افتتحت أمس الدورة الجنائية بمجلس قضاء عنابة بقضية قتل شنعاء راحت ضحيتها أم طفل في العشرينات من العمر ذنبها الوحيد أنها دافعت عن زوجها ورفضت ارتباطه بأخرى ليتحول هذا الأخير إلى مجرم تجرد من أحاسيس الإنسانية ليطلق رصاصة في صدر الضحية ليرديها قتيلة ثم يزعم أنها انتحرت بسبب الظروف النفسية التي تعيشها جراء هذا الوضع. هي قضية هزت الرأي العام خاصة و أن بطلها هو عون أمن يعمل بالشرطة العلمية بأمن الحجار ولاية عنابة حيث تلقت مصالح الأمن التابعة لأمن الدائرة مكالمة هاتفية من المتهم المدعو (ك.ف) 37 سنة يطلب إحضار سيارة إسعاف بغرض نقل زوجته (ب.ر) 29 سنة كونها تعاني من مرض وعلى الفور تم إرسال سيارة الحماية المدنية ليتم نقلها إلى مستشفى الحجار ونظرا لخطورة الإصابة نقلت إلى المستشفى الجامعي ابن رشد حيث أجريت لها عملية جراحية فيما علمت مصالح الشرطة من قبل الشرطي العامل بمستشفى الحجار أن الضحية مصابة بطلقة نارية وعلى الفور انتقل مفتش الشرطة رفقة عناصر تابعين للمصلحة الولائية للتحقيق إلى منزل الضحية من أجل المعاينة الميدانية وقد تم سحب المسدس الخاص بالشرطي المشتبه فيه (زوج الضحية) حيث كان يحتوي على ثمانية خراطيش وقد عاينوا المسكن وأثاثه وقد وجدوا ظرفا فارغا من عيار 7,65 ملم أما المقذوف فلم يتم العثور عليه بمكان الحادثة. المتهم يؤكد أن زوجته انتحرت بسبب علاقة عابرة مع زميلته أثناء سماع المشتبه فيه (ك.ف) زوج الضحية صرح أن زوجته التي أنجب معها طفلا في المدة الأخيرة من تاريخ الواقعة و ذلك يوم 29 جويلية 2012 بسبب علاقة عاطفية عابرة بينه و بين زميلة له المسماة (ع.ن) وبعد أن اكتشفتها الضحية بمحض الصدفة أصبحت تشك في كل تصرفاته على الرغم من تأكيده لها بأنه قطع العلاقة مع الزميلة المذكورة إلا أنها راحت تهدده دوما بأنها ستقوم بالانتحار إن تأكدت بأنه على علاقة مع تلك الفتاة حيث أصبح يجد زوجته الضحية يوميا بحالة نفسية سيئة كما سبق لها محاولة الانتحار مرتين الأولى من خلال شربها لمادة كيميائية وتمكنه من منعها والثانية لمحاولتها قطع شرايين يدها وبتاريخ الواقعة هدأت الضحية وذهبت للتسوق من مدينة عنابة وبعودتها وجدته نائما وأيقظته وبعدها وبطلب منه ترافقا إلى مدينة الحجار لقضاء بعض الحاجيات وبعد عودتها إلى المنزل شرعت زوجته بتحضير الفطور وبعد أن خرج إلى المقهى وتناول فنجان قهوة وعند عودته وجدها جالسة على الأريكة وطلب منها تغيير ملابسها لأنه سيخرجها في زيارة إلى بيت أهله واتجه إلى المطبخ من أجل تدخين سيجارة وبعد مرور ربع ساعة سمع باب الخزانة يفتح وتلاه طلق ناري واتجه مباشرة إليها فوجدها مرمية فوق السرير ويصدر منها شخير ولما قام بنزع الغطاء عنها وجد السلاح الناري الخاص به في الجهة اليسرى لجسمها فصدم من الأمر وتوجه مباشرة إلى جيرانه طالبا منهم يد المساعدة الجيران يصرحون:«الضحية كانت جد طبيعية يوم الواقعة» من جهتهم صرح الجيران أثناء التحقيق وخلال جلسة المحاكمة ان الضحية يوم الواقعة كانت جد طبيعية كما أنها تتسم بحسن السلوك وذات سمعة طيبة بالحي وعند سماع احد الشهود أكدانه سمع صراخ المشتبه فيه وكان يردد «لمن رايح نعيط يا رحمة علاش درتي في روحك كيما هك» حيث تدخلت زوجة الجار رفقة بقية الجارات وتقربن إلى المنزل للإطلاع على الامر وبدخولهن إلى المنزل وجدن الضحية عارية تماما ومستلقية على السرير وفاقدة للوعي وقدطلب الشاهد من زوجته والجارات تغطية الضحية وبعدها وضوعها على الأريكة إلى غاية حضور رجال الحماية المدنية الذين نقلوها إلى المستشفى من جهة أخرى تم سماع المسماة «ع.ف» كانت تربطها علاقة مع المتهم حيث صرحت أنها كانت تعمل مع زوج الضحية في سلك الشرطة بنفس المصلحة ونشأت بينهما علاقة غرامية بلغت حد اللقاء في محلات الشاي وقد اكتشفت الضحية هذه العلاقة من خلال المكالمات الهاتفية فيما طلبت العشيقة من زوج الضحية قطع العلاقة وبتاريخ 2012/07/28 اتصلت بالضحية لتسوية الخلاف بينهما وأن زوج الضحية كان يوهمها بسعيه لطلاق زوجته ثم الزواج بها. «تقرير الطبيب الشرعي يؤكد أنها مقتولة ولم تنتحر» أفاد تقرير الطبيب الشرعي أن الطلقة النارية كانت من أعلى إلى أسفل من الجهة اليسرى للضحية بناحية الثدي وهو مكان غير لائق تماما للانتحار والثقب الذي تركه المقذوف ذو شكل بيضوي وغير دائري ووضعيات الانتحار عادة ما تكون دائرية الشكل وما يعزز التقرير أن المسافة التي وقعت منها الطلقة النارية كانت أكثر من 15 سنتم والانتحار بفرضية المتهم غير واردة على الإطلاق مع هذه الخبرة وعلى هذا الأساس إضافة إلى قرائن أخرى توبع زوج الضحية بجناية القتل العمدي حيث وبعد سماع جميع الأطراف بمن فيها المتهم والشهود التمست النيابة العامة تسليط عقوبة المؤبد وبعد النظر في القضية أدين الحكم بالمؤبد.