انطلقت بالعاصمة التونسية،الإثنين، فعاليات المهرجان الأول لفيلم المقاومة والتحرير، وذلك بالتعاون بين المكتبة السينمائية التونسية والجمعية اللبنانية للفنون “رسالات”، بمشاركة مميزة للجزائر، ممثلة في وفد ترأسه المجاهدة جميلة بوحيرد. ويعرض خلال التظاهرة، التي تحتضنها العاصمة تونس لأول مرة، الفيلم التاريخي الجزائري معركة الجزائر، الذي أخرجه المخرج الإيطالي “جيلو بونيكورفو”، ويروي فترة من فترات كفاح الشعب الجزائري إبان ثورة التحرير. كما تهدف التظاهرة إلى تسليط الضوء على مقاومة الشعب الفلسطيني للعدو الصهيوني، والدفاع عن القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى إبراز الانتهاكات المختلفة التي تعرضت لها المناطق المحتلة، وذلك من خلال مجموعة من الأفلام السينمائية. وتتخلل التظاهرة سلسلة من الندوات التي تتناول بالنقاش القضايا المتصلة بالمقاومة، من بينها ندوة حول “سينما المقومة بين الذاكرة والمستقبل”. ومن بين الأفلام التي تعرض في المهرجان، فيلم “السر المدفون”، للمخرج علي غفاري، ويتناول قصة واقعية عن امرأة لبنانية قاومت الاحتلال وهزمته بصبرها على أذى عائلتها، بسبب لغز استشهاد ابنها الذي أخفت سره طيلة 15 عاما، وتحملت معاناة أبنائها المعتقلين لدى الصهاينة. أما الفيلم الفلسطيني “3000 ليلة”، فيروي قصة معلمة فلسطينية شابة، يتم اعتقالها باتهامات خاطئة في سجن إسرائيلي، تضع مولودها فيه، وعبر كفاحها بالسجن وعلاقتها بالسجينات الأخريات، تحارب من أجل النجاة والحفاظ على الأمل. وحسب القائمين على المهرجان، فإن الهدف من هذه التظاهرة الفنية السينمائية، هو التأكيد على تواصل النضال بالرغم من محاولات التشويش التي ما فتئ الاحتلال الصهيوني يعمل على نشرها للقضاء على فكرة المقاومة.. ومن شأن هذا النوع من أفلام المقاومة والتحرير أن يرسم مسارا فنيا ملتزما في سبيل ترسيخ فكر المقاومة والتضحية والانتصار. وقد بعث المجاهد لخضر بورقعة برسالة تليت في الحفل الافتتاحي، قال فيها: “إن المبادرة سيسجلها التاريخ للأجيال القادمة بكل فخر واعتزاز، بأن هناك شرفاء من هذه الأمة لم يركعوا رغم المؤامرة التي تستهدف الأحرار”.