قضت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء قالمة، يوم الخميس، بإدانة محافظ الشرطة ع.ع.ب، البالغ من العمر 46 سنة بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وحمل سلاح ناري من الصنف الأول بدون رخصة من السلطة المؤهلة والحكم عليه بالسجن المؤبد، بعد ارتكابه جريمة القتل التي راح ضحيتها رئيس أمن دائرة بوشقوف بقالمة، عميد الشرطة ع.صالح، سنة 2013. وتعود تفاصيل هذه القضية المثيرة، إلى تاريخ 23 أكتوبر من سنة 2013، عندما تلقت مصالح أمن دائرة بوشقوف مكالمة هاتفية من مستشفى بوشقوف مفادها وجود شخص مصاب بعيارات نارية وهو في حالة جد خطيرة، ليتنقل على إثرها عناصر الأمن إلى المستشفى للتحقيق في القضية، أين تبين أن الضحية هو رئيس أمن دائرة بوشقوف والذي تلقى أربع طلقات من سلاح ناري. كما كشف التحقيق أن المتهم هو حافظ الشرطة العامل في نفس السلك كمكلف بالاتصالات السلكية واللاسلكية، وهو من قام بإطلاق النار عليه، من سلاح زوجته الشرطية، بعد ما أخذ سلاحها من المنزل دون علمها، وتوجه إلى أحد المقاهي للقاء أصدقائه، إلاّ أنه التقى بالضحية الذي طلب منه الركوب معه على متن سيارته، لإيصاله إلى منزله، وعند تبادل الحديث بينهما تطور بعدها إلى شجار عنيف بسبب مواجهة المتهم للضحية بما قال إنه علاقة غرامية مع زوجته، ليقوم بعدها المتهم بإخراج السلاح الناري وتوجيه 4 طلقات للضحية وتركه يسبح في دمائه داخل السيارة، وعاد إلى منزله لتغيير ملابسه وإعادة السلاح إلى مكانه قبل أن تنتبه زوجته، ليتم بعدها توقيفه من طرف عناصر الأمن مرفوقين برجال الدرك الوطني، بعد أن تم نقل الضحية إلى مستشفى المدينة، ثم تحويله إلى مستشفى قسنطينة، أين فارق الحياة هناك. خلال جلسة المحاكمة، اعترف المتهم بالجرم المنسوب إليه، مؤكدا أنه لم تكن لديه النية في قتل الضحية، وأنه قام بإطلاق النار عليه بعد ما تأكد من استغلال الضحية لغيابه بعد أن حوّله للعمل بولاية بسكرة، وإقامة علاقة غرامية مع زوجته. ممثل النيابة العامة ركز على خطورة وبشاعة الجريمة التي راح ضحيتها عميد الشرطة، ملتمسا تسليط عقوبة الإعدام على المتهم. وبعد المداولة، نطقت هيئة المحكمة الاستئنافية بإدانة المتهم بالتهمة المنسوبة إليه والحكم عليه بالسجن المؤبد، وهو نفس الحكم الذي أصدرته محكمة الجنايات الابتدائية خلال شهر فيفري من سنة 2017.