تطمح شركة الإسمنت متيجة بمفتاح في ولاية البليدة، التابعة للمجمع الصناعي لإسمنت الجزائر "جيكا"، إلى تحقيق صفر تلوث، وذلك من خلال إنجاز محطة لمعالجة وتصفية المياه المستعملة في 2021، ستعمل على وضع حد للتلوث البيئي، حيث ستتكفل هذه المحطة بتصفية وتطهير المياه المستعملة وفق تقنيات عصرية متطورة، وموازاة مع ذلك يجري وضع مصفاة ضخمة مهمتها الحد من انبعاث الغبار المتطاير من ورشات الإنتاج، وهو المشكل الذي ظل يؤرق السكان طيلة عقود من الزمن. نظم المجمع الصناعي لإسمنت الجزائر "جيكا"، بقيادة مسؤولة الاتصال السيدة حياة لازري، زيارة ميدانية لفائدة مجموعة من ممثلي وسائل الإعلام الجزائرية، من بينهم "الشروق"، وذلك لتمكين الصحفيين ومن خلالهم الجمهور العريض من التعرف عن قرب على مختلف مراحل وتقنيات إنتاج الإسمنت، وقبل ذلك استفاد الوفد الإعلامي من دورة تكوينية تطرق خلالها مدير الاستغلال، فتحي دراجي، إلى مختلف مراحل وطرق إنتاج الإسمنت، وقال في هذا الإطار، إن المواد الأولية والأساسية لتصنيع الإسمنت تتمثل في 4 مواد وهي الكلس والصلصال والرمل وكذا معدن الحديد والجبس، حيث يتم إعداد الطحين الخام المتكون من 80 بالمائة من الكلس و17 بالمائة من الصلصال، إضافة إلى الرمل ومعدن الحديد، وبعدها توضع في ورشة الطهي في درجة حرارة تتجاوز ال 1400 درجة مئوية للحصول على مادة الكلينكر، وهي عبارة عن مادة الغرانيت الرمادي التي تستعمل لإنتاج الإسمنت، بعد إضافة مادتي الكلس والجبس، حيث تعبأ بعدها في أكياس بوزن 50 كلغ، أو تحمل في شاحنات لتوزيعها على الزبائن والمتعاملين، مضيفا أن المجمع تحصل سنة 2015 على شهادة إيزو 9001. 1978.. بداية الإنتاج بمليون طن من جهته الرئيس المدير العام لشركة الإسمنت متيجة بمفتاح السيد خرشي، قال بأن مشروع بناء مصنع الإسمنت للمتيجة بمفتاح، أدرج في إطار المخطط التنموي 1970-1973 بطاقة إنتاجية تقدر بمليون طن، بينما شرعت الورشات في العمل بتاريخ 6 جوان 1975، أما إشعال الفرن والشروع في الإنتاج فكانت في سنة 1978 بطاقة إنتاجية تقدر بمليون طن لجميع أنواع الإسمنت. وفي سنة 1998 أصبحت المؤسسة، أحد فروع المجمع الجهوي للإسمنت ومشتقاته للوسط، ليتم في سنة 2009 ضم جميع المجمعات الجهوية (شرق، غرب، وسط وECDE) تحت اسم مجمع جيكا. وأضاف الرئيس المدير العام أنه في سنة 2008 تم توقيع عقد الشراكة مع المجمع الفرنسي "لافارج هولسيم"، عن طريق مناقصة بنسبة مساهمة تقدر ب 35 بالمائة من الأسهم للشريك الأجنبي و65 بالمائة من الأسهم للمجمع الصناعي لإسمنت الجزائر "جيكا"، ومع أواخر سنة 2018 استرجع مجمع "جيكا" التسيير بعد انتهاء عقد "لافارج هولسيم"، وحققت الشركة رقم أعمال يقدر بحوالي 700 مليار سنتيم العام الماضي، فيما وصل الإنتاج إلى حوالي مليون و270 ألف طن، وتحقيق فائض في الإنتاج يقدر ب 15 ألف طن، علما أن الشركة توظف حوالي 494 عامل. جبل زروال.. الممون الرئيسي بالمواد الأولية و4 صوامع للتخزين أول وجهة للصحفيين، للاطلاع على مراحل إنتاج الإسمنت، كانت من ورشة التكسير، الواقعة بمحجرة الكلس بجبل زروال، هذا الأخير يمون المصنع ب 80 بالمائة من المادة الأولية، ثم تخزن المواد الأولية في حاويات التخزين وهي عبارة عن 4 صوامع لتخزين مادة "الكلنكر" ب 15 ألف طن للصومعة الواحدة، وتخزين 5000 طن من الكلنكر الخاص، وصومعة أخرى لتخزين 5000 طن من الجبس، علما أن طاقة استيعاب حاويات الإسمنت تقدر بحوالي 40 ألف طن. وبعد هذه المرحلة تأتي مرحلة الطحن والتجفيف، حيث يتم تحضير المواد النيئة وتؤخذ إلى ورشة التجانس، ليتم وضعها في ورشة الطهي، تحت درجة حرارة تصل إلى 1452 درجة مئوية، بطاقة إنتاجية يومية تقدر ب 3500 طن يوميا. وأضاف مدير الاستغلال بشركة الإسمنت متيجة بمفتاح، أن إنتاج الكلنكر بلغ 930 طن في 2019، بعدما كان يقدر ب 703 طن في 2014، و1269 طن من الإسمنت سنة 2019 مقابل 1273 طن سجلت سنة 2018، أما حجم مبيعات فقد بلغ 1255 طن في سنة 2019، بعدما كانت تقدر ب 1067 طن سنة 2014. بعدها تنقل الصحفيون إلى قاعة مراقبة المحاجر وأنظمة التحكم والمراقبة الآلية والمجهزة بأحدث الوسائل الحديثة، حيث تمكن مهمتها الأساسية في مراقبة سير الورشات وفي حالة حدوث أي عطب أو خلل تقني يتم إطلاق تنبيه الإنذار، ومن ثم يتم التدخل على الفور، وغير بعيد عن غرفة المراقبة والتحكم يوجد مخبر تحليل المواد الأولية المجهز هو الآخر بعتاد متطور، آخرها جهاز تم اقتناؤه بمبلغ 300 مليون سنتيم، حيث يتم فيه معالجة المواد بطريقة فيزيائية وكيميائية للحصول على مادة مطابقة للمعايير، وفي حال تلقي أي شكاوى من الزبائن بخصوص نوعية المنتوج، فيتم إخضاعه مرة أخرى للتحليل لتكون أكثر فعالية، وفي هذا الإطار، قال المشرف على المخبر، ردا على سؤال "الشروق" إن الخطأ ممنوع في هذا المخبر، وذلك لان الأمر يتعلق بسمعة المنتج وصورته ومكانته في السوق. آخر ورشة كانت محل زيارة رجال الإعلام، هي ورشة تعبئة الإسمنت في أكياس ونقلها بواسطة شاحنات من مختلف الأوزان، لتوزيعها على الزبائن والمتعاملين، حيث كانوا بانتظار شحن المنتج والمغادرة نحو وجهاتهم المختلفة. وبخصوص مدى مراعاة الشركة للبيئة، أوضح دراجي أن إنتاج الإسمنت كان له تأثير سلبي على سكان بلدية مفتاح، في السنوات السابقة بسبب الغبار المتطاير، حيث تلقوا عدة شكاوى في هذا الإطار، ونظمت عدة احتجاجات للسكان، ولمواجهة الوضع قررت الشركة اقتناء مصفاة في سنة 2017 بغلاف مالي يقدر ب 4 ملايين أورو، وهذا لحماية البيئة والحفاظ على صحة المواطن، كما تم معالجة 800 ألف طن من النفايات، كما تم وضع نظام خاص يسمح بتفجير الصخور الكبيرة، دون أن يشعر السكان بالهزات الارتدادية للتفجيرات داخل المقلع أو المحجرة، مضيفا أن الشركة دأبت على تنظيم حملات تحسيسية لفائدة المواطنين، مؤكدا أن الشركة تعمل حاليا على التقليص من استهلاك الطاقة الكهربائية والمياه، فضلا عن تحويل المصفاة الكهربائية إلى مصفاة بالجيوب وكذا تركيب 5 مصاف على ورشة التجانس.