سجلت نسبة الناجحين في امتحانات شهادة البكالوريا للسنة الجارية على مستوى المدارس الخاصة، ارتفاعا مقارنة بنتائج السنة المنصرمة، مسجلة رقم 32.50 بالمائة مقابل 30 بالمائة، لكنها تبقى أقل بما يقارب النصف عن نسبة النجاح على مستوى المدارس العمومية، التي وصلت هذه السنة 53.29 بالمائة، الأمر الذي يبين الدور الذي تلعبه الامكانيات المرصودة لقطاع التربية في إحداث الفارق، لأن إمكانات المدارس الخاصة، مهما عظمت، فهي تبقى دون ما ترصده الدولة، إذا توفرت الإرادة والجهود المبذولة. فمن مجموع 1448 مسجلا، توزعوا على شعب، الآداب والعلوم الإنسانية، والآداب والعلوم الإسلامية، والآداب واللغات الأجنبية، والتسيير والاقتصاد، وعلوم الطبيعة والحياة، والعلوم الدقيقة، تمكن 455 طالب من اجتياز عقبة البكالوريا، من مجموع 1400 طالب شارك في الامتحان. في حين بقيت شعب لها ثقلها ومكانتها في سوق العمل، خارج اهتمام المدارس الخاصة، مثل شعب، التكنولوجيا والهندسة الميكانيكية، والتكنولوجيا والهندسة الكهربائية، والتكنولوجيا والهندسة المدنية، فيما يبدو أن لذلك علاقة بالإمكانات المادية التي يجب أن ترصد لشُعب من هذا القبيل، من مخابر وعتاد، وما إلى ذلك. وقد سجلت شعبة الآداب واللغات الأجنبية أعلى نسبة نجاح من بين مختلف التخصصات التي شارك فيها المترشحون على مستوى المدارس الخاصة، بواقع 12 ناجحا من مجموع 24 شاركوا في الامتحان، وهو ما يعادل 50 بالمائة، تليها شعبة الآداب والعلوم الإسلامية، التي سجلت نجاح 79 مترشحا من بين 160 مترشحا، أي بنسبة 49.38 بالمائة. وفي المرتبة الثالثة تأتي شعبة الآداب والعلوم الإنسانية بواقع 88 ناجحا من بين 210 مترشحا، وهو ما يعادل 41.90 بالمائة، تليها شعبة العلوم الدقيقة، التي أحصت ناجحين اثنين من مجموع سبع مترشحين فقط، وبنسبة 28.57 بالمائة، ثم شعبة علوم الطبيعة والحياة، بالرغم من أنها الأكثر إقبالا من قبل الطلبة، بحيث سجلت نجاح 273 مترشحا من مجموع 992 طالبا شارك في الامتحان، أي بنسبة 27.52 بالمائة، وفي المرتبة الأخيرة تأتي شعبة التسيير والاقتصاد بناجح واحد فقط من بين سبع مترشحين حضروا الامتحان. وفيما يتعلق بنسبة النجاح على مستوى الجنسين، نجد أن فئة الإناث تأتي في المقدمة مسجلة 162 ناجحة من بين 485 مترشحة، أي ما يعادل نسبة 33.40 بالمائة، في حين أن نتائج الذكور سجلت نجاح 293 مترشحا من بين 915 حضروا الامتحان، أي ما يعادل نسبة 32.02 بالمائة. وبإسقاط هذه الأرقام على مستوى كل شعبة، نجد أن فئة الذكور تقدمت على فئة الإناث على مستوى شعبتين اثنتين وهما شعبة الآداب والعلوم الإنسانية، بواقع 46.62 بالمائة مقابل 33.77 بالمائة بالنسبة للإناث، وشعبة العلوم الدقيقة بواقع 33.33 بالمائة بالنسبة للذكور مقابل 25 بالمائة فقط بالنسبة للإناث. في حين تكرس سيطرة الإناث على بقية الشعب، على غرار شعبة التسيير والاقتصاد، التي لم تحص ولو فائز واحد من الذكور، مقبل فائزة واحدة من الاناث، وكذا شعبة الآداب والعلوم الاسلامية65.22 بالمائة بالنسبة للاناث، مقابل 46.72 بالمائة بالنسبة للذكور، وكذلك الأمر بالنسبة لشعبية الآداب واللغات الأجنبية بفارق كبير، 57.89 بالمائة للإناث، مقابل 20 بالمائة فقط للذكور. ويوعز المتتبعون للشأن التربوي في الجزائر هذا التقدم النوعي في نسبة النجاح للسنة الحالية مقارنة بالسنة المنصرمة، بالاستقرار الذي عرفته المدارس الخاصة هذه السنة، على عكس ما جرى السنة الماضية التي سجلت اضطرابات كبيرة، بسبب القوانين التي تبنتها الحكومة بشأن تنظيم القطاع في جانبه الخاص، الذي ظل خارج القانون لما يزيد عن عشرية من الزمن، بحيث اضطرت وزارة التربية الوطنية إلى إغلاق العديد من المدارس، التي لم تتكيف مع النصوص التنظيمية الجديدة، الأمر الذي اضطر العشرات، بل المئات على تغيير وجهتهم مضطرين، حفاظا على مستقبلهم التربوي، إلى المدارس العمومية، وهي الأحداث التي سببت للمتمدرسين على مستوى المؤسسات التعليمية الخاصة، اضطرابا انعكس على أدائهم في امتحانات البكالوريا. محمد مسلم:[email protected]