يرى أغلب المواطنين ببلدية ازناين في بجاية أن تصعيد الحركة الاحتجاجية هو السبيل الوحيد لدفع السلطات للاستجابة لمطالبهم التي لا تعد ولا تحصى والتي تمتد إلى جميع جوانب الحياة ويقولون إن مطالبهم هي أحلام توارثتها الأجيال المتعاقبة بعد الاستقلال ونقائص الستينيات والسبعينيات هي نفسها المطروحة اليوم. وحسب ممثل للسكان فإن المطالب يمكن تصنيفها ضمن أولويات وأولها هو ضرورة ربط البلدية بالشبكة الوطنية للغاز الطبيعي، حيث أغلب البلديات المجاورة لها تتمتع بهذه النعمة التي يحرم منها سكان دوار ازناين، وبالتالي استمرار معركتهم التقليدية من أجل الظفر بقارورة الغاز التي تصبح ذات قيمة عالية خلال فصل الشتاء مع انخفاض درجة الحرارة وبداية تراكم الثلوج في القمم الجبلية "نريد أن تنتهي مأساتنا في البحث عبثا عن قارورة الغاز بينما جيراننا يتمتعون بالغاز الطبيعي". كما اشتكى مندوبو أزيد من 20 قرية من غياب التهيئة في القرى الكبيرة على غرار سمعون مركز، تايروجة، تيزي، أقربي، الغابة، أورير عجيسة، تغيلت عجيسة، تقرابت وبوعدني معاناة السكان من ويلات التهميش والحرمان والعزلة بسبب افتقارها لأبسط ضروريات الحياة. ويقول رئيس جمعية إزناين إن بلدية سمعون لا تبعد عن مقر الولاية إلا بنحو 40 كلم وعدد سكانها يتجاوز 15 ألف نسمة إلا أنها لم تستفد منذ الاستقلال إلا من فتات مشاريع التنمية المحلية وهو ما تعكسه وضعية قطاع التربية والصحة والثقافة والرياضة والهياكل القاعدية وغيرها. وحسب شكاوى السكان فإن الماء الصالح للشرب هو حلم آخر نتيجة الجفاف الذي يلازم الحنفيات لفترات طويلة من الزمن باعتبار أن البلدية لا تزال تشتغل بنظام المضخات التقليدية وتزداد الوضعية تعقيدا بقرى مثل تقرابت، تغيلت وتوريرت حيث ينتظر سكانها أحيانا أزيد من أربعة أشهر للاستمتاع بسويعات قليلة من الماء ويرجعون ذلك إلى محدودية الكمية المتوفرة بالمقارنة مع الحاجة الكبيرة لهذه المادة الحيوية ويضطرون في غالب الأحيان الى الاستنجاد بمياه الآبار متحمّلين بذلك أخطار الإصابة بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه منها منبع "تعوينت" الذي تلوثت مياهه بسبب جر قنوات المياه المستعملة إلى وجهته والقادمة من الحي السكني "السفح" الذي يفتقر بدوره لشبكة الصرف الصحي إلى اليوم وتبقى ردود المسؤولين المحليين في مستوى الوعود التي تتبخر قبل أوانها. قطاع الصحة بسمعون ليس في أحسن حال، حيث الخدمات متدنية جدا ويقول بعض المحتجين إنها منعدمة تماما حيث المراكز الصحية مجرد هياكل بلا روح وأفضلها مركز وسط البلدية الذي يفتقر لأبسط التجهيزات ويشتغل بإرادة الممرضين بينما الطبيب لا يزوره إلا مرتين في الأسبوع وأغلب المرضى والنساء الحوامل يضطرون للتنقل إلى مستشفى أميزور لطلب الخدمات الطبية البسيطة. وتبقى قائمة النقائص مفتوحة لتشمل الإنارة العمومية التي تخص قرى دون غيرها والنقل المدرسي الذي لا يستفيد منه جميع التلاميذ وحتى هياكل الترفيه والتثقيف تبقى دون مستوى طموحات الشباب الذين أكدوا في أكثر من مناسبة بأن أحلامهم أكبر بكثير من الإمكانيات التي وضعت تحت تصرفهم.