يعلق المحيط الكروي في الجزائر، آمالا كبيرة على الدولي السابق مجيد بوقرة، بمناسبة تعيينه مدربا جديدا للمنتخب الوطني للمحليين، خاصة في ظل الرهانات التي تنتظره تحسبا للاستحقاقات المقبلة، وفي مقدمة ذلك "شان 2022" التي ستحتضنها الجزائر، إضافة إلى معاينة لاعبي البطولة عن قرب، بغية منحهم فرصة اللعب مع منتخب المحليين مع إمكانية ترقيتهم إلى أكابر تشكيلة "الخضر" التي يشرف عليها المدرب جمال بلماضي. سيكون المدرب الجديد مجيد بوقرة أمام تحديات بالجملة لإعادة منتخب المحليين إلى الواجهة، خاصة في ظل المهازل الكبيرة التي وقع فيها خلال السنوات الأخيرة، وفي مقدمة ذلك إقصاؤه من النسخة السابقة من "الشان"، بعد الخسارة بثلاثية كاملة أمام محليي المنتخب المغربي، خلال مباراة العودة التي جرت في ملعب مدينة بركان المغربية، في الوقت الذي كانت العناصر المحلية الوطنية قد اكتفت حينها بالتعادل السلبي في مباراة الذهاب بالجزائر، ما عجل بإقالة التقني الفرنسي لودولوف باتيلي، علما أن الإقصاء السابق كان بعد أيام قليلة عن صدمة خروج المنتخب الأولمبي من التصفيات المؤدية إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا، عقب خسارته أمام غانا، وبالمرة فشل الطموح في التواجد مع المنتخبات المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020، وهي المهازل التي تضع بوقرة أمام حتمية إحداث ثورة حقيقية في منتخب المحليين لرد الاعتبار أولا، وحتى يكون خزانا حقيقيا لأكابر "الخضر" مستقبلا. باتيلي آخر مدرب للمحليين إذا كانت إقالة التقني الفرنسي لودولوف باتيلي شهر أكتوبرمن العام الماضي قد صنفها الكثير من المتتبعين على أنها بمثابة تحصيل حاصل، بعد فشله في المهمة الموكلة له كمسؤول فني على المنتخبات الوطنية، وخسارته الرهان مع المنتخب الأولمبي ومنتخب المحليين على التوالي، فإن الشارع الكروي يراهن على أن يكون تعيين المدرب مجيد بوقرة فرصة مهمة لرد الاعتبار وإعادة الاهتمام بالعمل القاعدي على الخصوص، خاصة وأن الكثير يتساءلون عن مستقبل الكرة الجزائرية التي لا تزال عاجزة عن فرضها نفسها من بوابة المنتخبات الشبانية، وفي مقدمة ذلك المنتخب الأولمبي ومنتخب المحليين، حتى إن الانجازات المحققة منذ الاستقلال تعد على أصابع اليد الواحدة، ما يؤكد أن البطولة الوطنية لم تعد فضاء للتكوين وتنمية المواهب، بقدر ما هي مجال للبزنسة وتشجيع منطق الشكارة الذي أصبح حديث العام والخاص، آخر مخلفات التسريب الصوتي الذي أسال الكثير من الحبر، ناهيك عن المظاهر الأخرى التي لا تمت بأخلاقيات الرياضة بصلة، وفي مقدمة ذلك ظاهرة المخدرات التي أساءت إلى اللاعبين والأندية والكرة الجزائرية شكل عام. "شان 2011" شكّل الاستثناء وبالعودة إلى ماضي المنتخبات الوطنية الشبانية المليء بالإخفاقات ليس وليد اليوم، حيث لم تحقق منذ الاستقلال سوى إنجازات قليلة لا تتعدى عدد أصابع اليد الواحدة، حيث أن أفضل إنجاز لأواسط "الخضر" كان التأهل إلى مونديال 79 والوصول إلى الدور ربع النهائي، وهذا بعد أن تسيدوا القارة السمراء بعناصر شابة من طينة عصماني وبويش وياحي وبن جاب الله وشعيب وبلعباس وغيرهم، فيما نال المنتخب الأولمبي الميدالية الفضية في دورة 93 من ألعاب البحر المتوسط التي جرت في فرنسا، بعد الوصول إلى اللقاء النهائي الذي خسروه بثنائية أمام تركيا بجيل تضمن أسماء واعدة، في صورة بن طلعة ودزيري وحمداني وعجالي وخياط وموسوني وزروقي وزكري والبقية، فيما كانت دورة "شان 2011" فرصة لتنشيط الدور نصف النهائي، حيث خسر أبناء بن شيخة أمام تونس بركلات الترجيح، في دورة سمحت باكتشاف عديد الأسماء المحلية البارزة التي تم إدراجها في تعداد منتخب الأكابر خلال مونديال 2014، حيث نالت بعضها ثقة المدرب الوطني السابق خاليلوزيتش، على غرار جابو وبلكالام وسليماني وغيرهم، ما يؤكد حسبهم أهمية الاستثمار في المنتخب المحلي وبقية المنتخبات الشبانية لتعزيز المنتخب الأول بلاعبين من صميم البطولة الوطنية، وهو الأمر الذي يفرض على رئيس "الفاف" خير الدين زطشي مراجعة حساباته مجددا لتفعيل مهمة المنتخبات الشبانية، والمنتخبين المحلي والأولمبي كمجال لتدعيم المنتخب الأول في هذا الجانب، خاصة في ظل تأكيد بعض الفنيين والمسيرين بأن إستراتيجية التكوين يجب أن تكون من أولى أولويات الاتحادية إذا أرادت أن تمنح قيمة مضافة ل"الخضر" وللكرة الجزائرية بشكل عام. تشكيلة بلماضي يجب ألا تبقى مجرد شجرة تغطي غابة الفضائح وفي انتظار الوقوف على العمل الكبير الذي ينتظر الدولي السابق مجيد بوقرة على رأس منتخب المحليين، بالنظر إلى الأهداف المسطرة والتحديات المنتظرة، فإن الكثير من المطلعين على وقع الكرة الجزائرية يرفضون أن يكون الانجاز التاريخي لتشكيلة بلماضي في "كان 2019" مجرد الشجرة التي تغطي غابة البريكولاج والفضائح السائد في محيط "الفاف" والأندية، بسبب الأخطاء التسييرية الفادحة، وكذا القرارات غير المدروسة، بدليل عدم أخذ العبرة من نكسة المدرب الاسباني ألكاراز، وتكرر السيناريو مع المدرب الفرنسي باتيلي الذي فشل مع منتخب المحليين والمنتخب الأولمبي، في أجواء تعكس لسنوات تمديد ظاهرة البريكولاج وإعادة الترقيع، ما جعل المنتخب المحلي يخفق في التأهل إلى "شان 2020″، بينما حسم المنتخب الأولمبي خروجه من سباق تصفيات كأس أمم إفريقيا المرتقبة نهاية هذا العام، وبالمرة عدم الحلم في تسجيل مشاركة جديدة في الألعاب الأولمبية، بمناسبة دورة طوكيو 2020. وهو ما يعني في نظر البعض غياب إستراتيجية الاستقرار والاستمرارية في العمل، بدليل أن انتداب الفرنسي باتيلي تم في إعقاب إقالة بوعلام شارف، ما جعل البعض يحمل المسؤولية لرئيس "الفاف" زطشي الذي لم يمنح أهمية للمنتخبات الشبانية التي لم تتح لها المدة الكافية للتحضير، ناهيك عن أسباب أخرى موضوعية وأخرى غير مبررة، فكان الإقصاء ثمرة من ثمار البريكولاج وإعادة الترقيع، على أمل حفظ الدرس وأخذ العبرة ومراجعة الكثير من الحسابات موازاة مع وقوع الاختيار على المدرب الجديد مجيد بوقرة.