وجه أولياء نحو 450 طفل مصاب بعيوب وتشوهات خلقية بالقلب بغرب البلاد بوهران، نداء استغاثة عاجل لوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات محمد ميراوي، ووالي الولاية عبد القادر جلاوي، لفتح جناح لإجراء عمليات القسطرة على القلب، المغلق منذ سنة 2017 بالرغم من توفره على كل الأجهزة والعتاد الطبي، المتخصص في إجراء مثل هذه العمليات الدقيقة. وشدد رئيس جمعية “لالا” للقلب شتوان عبد القادر في تصريح خص به الشروق اليومي، على ضرورة تدخل وزير القطاع، من اجل تنصيب لجنة لمتابعة ملف المصابين على مستوى ولايات الغرب، بدلا من الانتظار لمدة تفوق السنة للخضوع للتدخل الجراحي وأخذ موافقة مصالح الضمان الاجتماعي ببن عكنون في العاصمة، حيث تسبب في تعقيدات خطيرة، للمصابين بتشوهات ومشاكل مستعصية على مستوى عضلة القلب والشرايين التاجية والأورطية. من جهتها عائلات المرضى طالبت بإيفاد لجنة تحقيق وزارية بمستشفى طب وجراحة الأطفال بوخروفة عبد القادر بكناستيل، للتعرف على أسباب عدم فتح واستغلال مصلحة جراحة القلب المخصصة للرضع بالرغم من تدشينها منذ سنة 2017، وتزويدها بأحدث العتاد الطبي الخاص بعمليات قسطرة القلب، دون فتح القفص الصدري لمعالجة الثقوب بعضلة القلب. في سياق متصل، يواجه الرضع والأطفال المصابين بتشوهات القلب بولايات الغرب والجنوب الغربي، خطر الموت لاسيما غير المؤمنين اجتماعيا، حيث يضطرون للانتظار لفترات طويلة مقابل إجراء تدخلات جراحية لمعالجة الاختلالات الوظيفية بالقلب، لاسيما أن المرضى يتنقلون رفقة أوليائهم، وغالبيتهم من محدودي الدخل إلى العاصمة، للخضوع للعمليات التي تتوفر فقط لدى خمس عيادات خاصة. يضاف إلى هذا، افتقاد مصلحتي العلاج بالمستشفى الجامعي بن زرجب، وكناستيل لعدة تقنيات، خصوصا بالنسبة للحالات التشوهية الكبيرة التي تستدعي عمليات تتراوح تكلفتها المالية الأولية ما بين 80 و200 مليون سنتيم. جدير بالذكر أن معاناة هذه الشريحة لم تتوقف عند المواعيد البعيدة، بل امتدت إلى نقص وشح حاد في معظم الأدوية والعقارات الكيميائية على غرار “دفوكسين”، “لافيلكس”، “دستسيال”، “بريفيكسون”، مرورا بالفحص عن طريق الرنين المغناطيسي (إيارام)، غير المتوفر سوى بالعيادات الخاصة بمبلغ مالي يفوق 35 ألف دينار، لغرض تشخيص علة القلب. من جهتها، أفادت مديرية الصحة والسكان بوهران، أن المصلحة تتوفر على غالبية الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة، وسيتم فتحها قريبا. وعن أسباب إبقائها مغلقة لحد كتابة هذه الأسطر، أفاد مصدر مسؤول للشروق اليومي، أن النقص الحاد في المختصين من جراحي القلب والأوعية والشرايين، هو العامل الرئيسي وراء تأخر استغلال المصلحة، التي بمجرد دخولها حيز العمل، سترفع الغبن عن الرضع والأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و10 سنوات.