حوّل وباء كورونا قرى بجاية إلى ورشات مفتوحة تسير بديناميكية كبيرة وتنظيم محكم وبهدف واحد وهو إعادة الواجهة الجمالية ورونق هذه القرى التي تحوّلت هذه الأيام إلى تحف فنية على الهواء الطلق بفضل تضافر جهود المواطنين شبابا كانوا أو شيوخا، حيث استغل قاطنو قرى بجاية فرصة الاستراحة التي استفاد منها الطلبة والعمال جراء وباء كورونا لإطلاق ورشات التزيين والتهيئة لفائدة قراهم وبإمكانياتهم الخاصة وذلك بعدما عجزت السلطات عن ذلك على مدار سنوات طويلة رغم الإمكانيات المتوفرة. ففي الوقت الذي شكلت فيه جائحة كورونا قلقا وخوفا لدى عامة الناس، فقد ساهمت هذه الأزمة بشكل مباشر في استرجاع قرى بجاية لبريقها من خلال إطلاق حملات تنظيف وتزيين واسعة ساهم في إنجاحها شباب وشيوخ وبإمكانيات بسيطة على مدار أسابيع من العمل المتقن والمتواصل في آن واحد. فمن بني كسيلة غرب الولاية وصولا إلى تاسكريوت شرقا مرورا بتيشي وسمعون وشلاطة وتيمزريت وأميزور وسوق أوفلى وحتى بعاصمة الولاية وغيرها فقد كان الحماس حاضرا في كل الأرجاء بإرادة الشباب الذين شمّروا على سواعدهم لتغيير واقعهم المعيشي بتزيين شوارعهم وتنظيف بيئتهم من الأوساخ التي شوّهت وجه هذه الولاية التي لقبت ذات يوم بلؤلؤة المتوسط. وفي السياق فقد تجند سكان قرية "تاوريرت علواش" ببلدية تيمزريت من أجل تهيئة وتزيين شوارع قريتهم، نفس المشاهد عاشتها قرية "أرشاح" ببلدية تاسكروت وكذا بقرية "إمعزيوان" بأميزور وبقريتي "فتحون" و"تالة ملال" بشلاطة و"زونطار" بسوق أوفلى و"عباد" ببني كسيلة و"بوعامر" و"تيبيزلت" و"تيزي أحمد" و"أمالو" بتيشي و"أورير عجيسة" بسمعون وحتى بحي 100 مسكن "كناب" بعاصمة الولاية حيث خرج الجميع لتنظيف وتزيين محيطه رغم محدودة الوسائل المتوفرة. وأضحى الزائر لهذه القرى يلاحظ منذ الوهلة الأولى هذا التغيير الإيجابي الذي شمل الشوارع والطرقات ومواقف الحافلات التي أعيد طلاؤها بألوان زاهية وأعمدة الإنارة التي استعادت إضاءتها وساحات اللعب التي أدخلت البهجة في نفوس البراعم الصغار والينابيع التي أعيد تهيئتها والأماكن العامة التي أضحت تتوفر على مقاعد للجلوس والجدران التي تحوّلت إلى لوحات فنية على الهواء الطلق برسومات تعكس تراث وثقافة المنطقة من إنجاز أنامل الشباب.