عرائس يقمن بكرائها الألبسة التقليدية حاضرة في تصديرة العروس رغم غلائها لازالت بعض المناطق الجزائرية تحرص على العادات والتقاليد المتوارثة على إتمام إجراءات الزواج وحفلات الزفاف بنفس الصورة التي كانت عليها منذ قديم الزمان وذلك حفاظا على عادات وتقاليد الأجداد من الاندثار ماعدا بعض التغيرات الطفيفة التي طرأت عليها والتي جعلت صاحبها يصرف أموالا طائلة حتى يقيمها ومن هذه المصاريف شراء ألبسة تقليدية غالية للعروس حتى تلبسها يوم الزفاف لتتباهى بها أمام المدعويين وقد أصبح هذا التفكير يعم جميع مناطق الوطن. مليكة حراث رغم الغلاء الفاحش للعديد من الأزياء التقليدية إلا أن الكثير من الجزائريين مازالوا محافظين عليها فلا يمكن للمرأة الجزائرية أن تتخلى عن لباسها التقليدي في أية مناسبة كانت وفي هذا الصدد قمنا بجولة استطلاعية إلى بعض المحلات بالعاصمة وبالضبط بالأبيار هناك التقينا نادية وإلياس اللذان كانا في محل لبيع الألبسة التقليدية الخاصة بلباس العروس والجدير بالذكر أن الشابين مقبلان على الزواج في الأشهر المقبلة فأكد إلياس أن التحضيرات تسير بشكل متسارع لهذا الموعد الهام في حياتهما أما نادية فتقول إن شراء اللوازم الخاصة بحفل الزواج مكلفة جدا كما صرحت بأنها لم تقم بشراء كل اللوازم وخصوصا فيما يتعلق بالألبسة التقليدية التي يجب أن ترتديها يوم الزفاف وأضافت أن التقاليد تفرض على العروس الجزائرية أن ترتدي أكثر من ستة أنواع من الألبسة وأغلبها تمثل ثقافة وتقاليد الأسر الجزائرية عبر مختلف مناطق الوطن لذلك فإنها فضلت أن تقوم بكراء إحداها حتى ترتديها أمام المدعويين يوم الزفاف. وهنا تدخلت صاحبة المحل وقالت إن على كل عروس أن تبدو يوم حفلها بأجمل مظهر لأن الحفل لن يتكرر مرة أخرى فهو مرة واحدة في العمر ورغم موضة الفساتين الأوروبية العصرية التي اكتسحت الأسواق والمحلات إلا أن العروس مضطرة إلى الظهور بألبسة تحافظ على التقاليد الجزائرية عملا بالمثل الشعبي (الجديد حبو والقديم لا تفرط فيه) وهذا ينطبق تماما على التنوع الموجود في ساحة الألبسة الخاصة بالأعراس والتي تزين واجهات الألبسة النسائية ومن جهة أخرى أكدت سامية البالغة من العمر25 سنة وهي مقبلة على الزواج أنها سترتدي أربعة فساتين يوم عرسها وهذا بسبب غلائها في المحلات والأسواق وقالت إنها سترتدي ألبسة تقليدية بالإضافة إلى فستان عصري تبعا لموضة هذه السنة. ويقول رضا صاحب محل بساحة الشهداء إنه رغم موضة الألبسة الخاصة بالأعراس الحديثة إلا أن كل عروس متمسكة بالألبسة التقليدية نظرا لتحفتها وما تحمله من تقاليد مع أنها ليست في متناول جميع الطبقات فأسعارها مرتفعة لهذا اتخذ طريقة البيع بالتقسيط على أن يتم شراء الفستان من طرف الزبونة في ظرف أقصاه ثلاثة أشهر. وحول هذه العملية تقول إحدى الزبونات إنها اشترت ثلاثة فساتين من هذا المحل بطريقة التقسيط منذ شهر أكتوبر حتى يتسنى لها دفع كل المبالغ قبل موعد الزواج كما أضافت أن الموضة يجب أن نتبعها لكن التقليدي يجب المحافظة عليه لأنه يمثل خصوصية جزائرية تتنوع من منطقة لأخرى فالعروس ترتدي فساتين مختلفة الصنع وحسب تقاليد أغلب مناطق الوطن من اللباس التقليدي العاصمي وهو لباس ترتديه العروس التي تقطن بالعاصمة ويعرف باسم الكراكو العاصمي وثمنه باهظ جدا يصل إلى 10 ملاين في بعض المحلات أما اللباس التقليدي القبائلي وهو خاص بمنطقة القبائل الكبرى ويعرف باسم جبة القبائل يبلغ سعره 4 ملايين كما أن هناك اللباس الذي ترتديه العروس في منطقة الشرق الجزائري ومشهور باسم قندورة الفرفاني يصل إلى 15 مليون دج بالإضافة إلى اللباس التقليدي الوهراني كما ترتدي العروس الجزائرية ألبسة أخرى تبعا لمناطق مختلفة كمنطقة الأوراس حيث ترتدي العروض لباسا معروفا باسم (المحلفة) الشاوية والذي يبلغ سعره 6 ملايين دج وترتدي معه كل الحلي الخاصة بالمنطقة المصنوعة من الفضة. وأجمعت معظم الجزائريات على أنه لا توجد ألبسة أحسن من اللباس التقليدي لأنه يمثل عمق الثقافة والتقاليد الجزائرية ويحافظ عليها من الزوال.