دعا حامل لفيروس كورونا يتواجد حاليا بمصلحة الحجر الصحي بمستشفى بوفاريك في البليدة، المواطنين إلى عدم التكتم حال الاشتباه في الإصابة بفيروس كوفيد 19 لأن المرض ليس "وصمة عار"، مطمئنا المواطنين، لاسيما أن العشرات من الأشخاص تعافوا وغادروا المستشفى رغم غياب اللقاح وهو ما يعد حسبه نافذة أمل. وروى "عبد الرحمن" البالغ 39 سنة في اتصال هاتفي مع "الشروق" ما شعر به من أعراض بعد عودته من سفرية بتركيا بتاريخ 27 فيفري الفارط، حيث أحس بارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة شديدة وسعال جاف ما جعله يشك في انتقال عدوى فيروس كورونا إليه، وأوضح أن تربصه بتركيا دام 9 أيام فضلا عن احتكاكه بمسافرين من جنسيات مختلفة خلال رحلتي الذهاب والعودة وهو ما جعله يشتبه في إصابته بالوباء وتوجه مباشرة نحو المصالح الصحية المختصة ببوفاريك الجمعة الفارط، مشيرا إلى أن الأعراض تشبه الأنفلونزا ظهرت عليه بعد مرور 15 يوما من عودته إلى الجزائر . خبر إصابته رسميا بفيروس كورونا – قال محدث "الشروق"- كان صدمة بالنسبة له "أفقدته الوعي" لاسيما في ظل التهويل الذي يروج له عبر منصات التواصل الاجتماعي حول ظروف وطريقة التعامل مع الحاملين لفيروس كورونا بالحجر الصحي ببوفاريك، وهو ما جعله يكوّن فكرة سيئة ويجعل قرار إخضاعه للحجر الصحي غير مقبول. وبحسب شهادة "عبد الرحمن" للشروق والواقع عكس ذلك، حيث يحظى وغيره من المرضى بعناية خاصة من قبل الطاقم الطبي، وهو ما جعله لا يتكتم حول خبر إصابته بالفيروس، داعيا عبر صفحته الرسمية على موقع فايسبوك الدعاء له بالشفاء، موضحا أنه بالمستشفى وحالته مستقرة والإصابة بوباء كورونا لا تعني بالضرورة الوفاة داعيا لعدم بث الذعر في النفوس، وتجنب الاكتظاظ، وقال عبد الرحمن "أعايش الحدث.. التهويل في الشارع كارثة، تجنبوا الاكتظاظ وأغلبية المرضى غادروا المستشفى بعد أسبوع". قرار عبد الرحمن وصفه من عرفه وأصدقاؤه بالشجاع، حيث أعطى درسا في الحكمة لاسيما أنه ذهب طواعية للكشف بعد ظهور أعراض الوباء عليه وكانت نتائج التحاليل إيجابية وتأكدت إصابته بكورونا المستجد وهو ما لم يشكل عقدة إطلاقا بالنسبة إليه، حيث اتصل بزوجته وأطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين سنة و9 سنوات ليتوجهوا مباشرة لمستشفى بوفاريك وهم ينتظرون تحاليلهم من معهد باستور، كما اتصل بأفراد عائلته وزملائه في العمل ممن كان على تواصل معهم في المدة الأخيرة والذين أُخضعوا بدورهم للتحاليل . محدث "الشروق"، قال إن صحته في تحسن مستمر وظروف تواجده بمستشفى بوفاريك عادية، ورغم التزام المرضى والطاقم الطبي بالإجراءات الوقائية إلا أنه لمس أجواء من الدفء من قبل الأطباء والعاملين بوحدة العزل، حيث يحظى وباقي المرضى بالرعاية اللازمة، موضحا "كونك حاملا للفيروس لا يعني نهاية العالم"، نافيا ظهور أعراض خطيرة على الحاملين لفيروس كوفيد 19 من مختلف الأعمار بينهم أطفال يقضون معه فترة الحجر في أحسن الظروف ولم تظهر عليهم أي أعراض، وقال إن عدد المتعافين هو مؤشر إيجابي ولاسيما في ظل عدم توفر أي علاج أو دواء نهائي وبحسب إفادته ل"الشروق" فإن 20 شخصا غادروا الحجر الصحي يومي الأحد والاثنين بعد تماثلهم للشفاء التام. وقال عبد الرحمن الذي بدت نبرة صوته عادية في حديثه ل"الشروق" عدا إصابته بسعال متقطع، يجب عدم التهويل وتخويف المواطنين باعتبار أعراض كورونا لا تختلف كثيرا عن الأنفلونزا، وهذا لا يعني التهاون مع العدوى على حد تعبيره، ونصح بضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية سيما المتعلقة بالنظافة الشخصية وتجنب أماكن الازدحام والبقاء في المنزل.