للمرة الثانية، منذ بداية الموسم الكروي، تم اختيار الحارس ألكسندر أوكيدجة، ضمن التشكيلة الأساسية والمثالية لواحدة من جولات الدوري الفرنسي، رفقة كبار اللاعبين ومنهم نايمار، بل إنه ضمن التشكيلة الأوربية رفقة محرز وغيره من اللاعبين، وهو لقب رمزي رفع من أسهم حارس مرمى المنتخب الجزائري الذي لم يحظ بفرص اللعب كثيرا حتى في الوديات. وتبقى مشكلة أوكيدجة أنه ينشط مع فريق صاعد جديد إلى الدرجة الأولى الفرنسية يعاني في الترتيب العام، حيث يتواجد في المركز 17 غير بعيد عن مركز التهديد بالسقوط إلا بثلاث نقاط، حيث يُحاط الحارس بلاعبين من المستوى المتوسط، وهو ما يجعله عرضة للتهديد من مهاجمي المنافس طوال تسعين دقيقة من المباراة. للأسف أيضا فإن حارس الخضر تقدم في السن، ولا يمكن القول بأنه مستقبل حراسة المرمى، بعد اعتزال رايس مبولحي، فالحارس الذي هو من أم فرنسية يبلغ من العمر 31 سنة ونصف، ومع ذلك يحتفظ ببصيص من الأمل لأجل أن يكون في حراسة المرمى في مونديال قطر، في حال تأهل أشبال جمال بلماضي، فقد دأب المدرب على استدعائه لكل تربص كما أنه لم يغير من ثلاثي الحراسة منذ أكثر من سنة، وواضح أنه مقتنع بهذا الثلاثي ضمن معادلة مُجبر أخوك لا بطل، فكل حراس المرمى الذين ينشطون في الدوري الجزائري غير مُقنعين، وحتى الذين هاجروا للعب في المملكة العربية السعودية ومنهم مليك عسلة وزغبة لم يُقنعوا بلماضي، كما أن دوخة قد يكون الخيار الثالث في تشكيلة بلماضي الذي سيعتمد عليه لخبرته وليس لأمر آخر. لعب أوكيدجة منذ بداية الموسم الكروي الجديد 1665 دقيقة، وكان في الموسم الماضي أو موسم صعود ماتز قد قارب الأربعة آلاف دقيقة، واعتبره أنصار الفريق السبب الأول المساهم في صعود النادي بفضل تصدياته وخاصة ثباته في مركزه وفي مستواه، لأنه من الحراس النادرين الذين لا يرتكبون الأخطاء، وحتى في تدخلاته فهو مثالي وهو أيضا من الحراس النادرين من حيث اللعب النظيف إذ لم يحصل في حياته على البطاقة الحمراء بالرغم من أنه يقضي سنته ال 13 في عالم الاحتراف، وخلال هذا الموسم حصل على بطاقة صفراء واحدة، مع الإشارة إلى أن أوكيدجة لعب موسمين سابقين في الدوري البلجيكي، وعاد سريعا إلى فرنسا التي لعب فيها مع أندية من الدرجة الثانية على رأسها ستراسبورغ. لا هدف لرفقاء أوكيدجة هذا الموسم سوى تفادي العودة إلى الدرجة الثانية، فماتز يتفوق على أول المهددين بالسقوط بثلاث نقاط وهو فارق غير مريح، ومن ضمن 20 فريقا في الدوري الفرنسي لا يتفوق ماتز في النقاط سوى على آميان ونيم وتولوز، وهو بعيد عن باريس سان جيرمان ب 26 نقطة كاملة، ومن ضمن 28 مباراة لعبها الفريق تلقى مرماه 28 هدفا، أربعة منها في شباك الحارس الاحتياطي الفرنسي ديليكروا، عندما غاب أوكيدجة، الذي سجل معدل لا بأس به بالنسبة لحارس يسهر على شباك فريق يعاني في المؤخرة، حيث لعب 19 مباراة وتلقى فيها 24 هدفا، ولولا تصدياته العديد، ما حقق الفريق انتصاراته الأربعة وتعادلاته الثمانية التي حصدها منذ بداية الدوري الفرنسي. ينشط أوكيدجة مع فريق عريق حيث تأسس ماتز في سنة 1932، وله ملعب جميل سان سانفوريان الذي يتسع ل 26 ألف متفرج، يكاد يمتلئ عن آخره في كل مباراة للفريق، وكثيرا ما يتغنون باسم الحارس أوكيدجة المتفوق على حارسين في النادي من جنسية فرنسية وهما ديليكروا من نفس سن أوكيدجة، وديتش البالغ من العمر 19 سنة، ولا يضم دفاع الفريق لاعبين كبار بإمكانهم منح الأمان والسلامة للحارس الجزائري، فغالبيتهم من ذوي المستوى المتواضع ومنهم أفارقة من الكامرون والسينغال ليسوا حتى أساسيين في منتخبات بلادهم، وحتى المدرب الفرنسي للفريق هوغنون اعترف في عدة تصريحات له بأن مشكلة الفريق أنه يفتقد للاعبين الكبار أو على الأقل لاعب كبير في الدفاع يقود التشكيلة بخبرته ويمنحها الأمان، وحتى المهاجم الجزائري فريد بولاية الذي ينشط مع ماتز، تراجع مستواه وقبع على مقاعد الاحتياط بالرغم من أنه بدأ الموسم بقوة ولكنه إلى غاية الآن لم يلعب أكثر من 500 دقيقة ومازالت حصالته فارغة من أي هدف لصالحه. وإلى أن يتراجع أداء مبولحي أو يتعرض لإصابة وهذا ما لا يتمناه بلماضي وأنصار الخضر، فإن أوكيدجة سيبقى ينتظر فرصته مع الخضر. ب.ع