فتح لقاح مرض السلّ الذي يعود تاريخ اكتشافه إلى عشرينيات القرن الماضي، باب الأمل للعلماء في العالم لوقف تفشي جائحة كورونا في العالم، حسب ما نقل موقع "يورونيوز عربي"، الثلاثاء. وبدأ العلماء في العديد من البلدان اختبار لقاحات قديمة ضد الفيروسات، للتحقق من قدرتها على تعزيز الجهاز المناعي للجسم ومساعدته على مقاومة فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، حتى الوصول إلى لقاح خاص بالفيروس الجديد. قد يبدو الأمر غريباً، إذ عادة ما يتم تصميم اللقاحات لاستهداف مرض معين، لكن يبدو أن اللقاحات المصنوعة باستخدام سلالات حية من البكتيريا أو الفيروسات تعزز الجهاز المناعي. في الغالب، يعطى لقاح "باسيل كالميت-غيران" أو (بي سي جي)، الذي تم تقديمه في 1920 لمكافحة السلّ، لحديثي الولادة في البلدان النامية، فهو يحتوي على سلالة حية ولكن ضعيفة من بكتيريا السلّ التي تستفز جهاز المناعة لدى الإنسان لتطوير أجسام مضادة لمهاجمة بكتيريا السلّ. لقد أظهرت الدراسات القائمة على الملاحظة أثناء الطفولة، أن الخنازير المُلقحة كانت أفضل مقاومة، بما في ذلك مقاومتها للفيروسات التي تصيب جهاز التنفس. لا يوجد دليل صريح حتى الآن على أن استعمال لقاح "بي سي جي" يعزز جهاز المناعة بما يكفي ليقع اعتماده رسمياً ضد فيروس كورونا، لكن بما أنه من المتوقع أن يستغرق إيجاد اللقاح الجديد أكثر من عام من البحث والتجارب، فقد يكون هذا حلاً جيداً ومؤقتاً. ويقول الدكتور ميهاي نيتيا من جامعة رادبود الطبية في مدينة نيميخن الهولندية: "حتى لو كان لقاح بي سي جي سيستعمل بشكل ممتاز، فمن المحتمل أن يتم منح هذه الحماية لمدة عامين أو ثلاثة أعوام. وهذا يعني أن اللقاح سيستعمل فقط لربح الوقت إلى حين تطوير لقاح ضد فيروس كورونا"، وفق تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية. وتركز التجارب السريرية على مجموعتين معرضتين لخطر الإصابة بكورونا بشكل كبير، وهما العاملون في مجال الرعاية الصحية وكبار السن، وقد قام قرابة 1500 من العاملين في مجال الرعاية الصحية في هولندا، بإجراء التجارب لفائدة هذه الدراسة. وفي أستراليا، يأمل الباحثون في تسجيل 4000 عامل في المستشفى لاختبار لقاح "بي سي جي" أيضاً، وفي أقل من أسبوعين، قام قرابة 700 عامل في القطاع الصحي بتجربة لقاح السلّ أو بحقنة وهمية. ويجري التخطيط لإجراء تجارب وأبحاث مماثلة في ستة بلدان أخرى على الأقل، بما في ذلك في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبينما ينصب التركيز الأولي على العاملين في القطاع الصحي، بسبب تعرضهم المستمر لإمكانية الإصابة بكوفيد-19، فإن فريق الدكتور نيتيا على وشك فتح تجربة للقاح ال"بي سي جي" على كبار السن ومن يعانون من نقص المناعة.