لا تزال تداعيات قرار تعليق رحلات العمرة نحو البقاع المقدسة تلقي بظلالها على مختلف الفاعلين في الساحة الوطنية من وكالات ومعتمرين وكذا مؤسسات مالية ذات صلة. وسارع المسؤولون في الجزائر وفي المملكة العربية السعودية إلى طمأنة المعتمرين الذين حجزوا مواعيدهم وصبوا أموالهم دون التمكن من تأدية مناسك العمرة بأن الوكالات السياحية ستضمن تعويضهم في الآجال القريبة. وفي هذا السياق، أعلن وزير الشؤون الدينية يوسف بلمهدي، صباح السبت، بدار الإمام بالمحمدية، أنّ كافة حقوق المواطنين لدى الوكالات سيتم ضبطها وتسديدها وقال بلمهدي "وكالات الأسفار لا تريد الاستيلاء على أموالكم من خلال هذا الإجراء". من جانبه، أوضح السفير السعودي لدى الجزائر عبد العزيز العميريني، السبت، أنّ قرار وزارة خارجية بلاده بتعليق الدخول إلى المملكة العربية السعودية لغرض العمرة يكتسي طابعا مؤقتا ويصب في إطار دعم الجهود الدولية للتصدي لفيروس كورونا الجديد. وقال العميريني، في تغريدة له في حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن بلاده تحرص على حماية وسلامة المواطنين والمقيمين والمعتمرين، ولتحقيق ذلك قررت وزارة الخارجية السعودية تعليق الدخول إلى المملكة لغرض العمرة وزيارة المسجد النبوي مؤقتا لتفادي وصول فيروس كورونا الجديد وانتشاره على أراضيها. ويأتي هذا في وقت يتساءل فيه المعتمرون عن كيفية استرجاع أموالهم والآجال المحددة لذلك، وتدعو الوكالات السياحية في هذا الشأن شركاءها السعوديين والجزائريين إلى التعامل بإيجابية وبسرعة مع هذا الملف لتخفيف الضغط الذي تصادفه يوميا من قبل زبائنها. ورغم التطمينات التي تقدمها الوكالات، إلا أن الزبائن لا يتوقفون عن الاتصال والاستفسار بحسب بعض الوكالات، خاصة أن آجال تعليق الرحلات غير محددة ولا يعلم أحد إلى أي مدة ستستمر. وترى بعض الوكالات أن حل هذا المشكل يكمن بقرارين لا ثالث لهما وهو إعادة برمجة الرحلات إلى آجال أخرى للمعتمرين إذا ما رفع الحظر قريبا وإما تسديد النفقات كاملة من قبل المتعاملين في المجال متى توفرت السيولة المالية. وأكد إلياس سنوسي رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية في تصريح ل"الشروق" أن الوكالات ستبذل كل ما في وسعها من أجل تعويض زبائنها بما توفر لديها من جهود. وقال سنوسي "سنعمل على أن لا تكون نكبة المعتمرين نكبتين، نكبة عدم الذهاب إلى البقاع المقدسة وتأدية العمرة ونكبة فقدان أموالهم وعدم استرجاعها". واستطرد سنوسي "لا نعلم الآجال الحقيقية التي يمكن للمعتمر استعادة أمواله فيها لكننا نعد بأن يكون ذلك سريعا للغاية"، مضيفا "الأمر متوقف على مدى تفاعل وتجاوب الشركات الناقلة الجزائرية والأجنبية سواء في مجال النقل الجوي أو البري بالسعودية وكذا على المؤسسات الفندقية السعودية، فكلما سرعت هذه الأخيرة وتيرة معالجة الملفات كلما كان الأمر لصالح المعتمرين". هكذا يتم استعادة رسوم التأشيرة وتكاليف الخدمات والتأمين كشفت وزارة الحج والعمرة السعودية، السبت، عن خطوات تقديم طلب لاسترجاع رسوم التأشيرة، ومستحقات الخدمات الإلكترونية ومبالغ التأمين، حيث يتم في البداية إرسال طلب إرجاع الرسوم والتكاليف، إلى الوكيل الخارجي ممثلا في شركة العمرة، ليتم التأكد من الطلب، إن كان مطابقا أو غير مطابق. ففي حال المطابقة، يتم معالجة الطلب وتحويل المبالغ المستحقة، مع إرسال إشعار بقبول الطلب وتحويل المبالغ المستحقة، أما في حال عدم المطابقة يتم إرسال إشعار برفض الطلب.