استقبل وزير التربية، محمد واجعوط، ممثلين عن نقابة عمال التربية والتكوين "اينباف"، في لقاء ثنائي جمع الطرفين، لمُناقشة انشغالات المنظومة التربوية، في وقت تتمسك "اينباف" بإضرابها ووقفتها الاحتجاجية أمام مقر وزارة التربية برويسو المقرّر هذا الأربعاء، في انتظار ما يسفر عنه لقاء الإثنين. أكّد رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري في تصريح ل"الشروق"، الاثنين، أن نقابتهم "مُصمّمة" على الدخول في سلسلة من الاحتجاجات، تُدشن بالتوقف عن العمل، مع تنظيم تجمع أمام مقر وزارة التربية الوطنية برويسو بالعاصمة، متبوعا بمسيرة وطنية غدا الأربعاء، على أن يتم التصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المرفوعة. وحسب مُحدثنا، فإن نقابتهم لم تتلق أي دعوة من وزير القطاع، محمد واجعوط، للحوار منذ ايداعهم إشعار الإضراب يوم 16 فيفري، و"كل ما وصلنا، هو دعوة من الوزارة، على غرار باقي الشركاء الاجتماعيين، لعقد لقاءات ثنائية مع واجعوط، لتباحث جميع انشغالات القطاع" على حد تعبير محدثنا. والتقت نقابة "اينباف" مع وزير التربية أمس، في لقاء ثنائي، وقد يُغير اللقاء اصرار النقابة على الإضراب، في حال تجاوب واجعوط "ايجابا" مع مطالبهم. ويحمّل الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، وزارة التربية والحكومة مسؤولية تدهور قطاع التربية، والذي يعرف حسبهم "غلياناً شديداً، أجّجه مخطط الحكومة الذي تجاهل ملفات الأسرة التربوية بجميع أسلاكها"، إضافة، إلى تماطل وزارة التربية الوطنية، في إطلاق حوار جاد للشروع في تجسيد الالتزام الذي قطعه رئيس الجمهورية للنهوض بالمدرسة الجزائرية. وتطالب "اينباف" بإصلاح المنظومة التربوية بإشراك أهل القطاع وخبرائه، خاصة في المرحلة الابتدائية، وذلك بإعادة النظر في الهيكلة والتأطير والمناهج والبرامج، ووضع قانون أساسي لقطاع التربية، يحقق استقلاليته عن الوظيفة العمومية، على باعتبار أن مهنة التربية هي رسالة وليست مجرد وظيفة، مع إعادة النظر في رواتب ومنح الأساتذة وكل مستخدمي التربية، بما يحفظ لهم القدرة الشرائية، مع استرجاع الحق في التقاعد النسبي ودون شرط السن للأساتذة وكل مستخدمي قطاع التربية. كما تدعو النقابة، إلى الاستجابة بصفة "استعجالية" لمطالب أساتذة التعليم الابتدائي المشروعة، وإنصاف كل الأسلاك المتضررة من اختلالات القانون الخاص الحالي ومنهم النظار، موظفو المصالح الاقتصادية، موظفو التوجيه والإرشاد المدرسي، مستشارو التربية، مساعدو ومشرفو التربية، موظفو المخابر، موظفو التغذية المدرسية… مع إيجاد حل لتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين. وتمكين المربي من حصص سكنية خاصة، وتحيين منح المناطق ومنحة الأوراس. مطالب بمُراجعة تاريخ العطلة الصيفية في الجنوب وطالبت النقابة، بمراجعة تاريخ الخروج والدخول الخاص بالعطلة الصيفية في الجنوب نظرا لخصوصيته المناخية، مع مراجعة القانون 90-14 المتعلق بممارسة الحق النقابي، ورفع التضييق عن الحريات النقابية. من جهته، أصدر المجلس ثلاثي الأطوار للتدريس "كناباست" بيانا يندد فيه، بما اعتبره "تعديا على حرمة الأساتذة"، بسبب ما تعرض له أساتذة الابتدائي من "تعنيف" خلال وقفتهم الاحتجاجية الأخيرة. وأكد القيادي في "كناباست" مسعود بوديبة في تصريح ل"الشروق" الاثنين، بأن نقابتهم "تعارض أي مساس بالحريات النقابية، وترفض التعديات بمختلف أشكالها على الأساتذة أو العمال وموظفي القطاع". وأضاف المتحدث، "الظواهر التي عشناها منذ سنوات، تكررت مع معلمي الابتدائي، وهي دليل على أن السلطات العمومية، لا تؤمن بعد بحرية التظاهر السلمي، وبالحريات النقابية بشكل عام". وبخصوص تأييد "كناباست" لمطالب تنسيقية أساتذة الابتدائي،قال بوديبة "كل تنظيم لديه مطالبه، ومن حقه أن يرافع عنها بالحوار والتفاوض، واذا لم نحقق مطالبنا بالحوار والتفاوض، نلجأ إلى خيار دستوري وهو الإضراب". وأشار محدثنا، أن لقاء وزير التربية ونقابة "كناباست" سيكون خلال الأسبوع الأول من شهر مارس المقبل، وكشف لنا بأنهم سيركزون على طرح مطالبهم التقليدية المعروفة،وقال "سنطرح مشكل سوء التسيير والتعسفات، التي يتعرض لها الأساتذة من طرف مسؤولي القطاع محليا".