هزت أشرطة فيديو انتشرت بسرعة البرق على مواقع اليوتوب والتواصل الاجتماعي الكيان الصهيوني الذي سارع إعلامه إلى تناول الفضيحة بكثير من الخزي. الأشرطة فضحت الجبن الإسرائيلي الذي بدا أكثر من خوف طبيعي، وتجاوزه إلى "فوبيا" الهروب من مواجهة الحجارة، وتعداه إلى "هستيريا" الاختباء، ولو إلى حد التخفي في القمامة. وصف الإعلام الإسرائيلي الفيديو الذي أظهر جنود الاحتلال يختبئون داخل حاويات القمامة في مدينة الخليل ب"وصمة عار" كبيرة للإسرائيليين. شريط الفيديو الذي اطلعت عليه "الشروق"، والذي بلغ نسبة كبيرة من المشاهدة بعد نشره حتى على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع اليوتيوب يظهر الجنود في حالة رعب رغم حملهم للسلاح. اختبأوا في القمامة باحثين عن أي حاجز من شأنه أن يحميهم من شباب فلسطينيين في مدينة الخليل. وحسب وكالة "سما" فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية كالت سيلا من الشتائم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معتبره الحادث بالمخزي والعار للحكومة الإسرائيلية. هذا وانتشر فيديو آخر يظهر جنودا مدججين بالسلاح يفرون من شباب فلسطينيين عزل لا يحملون غير الحجارة. صحيفة "معاريف" الإسرائيلية نقلت حالة الغضب الشديد التي اجتاحت الشارع الإسرائيلي بعد نشر مقطع فيديو لجنود إسرائيليين مدججين بكامل سلاحهم يفرون من الحجر. وأشارت الصحيفة- حسب وكالة سما الفلسطينية- أن جنود تلك السرية المذعورين أعربوا عن استيائهم الشديد من هذا الحادث المحرج والمشين للجنود الذين يرتدون البزة العسكرية ويهربون من الحجارة. وزعمت الصحيفة- حسب نفس المصدر- أن جنود تلك السرية طلبوا من القيادة السماح لهم باستخدام وسائل تفريق المظاهرات ضد المتظاهرين الفلسطينيين، لكن القيادة رفضت بزعم أنها لا تريد مزيدا من الشهداء الفلسطينيين في ظل الأوضاع الحالية. فاضطروا للانسحاب المشين. من جهة أخرى كشف بحث إسرائيلي أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي يعانون من نسبة إصابات في العيون تفوق النسبة المقررة في الجيوش الغربية، مشيرا إلى أن النسبة بلغت 20 ضعفًا. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هذا البحث أقلق القيادة العسكرية الإسرائيلية لما يشكله من خطورة على وجود إسرائيل في المنطقة. وتوقعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الأحد انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثالثة من الخليل، إثر التظاهرات التي تشهدها المدنية منذ الجمعة. وأضاف تقرير للصحيفة أن رجال الشرطة الفلسطينية قد ضاقوا يوم الجمعة ذرعا بتجدد نشاط عناصر ونشطاء حماس في المدينة، لا سيما مع تنظيم المهرجان الشعبي بحضور الآلاف بمناسبة انطلاق حركة حماس، فعملوا على منع الاحتكاك بين المتظاهرين في الخليل وبين الجنود الإسرائيليين الذين انتشروا بأعداد كبيرة، حسبما ذكرت وكالة "سما" الفلسطينية". ولفتت الصحيفة إلى استمرار التظاهرات الأسبوعية ضد الجدار الفاصل وضد الجنود في عدة قرى في الضفة الغربية إلى جانب تظاهرات تأييد لحماس في رام الله وطولكرم وقلقيلية. وقالت الصحيفة إن قوة جديدة ظهرت في الشارع الفلسطيني تم الإعلان عنها عبر شريط مصور يعلن تشكيل "كتائب الوحدة الوطنية" المكونة من ناشطين من حماس ومن حركة حماس والجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي على حد سواء. ونقلت الصحيفة أن متحدثا باسم المجموعة الجديدة أعلن تأييدها لخطوة رئيس السلطة بالتوجه إلى الأممالمتحدة لكنه أكد عدم الاستعداد للتنازل عن شبر واحد من فلسطين من "النهر إلى البحر". كما هدد أفراد المجموعة بخطف المزيد من الجنود الإسرائيليين وضرب إسرائيل إذا واصلت الأخيرة اعتقال وقتل أبناء الشعب الفلسطيني.