لم يترك فريق عبد العزيز جراد عطلة نهاية الأسبوع تمر مرور الكرام دون الشروع في بدء عملهم الحكومي بصفة رسميا، حيث جرت، السبت، مراسيم تسليم المهام بكافة القطاعات التي عين بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وزراء جدد. وتوافقت تدخلات هؤلاء حول أهمية تفعيل الأداء الوزاري والحرص على تنفيذ الالتزامات الانتخابية الطموحة للرئيس في المرحلة المقبلة. وبهذا الصدد تسلم العائد إلى وزارة المالية، عبد الرحمان راوية، مهامه من سلفه محمد لوكال، وقال بالمناسبة “أنا ابن القطاع المالي وأعرف جيدا خباياه”، معتبرا “المهمة صعبة ولكن ليست مستحيلة”. كما شدد على “ضرورة تكثيف كل الجهود من أجل اجتياز هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها الجزائر، ومنح الفرصة للجميع، من أجل تلبية حاجيات الجزائريين في مختلف القطاعات”. وبدوره انطلق كمال رزيق كوزير للتجارة خلفا لسعيد جلاب، واعتبر أن “عملا كبيرا ينتظره هو وشريكه المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية”. وأشار إلى أنه “سيعمل مع كل إطارات الوزارة كفريق واحد على معالجة الملفات بثقافة الدولة، وعلى إظهار نتائج عملهم خلال 6 أشهر على أقصى تقدير”. وأوضح أن “السوق الإفريقية مهمة جدا وسيتم العمل على دخولها، وكذلك المشاكل التي تعيشها السوق الداخلية ومشكل المخابر”. من جهته، دخل الوافد الجديد على الصحة، عبد الرحمن بن بوزيد، مكتبة السبت، وقال إن لديه “خبرة طويلة في القطاع وجاء ليعمل بمساعدة الجميع”. ودعا الإطارات خلال التنصيب إلى مساعدته وعقب”إذا أخطأت وجهوني.. أنا جئت لأتعلم معكم السياسة”. واعترف الوزير أن القطاع واجه مشاكل كثيرة وقد أتى للعمل مع الجميع، متمنيا الاستفادة من خبرة سابقيه. من جانبه، وقف وزير الصناعة والمناجم الجديد، فرحات آيت علي، عند ضرورة العمل لبعث القطاع والنهوض بالإنتاج الجزائري. وشدد عقب استلام مهامه من جميلة تمازيرت على ضرورة تنظيم الواردات. كما تسلم كمال ناصري هو الآخر منصبه على رأس وزارة السكن والعمران والمدينة، وقال بالمناسبة إن “الجهود متواصلة والطموحات كبيرة من أجل تطوير القطاع في إطار التنمية المستدامة”. وكشف ناصري عن “وضع مخطط جديد للمراحل القادمة كون برنامج الرئيس تبون خص قطاع السكن بالأهمية اللازمة” . أما عمار بلحيمر وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، فقد أكد العمل مع الشركاء لإعطاء نفس جديد وإيجاد حلول ملائمة للمشاكل المهنية والمادية والتنظيمية، حتى يتمكن القطاع من تأدية رسالته النبيلة في تقديم إعلام موضوعي نزيه يساير متطلبات العصر والتطورات التي تعرفها البلاد، وفق تعبيره. هذا واستلم كذلك محمد واجعوط، مهامه الجديدة على رأس وزارة التربية الوطنية، معتبرا تكليفه “حملا ثقيلا بالنظر للتحديات والرهانات المتعددة والمتشعبة التي تواجه البلاد في شتى الميادين”. وأكد في كلمة مكتوبة بذل “كل ما في وسعه، بالتعاون مع جميع إطارات وعمال التربية والشركاء الاجتماعيين وأولياء التلاميذ، للبحث عن الحلول الناجعة لمشاكل القطاع”. كما تعهد العائد إلى وزارة الصيد البحري والمنتجات الصيدية، سيد أحمد فروخي، بإعادة الاعتبار للقطاع وتطويره للمساهمة في خدمة الاقتصاد الوطني. وأكد أنه سيعمل جاهدا على عدم تضييع العلاقة مع قطاع الفلاحة، وعدم تضييع ما تم إنجازه سابقا، حيث يملك إطارات جادة، وحان الوقت حسبه للعمل والمثابرة بكل جدية ونزاهة. ومن جانبه، تحدث وزير الفلاحة، شريف عماري، على خلق الثروة واستقطاب الشباب أصحاب المهارة والكفاءة للنهوض بالأمن الغذائي للبلاد. وصرّح خلال التنصيب بأهمية تفعيل جميع القدرات وتجنيد جميع المهنيين، من أجل ازدهار الفلاحة ومناطق الريف، وترقية الصادرات وتنويع الاقتصاد. بينما أعرب وزير الموارد المائية الجديد، أرزقي براقي، عن رغبته في الارتقاء إلى مستوى الثقة التي خصه بها رئيس الجمهورية، ليكون عند حسن ظن المواطن. وقال بدورها وزيرة الثقافة، مليكة بن دودة، إنه “إذا كان البلد في الأزمة فإن أزمة الثقافة موجودة بالأساس والضرورة، والنهوض بها يستلزم النهوض بالقطاع”. وشددت خلال مراسم التسليم على أنها لا تريد ثقافة مظاهر ومهرجانات بل ثقافة تبني شخص المواطن الجزائري وتعني علاقة الإنسان بمحيطه وشخصيته ووطنيته. من جهة أخرى، قالت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، إن قطاعها جد حساس وفئاته حساسة كذلك، له خصوصياته وجب بذل جهود كبيرة من أجل تحقيق النجاح فيه وخدمة الوطن والمواطن وترقية تلك الشرائح. أما وزيرة العلاقات مع البرلمان، بسمة عزوار، فقالت إن زمن تقديس الأشخاص قد ولى. ودعت خلال حفل استلامها المهام من فتحي خويل إلى الاستغناء عن لقب المعالي والاكتفاء بالسيدة الوزيرة أو الأستاذة، مشيرة إلى أن “البلاد تمر بمرحلة جد حساسة تستلزم تكثيف الجهود والعمل الجاد”.