مازالت النقابات مُصرة على الاستمرار في الإضراب، ووزارة التربية الوطنية مازالت مُصرة على اتباع الطرق الزجرية العقابية للمضربين حتى ولو كلفها ذلك مثلما هي تقول طرد هم جميعا واستخلافهم بمتعاقدين، وهذه الشرارات غير الواقعية هي التي ساهمت في تفاقم الوضع، ودفع المضربين إلى التطرف للدرجة التي لم يعودوا يحسون فيها بالاستياء والألم الذي يوجد عليه التلاميذ وأولياؤهم، وحتى في حالة إنهاء الإضراب لا حقا، ستظهر بين الجانبين معركة تعويض الدروس الضائعة، وتحديد العتبة. أكد زوال أمس ل »صوت الأحرار« مسعود بوديبة عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام والاتصال في نقابة المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع )كناباست( »أن إضراب عمال التربية متواصل عبر جميع الولايات بنسب عالية، وأن عديد الابتدائيات والمتوسطات قد التحقت بالإضراب، عقب تصريحات الوزير بابا أحمد الأخيرة، العامرة بالتهديد والوعيد، والإصرار على التلفظ المتواصل بالطرد الجماعي للمضربين«. وقال بوديبة: »إن أسباب الإضراب مازالت قائمة، وأن المطالب لم تُلبّ حتى الآن، والوزارة هي التي تتحمل كل المضاعفات والتعقيدات المحتملة، التي ستنجر عن هذه التصريحات«. الأستاذ بوديبة أوضح أن »هذه التصريحات جعلت عمال القطاع يتمسكون أكثر بالإضراب، وأن كل هذه التهديدات أثبتت فشلها على أرض الواقع، بغض النظر عن كونها تهديدات غير قانونية، وتدفع بالوضع إلى التعفين أكثر«. وعليه وفق ما يضيف بوديبة وجب على وزارة التربية التفكير بجدية في عدم الدفع بالوضع إلى التعفين، والوقت ليس مناسبا لمثل هذه التصريحات، هي استفزاز واضح للتلاميذ، وكان الوزارة تدعوهم في هذا الوقت للتحرك في اتجاه التعفين أكثر«. ومن جهتها نقابة الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين )إينباف( قالت في تصريح صحفي أصدرته أمس، وتلقت »صوت الأحرار« نسخة عنه: »إنه في مطلع كل يوم جديد إلا ويخرج علينا السيد وزير التربية بتصريح جديد يكون له أثر سلبي أكثر من سابقيه، وآخر خرجة له يوم أول أمس تصريحه بأن مطالب نقابتنا تعجيزية شبيهة بمن له مستوى الابتدائي، ويريد أن يكون رئيس مصلحة في مستشفى؟«. وردا على هذا التصريح تساءلت نقابة»إينباف« وقالت: »نطرح هذه التساؤلات الإنكارية للرأي العام، وله أن يحكم لنا أو علينا: أولا، هل حامل شهادة مهندس دولة في التعليم الابتدائي يدرس أبناءنا التلاميذ منذ 2002 مصنف في الصنف 10 بحجة أن شهادته ليست في الاختصاص، نطلب منه التكوين عن بعد، بعد أن قضى 05 سنوات دراسة في الجامعة؟ وهل يعقل أن نطلب من معلم المدرسة الابتدائية، وأستاذ التعليم الأساسي، وأستاذ التعليم الثانوي والتقني، ومساعد التربية والمخبري ومساعد المصالح الاقتصادية بعد 30 سنة خبرة مهنية أن نشترط عليه شروط الموظف الجديد؟«. وواصلت »إينباف« تساؤلاتها قائلة: »هل يُعقل أن يحرم المقتصد وحده من المنحة البيداغوجية وهو عنصر أساسي في كل المجالس البيداغوجية، إضافة إلى أن وكل أسلاك التربية استفادت بها ؟«. وفي نهاية التصريح عبرت »إينباف« عن استغرابها من تصريح الوزير بابا أحمد بتأجيل بتأجيل الامتحانات والأسرة التربوية مازالت في إضراب« وقالت: »عن أي تأجيل يتكلم الوزير والإشكال مازال قائما ؟ فالأولى له أن يدعو إلى طاولة التفاوض للوصول إلى إجراءات عملية ملموسة« . وفيما يخص التصريحات في حد ذاتها قالت »إينباف: »إنها تصريحات استفزازية وتعسفية بإصرارها على انتهاج سياسة الهروب إلى الأمام، من خلال إلصاق كل ما من شأنه تأليب الرأي العام على المربين، ومحاولة تشويههم، والفصل بينهم وبين قياداتهم النقابية نسجل اليوم الهبة القوية لرجال ونساء التربية والتحاقهم بإخوانهم المضربين مما زاد من اتساع رقعة الإضراب عبر تراب الوطن«.