تضاعف كثير من السلوكيات السلبية وغير الحضارية انتشار عدوى فيروس كورونا حتى خلال فترة الحجر الكامل والحجر الجزئي ببعض الولايات، ورغم حملات التوعية والتحسيس التي تقودها مختلف الجهات والتي بحت معها أصوات المختصين والأطباء إلا أن الأنانية واللامبالاة والجهل المعشعش في ذهنيات بعض المواطنين والتجار تنذر بكارثة صحية وبيئية خطيرة. ويتصدر الرّمي العشوائي للقفازات والأقنعة من قبل بعض المواطنين على الأرصفة والطرقات تلك السلوكيات القاتلة والمدمرة التي من شأنها تسريع وتيرة انتقال العدوى بشكل قياسي، أمر قد يعرض حياة المارة وأعوان النظافة للخطر. ولتفادي هذه المظاهر دعت وزارة البيئة والوكالة الوطنية للنفايات وكذا مؤسسات النظافة كافة المواطنين والمتعاملين إلى أخذ تدابير الحيطة والحذر أثناء التخلص من مستلزمات الوقاية من فيروس كورونا على غرار الأقنعة والقفازات التي باتت ترمى بشكل عشوائي في الشوارع والطرقات. ووجه هؤلاء الناشطون في مجال رفع القمامة نداء إلى العائلات والمواطنين قصد تطهير كماماتهم وقفازاتهم بوضعها في ماء جافيل لمدة قبل إلقائها في أكياس النفايات. فدرالية المستهلكين: تصرفات المواطنين تزيد من انتشار الفيروس وفي هذا السياق أوضح رئيس الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك زكي حريز في تصريح للشروق أنّ الأزمة التي تعيشها البلاد بخصوص فيروس كورونا عرت كثيرا من الجوانب اللاحضارية المتعلقة بغياب النظافة التي تعد أساسيات يتعلمها الفرد في بيته، أدى غيابها إلى تسجيل ويلات كبيرة رغم حملات التوعية والتحسيس التي تعم وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن للأسف يقول حريز جهاز الاستقبال لدى المواطنين مريض ومعطّل والرسائل لا تتعدى حدود الآذان ولا تصل إلى القلوب والعقول. وأضاف رئيس الفدرالية نعمل مع أجهزة الرّقابة قصد تصحيح هذه السلوكيات قدر المستطاع. وأثار زكي حريز مسألة عدم احترام مسافة الآمان بين المواطنين في الشارع وفي أسواق الخضر والفواكه ومحلات المواد الغذائية والمخابز، حيث لا يزال الأفراد يتجمعون خاصة في نقاط بيع الفرينة والسميد. وقال حريز "الحضارة والتحضر غائبان والجهل يعشعش في المجتمع". وبدوره أفاد مصطفى زبدي رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك أنه لا يمكن التلاعب أو التسامح في إجراءات السلامة والوقاية وعلى كل من يرى إخلالا فيها الاعتراض وإبداء رأيه في حينها لأن المشكل يتعلق بالصحة العمومية ولا يخص فردا واحدا فقط. وقال زبدي إن رمي القفازات والكمامات سلوك غير حضاري ومشين يمكن من خلاله انتقال العدوى لعشرات الأشخاص. وانتقد زبدي بشدة ترك الأطفال يلعبون في الأحياء والشوارع ويعبثون بالقفازات والكمامات فيما بينهم كما أنهم يجربونها من واحد لآخر وهو ما يعرضهم لخطر قاتل.. أمر يعكس درجة اللاوعي لدى الأولياء الذين يزجون بأبنائهم للشارع في عز الوباء. بيع الخبز بطريقة غير صحية ينذر بكارثة صحية وعرّج ممثل حماية المستهلك إلى ظاهرة بيع الخبز وقبض المال من قبل نفس الشخص وما في ذلك من تجاوزات لإجراءات الحماية والوقاية حيث يمكن أن يكون ذلك مسارا لنقل العدوى، واعتبر زبدي بيع منتجات غذائية من دون تغليف يعد جريمة يقوم بها التاجر خاصة مع بيع الخبز في محلات للمواد الغذائية حيث يمس الزبون الخبز عدة مرات قبل اقتناء ما يرغب فيه وهو سلوك مرفوض على التاجر منع اللمس واقتناء الخبزة التي تلمسها يداه. وإلى ذلك انتقد المتحدث بشدة ارتداء قفازات لبيع الخبز ذلك أن القفازات تطيل عمر الفيروس وتوسع رقعة الانتشار، ويقتصر ارتداؤها على مهنيي الصحة فقط. مختصة في الميكروبيولوجيا: لا بد من تخصيص بائعين في جميع المحلات أمّا الدكتورة جميلة تواتي المختصة في الميكروبيولوجيا فقالت إنه من الأفضل تخصيص شخصين في المحلات التجارية "مواد غذائية أو مخابز" لتفادي تنقل العدوى مع تعقيم الأيدي بالمطهرات الكحولية كل 10 إلى 15 دقيقة لمنع تنقل العدوى. واعتبرت المختصة تطهير العملة النقدية بماء جافيل غير كاف متسائلة عن كيفية التعامل مع العملات الورقية؟، لذا ترى أن أفضل حل هو اعتماد المطهرات بين الحين والآخر، وتوفير بائع وقابض في مختلف المحلات، إجراء تعتبره ضروريا على الأقل في المرحلة الحالية لتأمين وحماية الزبون.