ظاهرة جديدة تتمثل في إقامة حفلات زفاف بسيطة يحضرها فقط العريس والعروس والمقربون فقط، في الأماكن الأثرية والساحات العامة والغابات والشواطئ وغيرها، أطلقها العرسان في زمن انتشار فيروس كورونا الذي جاء فأقلب جميع الموازين رأسا على عقب، فمنع إقامة حفلات زفافهم في الصالات والقاعات الخاصة بالأفراح، وأجبر كثيرا من العرسان ممن يحلمون بإقامة أعراس فاخرة، أن يؤجلوا موعد زواجهم إلى أجل غير مسمى، فبعضهم اضطر إلى تغيير تاريخ عرسه إلى ما بعد انقضاء فترة الحجر الصحي، وعودة المياه إلى مجاريها، في حين فضّل بعضهم الآخر عقد قرانه في هذا الوقت بطريقته الخاصة .. رفض الكثير من العرسان فكرة تأجيل زواجهم، وابتكروا أخرى لتخليد ذكرى زواجهم تعويضا للعرس وأيضا للكورتاج، وهي الذهاب إلى الساحات والمناطق الأثرية على غرار مقام الشهيد بالعاصمة ونصب الأموات بقسنطينة والساحات العمومية وغيرها من المناطق الأثرية التي فضل بعض العرسان أن تكون شاهدة على زواجهم. في الأيام الأولى التي شهدت انتشار فيروس كورونا المستجد، وغلق قاعات الأعراس والحفلات، وكذا فرض الحجر الصحي، قام عديد العرسان بتأجيل أعراسهم، على اعتقاد أنّ فترة الحجر لن تدوم سوى أيام معدودة، وبعد مدة عندما ارتفع عدد الإصابات والوفيات واتضح أنّ الحجر سيستمر إلى أشهر، قرّر بعض من رفض تأجيل زواجه، إقامة حفلات زفاف بسيطة تجمع المقربين فقط في المنزل ورأى أنه الحل الأمثل والأفضل، ومع مرور الوقت بدأ العرسان يبتكرون طرقا جديدة لتخليد ذكرى زواجهم وجعلها أسطورة يُحكى فيها على مرّ الزمان، فعوضوا الأعراس بأمور أخرى اعتبروها أهمّ بكثير بالنظر لما تحمله في طياتها من معنى من الحفل، حيث يقوم العرسان بالزواج والذهاب في سيارة واحدة إلى الأماكن الأثرية والساحات العمومية وتكون العروس بفستان الزفاف الأبيض والعريس ببدلة الزواج، ويلتقطون صورا تذكارية أمام الملأ تخليدا لليلة العمر، مثلما حدث مع الحارس الشاب في نادي بارادو مختار فراحي الذي أعلن عن زواجه بطريقة غير مألوفة في المجتمعات الجزائرية، حيث قام بدعوة زوجته إلى ملعب حيدرة الذي يعتبر ملعب ناديه وتبادلا اللعب بالكرة وكانت بفستانها الأبيض، والتقطا عديد الصور والفيديوهات التذكارية وقاما بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل معهما الجمهور بقوة وتضاربت الآراء بين مؤيدة للفكرة ممن رأى بأن الأمر حرية شخصية وبين من اعتبرها دخيلة على مجتمعنا. ووقعت حادثة مشابهة مع عريس آخر من ولاية البليدة إذ قام بأخذ زوجته إلى وسط ساحة التوت بالبليدة والتقطا عديد الصور التي سرعان ما انتشرت عبر مواقع التواصل، وانتشرت الظاهرة كسرعة البرق، ففي قسنطينة قام عديد العرسان بعرض صور وفيديوهات لهم في الفايسبوك، بعضهم ذهب إلى نصب الأموات والتقط الصور من أعلى مكان في مدينة قسنطينة، وهناك من ذهب رفقة عروسه إلى جسر سيدي مسيد وكتبا على أحرف الجسر اسميهما وتاريخ زواجهما اقتداء بدول أوروبية أخرى، ونشرا صورهما على واقع التواصل، وهناك من نزلا إلى الشواطئ مثلنا حدث في مدينة عنابة حيث أخذ العريس عروسه ونزل بها إلى الشاطئ وهي بفستان الزفاف الأبيض والتقطا عديد الصور في الرمل، والبحر من خلفهما، وقد أحدث هذا الفيديو ضجة كبيرة خاصة وأن العرسان دخلوا للشاطئ وتبللوا وكان معهم أشخاص يقومون بتصويرهم، فقد تهاطلت عليهم التعليقات ممن اعتبر الأمر اقتداء بمصر وتركيا ودول أخرى، ولا يمت بأي صلة لعادات وتقاليد الجزائريين.