لا يزال فيروس كورونا يشكل حالة طوارئ في الصين ويهدد سكان باقي العالم مع استمرار انتشاره، ويأتي هذا مع اقتراب موسم عمرة رجب وشعبان ورمضان، أي خلال شهري مارس وأفريل، حيث يتوقع البعض في حال تأزم الوضع مع كورونا، أن تضطر المملكة السعودية إلى توقيف رحلات العمرة الوافدة إليها، خاصة الرحلات التي تأتي من البلدان المسجلة لإصابات بفيروس مدينة ووهان الصينية، وهذا ما قد يهدد أيضا موسم الحج لعام 2020. والجزائر واحد من البلدان الإسلامية التي تشهد مخاوف مواطنيها الراغبين في أداء العمرة، والناجحين في قرعة حج هذا العام، وهذا ما أكده رئيس نقابة الوكالات السياحية، الياس سنوسي، حيث قال إن التخوف يبدو ملحوظا، وإن التراجع في الرحلات سواء السياحية أم إلى البقاء المقدسة بدأت تتقلص بشكل نسبي، ويبدو حسبه، أن كورنا سوف يترك أثره في نشاط الوكالات السياحية. وأوضح سنوسي أن التزامات الوكالات السياحية نحو زبائنها ستكون هذه السنة صارمة للغاية، وأن الرحلات نحو البقاع المقدسة ستكون مرفقة بمرشدين يتصفون بالحذر الشديد والمسؤولية العالية، كما أن حالة التخوف لدى المعتمرين والحجاج في حال استمرار فيروس كورونا تتطلب رعاية نفسية وبرامج وتوفير الإمكانيات، وذلك لمحاولة إزالة التخوف لدى المعتمرين الجزائريين، وهذا حسبه يتوقف أيضا على مجهودات المملكة السعودية وقدرتها على حماية الوافدين إليها. في السياق، أكدت مصادر من الديوان الوطني للحج والعمرة، أن لقاءات مستمرة مع مسؤولين في وزارة الشؤون الدينية، حول مشكل تخوف المعتمرين الجزائريين، من فيروس كورونا، حيث قالت ذات المصادر إن الجزائر تضع ثقتها في السعودية، وإن مراقبة الحدود الجزائرية واتخاذ الحيطة والحذر من دخول أو خروج أي إصابة بفيروس كورونا من الجزائر أحد هذه الإجراءات ونفس الحال بالنسبة للحدود السعودية. وسوف يقوم ديوان الحج والعمرة، بتوزيع مطويات للتوعية من عدوى الفيروسات، وبعض الأمراض المعدية في البقاع المقدسة، وكيفية رعاية المعتمرين الجزائريين، وتفاديهم أماكن انتشار العدوى، والمحافظة على صحتهم، ويحرص الديوان على التوصيات الصارمة للوكالات السياحية المعتمدة، التي من شأنها حماية زبائنها وهم يؤدون العمرة والحج هذه السنة، في ظل انتشار كورونا والكثير من الأمراض، بالإضافة إلى التغيرات المناخية. كما سينظم ديوان الحج والعمرة صالونا من 18 إلى 22 فيفري الجاري، وذلك في قصر المعارض بالصنوبر البحري، حيث يتخلله تدريب على أداء المناسك باستعمال المجسمات، ومحاضرات ومجالس للإفتاء، وهنا يحاول بعض المختصين إزالة مخاوف بعض الراغبين في العمرة والذين سيذهبون لأداء فريضة الحج، وصالون الحج والعمرة في طبعته الخامسة سيثير موضوع كورونا، وقد تطرح فتاوى حول هذا الفيروس. وتبقى مخاوف المملكة العربية السعودية في تزايد من تسلل حالات إصابة فيروس كورونا الجديد إلى البقاع المقدسة، حيث تسعى بكل جهدها لمجابهة هذا المشكل الذي بات يهدد موسم العمرة لمارس وأفريل وحج 2020، وقد أعلنت يوم الأحد الفارط عن عدم تسجيلها أي حالة إصابة بالفيروس الخطير، وأكدت فحصها لأكثر من 4 آلاف رحلة جوية آتية من الصين إليها، وفي مقابل ذلك، حاول عضو اللجنة العليا للحج ناصر ترك طمأنة الوافدين إلى الأراضي المقدسة، قائلا إن المملكة لديها تاريخ مع الفيروسات التي عرفها العالم مثل إنفلونزا الطيور والخنازير، ونجحت حسبه في مواجهتها، كما سارعت دار الإفتاء المصرية إلى إجازة لبس المحرم الكمامة الطبية للوقاية من الأمراض والفيروسات، مؤكدة أنه لا فدية عليه، وقالت عبر حسابها على تويتر: يجوز للمحرم لبس الكمامة الطبية، ولا فدية عليه.