كشفت مديرية التجارة لولاية وهران عن وضع مصالحها لقمع الغش والمنافسة والتحقيقات الاقتصادية، مؤخرا، حدا لعمليات تحويل غير قانوني لكميات جد معتبرة من مادة السميد التي تزايدت بشأنها حدة الندرة خلال رمضان هذا ومنذ حلول أزمة وباء كورونا، إلى منتجات لتغذية الأنعام داخل مطحنة مخصصة لهذا الغرض ملك لأحد الخواص بمنطقة حاسي بونيف، حيث تمكنت بتنسيق العمل مع القوة العمومية من حجز 9 أطنان من هذه المادة التي ضبطت معبأة داخل أكياس بوزن 25 كلغ. وتشير مصادرنا إلى أن هذه العملية النوعية قد تمت بناء على وشاية تقدم بها أحد الأشخاص، صرح من خلالها بقيام صاحب المطحنة المذكورة، والتي تنشط في إنتاج علف الحيوانات المجترة، في الغش فيها، وهذا من خلال استغلاله مشتقات القمح التي يقوم بتحويلها من مصدرها والحصول عليها بطرقه الخاصة، في تعبئة أكياس أغذية الأنعام، حيث تعمل مطحنته على خلط سميد القمح الممتاز الذي ضبط في أكياس تحمل العلامة التجارية سفينة مع كميات من النخالة وحبوب الذرة والصويا، وبالتالي الإخلال بمعايير تركيبة علف الأبقار من حيث المكونات سالفة الذكر، ومنه حصوله على منتجات تباع بأسعار السوق المرتفعة وبأقل تكاليف، بسبب اعتماده على السميد الخاضع لأسعار الدعم. وحسب محضر المعاينة وجدول جرد الحجوزات لذات الهيئة، فإن تدخلات الفرقة المختلطة المكونة من مفتشين ومحققين من مديرية التجارة لولاية وهران وأعوان الدرك الوطني بإقليم الاختصاص، قد أسفرت عن حجز 360 كيس سميد من نوع فرينة، يبلغ وزن الواحد منها 25 كلغ، أي ما يمثل في وزنا إجماليا يقدر ب90 قنطارا، فيما تم تحرير محضر جنحة ضد صاحب المطحنة، والتي سيحال بموجبها أمام العدالة لمقاضاته في قضية جنحة لمخالفته ضوابط النشاط التجاري وقوانين المنافسة، على غرار حيازة منتج خارج السجل التجاري، انعدام السجل التجاري، إلى جانب عدم تعديل بيانات السجل التجاري. جدير بالذكر، أن مادة السميد، لاسيما النوع الخشن ونصف الخشن، تخضع هذه الأيام، وبالتزامن مع التحضيرات لحلويات العيد، على غرار الحلوى التقليدية المعروفة بالمقروط، ومنذ حلول شهر رمضان الذي يكثر فيه الإعداد لحلوى الشامية الشرقية، يخضع لندرة حادة في التموين، لتشمله بذلك الأزمة التي عرفها النوع المتوسط والدقيق منه مع بداية ظهور أولى حالات وباء كورونا في كبرى ولايات الوطن، حيث يتراوح سعره حاليا ما بين 150 دج و200 دج للكيلوغرام الواحد.