سنوسي ل"البلاد": إلزام الزبون التسديد بالعملة الصعبة سيزيد العزوف البلاد - آمال ياحي - انطلق اليوم رسميا موسم العمرة 2019 2020 بتنظيم 3 إقلاعات من مطار هواري بومدين حيث لا يزال عدد المعتمرين محتشما في "عمرة المولد النبوي الشريف" قياسا بالسنة الماضية بسبب ارتفاع تكاليف العمرة التي بلغت عتبتها 20 مليون سنتيم. أكد مصدر من شركة الخطوط الجوية الجزائرية أن رحلات أخرى على مستوى باقي مطارات الوطن ستبرمج بدا من اليوم على أن تتواصل العملية الى غاية نهاية الموسم في شهر مارس المقبل بمجموع 495 رحلة، مشيرا الى أن أول رحلة في الموسم ينتظر أن تضم أزيد من 300 معتمر. من جانبه بدا رئيس النقابة الوطنية لوكالات السياحة والأسفار إلياس سنوسي "غير متفائل" حيال ما وصفه بالانطلاقة "العرجاء" لموسم العمرة بسبب الإجراءات الجديدة التي فرضتها السعودية في مجال الدفع الإلكتروني. ورغم إعلان الديوان الوطني للحج والعمرة مؤخرا عن قرار المملكة باستثناء الجزائر من الدفع الإلكتروني مؤقتا غير أن الرسوم الجديدة المطبقة على التأشيرة والتأمين الطبي والخدمات الأرضية بلغت حدود 700 ريال وما سيؤثر مباشرة على سعر العمرة. ونتيجة لهذه الإجراءات يضيف المتحدث في تصريح ل«البلاد" فإن الحد الأدنى لتكاليف العمرة لن يقل عن 20 مليون سنتيم في مقابل 11 مليون خلال الموسم الماضي بسبب زيادة في قيمة التأشيرة التي ستصل الى 5 مليون سنتيم ما يفسر الإقبال الضعيف على التسجيل لأداء مناسك العمرة في بداية الموسم الحالي، ناهيك عن شرط إلزام المعني بتسديد المبلغ بالعملة الصعبة التي يحصل عليها أصلا من السوق السوداء. وأضاف المتحدث أن الأخبار التي روجت لاستثناء الجزائر من المنصة الإلكترونية التي فرضتها السلطات الجزائرية بداية لهذا الموسم يتضمن الكثير من الغموض والمغالطات، حيث إن كل ما في الأمر أن المسؤولين السعوديين سمحوا للوكلاء المعتمدين بالقيام بهذا الإجراء من أي بلد آخر تسمح قواعده المصرفية بالتجاوب مع هذا الإجراء المصرفي مع ما يترتب عن ذلك من خسائر للجانب الجزائري. في سياق متصل ذكر سنوسي أن عدد وكالات السياحة المعتمدة من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة لتأطير العمرة بلغ 150 وكالة والعدد مرشح حسب توقعاته إلى 250 وكالة بعد استكمال دراسة الملفات من إجمالي 3 آلاف وكالة للسياحة والأسفار منتشرة عبر الوطن. الجدير بالذكر أن بنك الجزائر أعطى مؤخرا الضوء الأخضر لوكالات السياحة والأسفار المعتمدة لعمرة 1441 ه من أجل تحويل الأموال بالعملة الصعبة إلى البقاع المقدسة لدفع مستحقات الخدمات تماشيا مع ما فرضته منصة الحجز الإلكتروني المتعامل بها في السعودية. أبرقت المديرية العامة للتحويلات ببنك الجزائر تعليمة إلى بنوك الوساطة المعتمدة تحمل رقم 149 مؤرخة في 27 أكتوبر المنقضي تعلمهم فيها أن الوكالات السياحية المقبولة من طرف الديوان الوطني للحج والعمرة للتكفل وتنظيم رحلات العمرة بإمكانها طلب تحويل العملة الصعبة من حساباتهم البنكية بالعملة الصعبة ذات طبيعة الشخص المعنوي وذلك لتسديد نفقات التزاماتهم التعاقدية في المملكة العربية السعودية. وبناء على التعليمة فإن الزبائن الراغبين في أداء العمرة يمكنهم تحويل مستحقات الخدمات التي سيحصلون عليها بالعملة الصعبة من حساباتهم البنكية الشخصية لحسابات وكالة السياحة والأسفار المعتمدة في العمرة لتقوم بنوك الوساطة بطلب من الوكالات المعنية بتحويل القيم التي تحتاجها من العملة الصعبة لحساب المتعاملين السعوديين، وهي النقطة التي انتقدها المتعاملون في مجال العمرة باعتبار أنه ليس كل الراغبين في أداء هذه المناسك لديهم حسابات بنكية بالعملة الصعبة. وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي أعلن مؤخرا عن حصول الجزائر على استثناء في الدفع الإلكتروني لتكاليف خدمات العمرة من طرف الوكالات السياحية المعتمدة لمدة شهرين فقط، وأشار إلى أنهم بصدد البحث عن حل لهذا الإشكال.