني للمنتخب الأول، وسط علامات استفهام كثيرة عما يدور في “الكواليس” من جانب بلماضي الذي يبدو أنه لم يرغب بالمخاطرة باسمه وبموقعه كبطل لإفريقيا بعد تتويجه مع “الخضر” في “كان2019” بمصر، من أجل مغامرة غير محمودة العواقب مع منتخب محلي تم إهماله وتهميشه ومعاملته وكأنه “الابن غير الشرعي” لهذه الاتحادية. وفي الوقت نفسه كان المنتخب المغربي يحضر بجد لهذا الموعد ويخوض المباريات الودية، بينما خاض المنتخب الوطني بعض الحصص التدريبية لينتهي لقاء الذهاب بالتعادل السلبي، ولم تتدارك الفاف الموقف إثرها، وكان حرّيا عليها على الأقل أن تعمل لتجنب الفضيحة، لكنها استمرت في تجاهل المحليين، وبرمجت تربصا وحيدا خاض خلاله اللاعبون حصصا تدريبية قبل أن يتوجهوا إلى المغرب لمواجهة مصيرهم “المحتوم” بحضور بلماضي، والمدرب الأسبق ل”الخضر” وحيد خاليلوزيتش. 6 مديرين فنيين والنتيجة سقوط حرّ وبعد هذا المهزلة، يجب على الفاف ورئيسها خير الدين زطشي تحمل المسؤولية، خاصة وأنها ظلت ترافع منذ إمساكها بمقاليد تسيير شؤون كرة القدم، لصالح التكوين وضرورة دعم اللاعب المحلي، وعدم الاعتماد على المنتوج الجاهز القادم من وراء البحار، خاصة أن الاتحادية ورئيسها فشلا فشلا ذريعا في تسيير هذا الملف، إذ تعاقب على تسيير المديرية الفنية الوطنية منذ مارس 2017 إلى يومنا هذا عدة مسؤولين بداية من توفيق قريشي ثم فضيل تيكانوين، إلى بوعلام شارف ورابح سعدان، وصولا إلى عامر شفيق ثم المدير الفني الفرنسي لودوفيك باتيلي، كما شهدت هذه الفترة أيضا إقصاء كل المنتخبات الشبانية من الاستحقاقات القارية التي نافست فيها على غرار تصفيات كأس أمم إفريقيا لفئتي أقلم 17 سنة و20 سنة، والإقصاء المنتخب النسوي من كأس إفريقيا من دورها الأول في غانا العام الماضي، وكذلك إقصاء المنتخب الأولمبي مؤخرا من التأهل إلى كأس أمم إفريقيا بمصر وهي الدورة المؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، وصولا إلى إقصاء المنتخب المحلي من بلوغ “شان 2020”.