يواصل الإبداع الجزائري تسجيل تألقه خارج الحدود، فبعد أن حاز عبد الوهاب عيساوي جائزة البوكر العربية بروايته "الديوان الأسبرطي" قبل يومين فقط، حاز ، الأربعاء، المخرج عبد الرحمان حراث جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في مسابقة الجزيرة الوثائقية عن فيلمه "جميلة في زمن الحراك" من ضمن 400 فيلم مشارك من 30 دولة. وقد توج الفيلم الجزائري بعد مسابقة مفتوحة تمت على مرحلتين، المرحلة الأولى التي اعتمدت على تصويت الجمهور الذي يمثل 40 بالمائة والمرحلة الثانية التي تعتمد على تنقيط لجنة التحكيم التي تشمل 60 بالمائة. وقال المخرج عبد الرحمان حراث عقب تتويجه إن فيلمه قام بإيصال صوت "جميلة"، وهي سيدة يعرفها منذ صغره تعيش في الشوارع بلا مأوى وتنام في الحي الذي يسكنه عبد الرحمان. وأضاف المخرج في اتصال معه أن فيلم "جميلة في زمن الحراك" هو أول تجربة له مع الفيلم الوثائقي، ورغم أنه ميدان مجهول بالنسبة إليه، لكنه قرر خوض التجربة استنادا إلى نصائح ومساعدة المخرج سعيد ولد خليفة، فقام بجمع المعلومات اللازمة عن بطلة عمله لمدة أسبوعين لتنطلق عملية التصوير بإمكانيات بسيطة تمثلت في كاميرا 5 دي وهاتف ذكي من نوع سامسونغ 9 والصوت بهاتف ذكي أيضا. أغلب مشاهد العمل صورت في الليل لرصد الواقع الذي تعيشه جميلة، خصوصا لكونها امرأة ولكنها أثبتت بعد سنوات من التشرد أنها صنديدة وقوية. الفيلم يقوم حسب مخرجه على قصة ديدي مبروكة، المعروفة في الشارع بجميلة، وهي امرأة كانت تعيش حياة عادية مثلها مثل غيرها، إلى أن انقلبت حياتها رأسا على عقب بعد وفاة زوجها لتجد نفسها بين الأزقة والشوارع… بعد انفجار ثورة الشارع في 22 فبراير كانت جميلة من أبرز وجوه الحراك في مدينتها آملة في بدء حياة أخرى في الجزائر الجديدة.