قدّم فيروس كورونا الذي حجب معه العائلات بالبيوت وأغلق مختلف المحلات والأنشطة التجارية، خدمة جديدة قديمة عبر الأنترنيت من خلال رواج البيع عن بعد لمختلف السلع والخدمات الأكثر طلبا كالملابس والأواني المنزلية والأحذية، وقد حققت ولاية تيبازة نجاحا ظاهرا في الفترة الأخيرة استنادا لعدد خدمات التوصيل إلى المنازل والتي تقابلها الأعداد الكبيرة من صفحات التجار والمحلات بعد الإعلان عن فتحها مؤخرا. فبقدر ما كانت مخلفات جائحة كورونا نقمة على عديد الأنشطة التجارية والتجار بشكل عام، قابلها رواج ونجاح التجارة الإلكترونية وخدمة التوصيل التي كانت في الماضي القريب غير معتمدة بالشكل الذي شاهدناه مع بروز الوباء بسبب عدم الاعتياد على الخدمة ورفضها في أحيان كثيرة، فضلا عن عدم الائتمان والخوف من إمكانية التعرض للنصب والاحتيال في ظل غياب أطر وقوانين تحمي المستهلك في هذا المجال. فولاية تيبازة وبحكم الانتشار الواسع للمراكز التجارية بها مؤخرا عبر عديد بلدياتها كالقليعة وبواسماعيل وحجوط، ارتأى أصحابها تطوير التجارة عبر الأنترنيت تزامنا مع طول مدة كورونا، حيث أكد بعض التجار أن الخدمة كانت مطروحة لكن قل ما تأتيهم طلبيات مع التوصيل إلى المنازل بل يختص التعامل مع الزبائن في ما يخص الاستفسار عن الأسعار والألوان والحجم، أما الشراء فيكون يوم زيارة المحل غير أن الأوضاع تغيرت هذه المرة، حيث استقبل عديد أصحاب محلات الألبسة طلبات عبر النت بعدما فتحوا صفحات فايسبوكية خاصة بهم لعرض سلعهم على أن يكون التوصيل أحيانا مجانا وأحيانا أخرى بسعر رمزي، خاصة في حالة قرب موقع إقامة الزبون من المحل. ومن بين السلع الأكثر طلبا في الفترة الأخيرة خاصة وأنها تزامنت وشهر رمضان وكذا عيد الفطر المبارك، الملابس والأحذية، فضلا عن الأواني المنزلية، وذكر بالمناسبة بعض التجار أن خسارتهم التي سجلت مع بداية الوباء استطاعوا ولو بالشكل القليل استرجاع بعضها واستدراك ما ضاع منهم في فترة تعتبر الأحسن دخلا في السنة، مؤكدين أن الجائحة علمت الزبائن التسوّق عن بعد وخلقت نوعا من الأمان والثقة بين التاجر والزبون في فضاء تجاري كان حكرا سوى على صفحات المراكز والعلامات الكبرى فقط.