صحيح أن قاعات الحفلات لم تنتشر في سطيف و ضواحيها بالقدر الذي انتشرت به في المدن الكبرى، إلا أن الكثيرين هناك تفطنوا إلى "حيلة" جديدة في إحياء الحفلات، و هي كراء فيلات بكامل طوابقها لمدة لا تقل عن الأسبوع. هذه الفكرة حظيت بإعجاب الكثيرين لأنها تساير في الوقت نفسه "موضة" القاعات و تحافظ على "تقاليد" و "نكهة" أعراس المنطقة. فبعد أن كانت العائلات طيلة هذه السنين تحيي أعراسها و أفراحها في بيوتها و تستعين في اغلب الأحيان ببيوت جيرانها، بدأ الكثير منها يتجه نحو قاعات البلديات و الكشافة و الرياضة بحثا عن حرية اكبر و رقعة أوسع، لتظهر في الآونة الأخيرة موضة كراء الفيلات في سطيف و خصوصا في مدينة العلمة التي انتشرت فيها الظاهرة بشكل اكبر. و مزايا هذا الخيار هي أن مستأجر الفيلا يمكن له الاستفادة من كافة مرافقها أي من كافة الغرف و الطوابق و المستودع إن وجد، و لا تقل مدة الاستئجار عن أسبوع كامل يبدأ من الأحد أو الاثنين كأقصى تقدير، حيث يجلب أصحاب العرس كل ما يلزمهم من أواني و زرابي و أفرشة، و ينتهي الأجل الأحد أو الاثنين المواليين بعد أن ينقل المستأجرون أغراضهم و ينظفوا المكان استعدادا لاستقبال زبائن آخرين. و قد لقيت هذه الطريقة الجيدة في إحياء الأعراس إقبالا كبيرا من طرف الكثير من العائلات التي وجدت فيها بديلا جيدا عن الشقق الضيقة و القاعات الصغيرة إن توفرت، زد على هذا مدة الكراء الكافية و ثمنه المعقول، خصوصا و أننا علمنا بأنه لا يتجاوز معدل 20 إلى 30 ألف، وهو مبلغ معقول إذا ما قارناه بأسعار القاعات التي لا تقل عن 35 ألف ليوم واحد. لكن و بالرغم من هذه المحاسن، فقد تذمر الكثيرون من بعض العيوب كعدم توفر الكثير من هذه الفيلات على الكراسي و الطاولات التي أصبحت اكثر من ضرورية في الحفلات و الأعراس، مما يضطرهم إلى جلبها على طريقتهم، بالإضافة إلى الضجيج الذي تسببه مكبرات الصوت التي تقلق راحة الجيران، باعتبار أن هذه الفيلات غير مجهزة بجدران عازلة للصوت كما هو معمول به الآن في قاعات الحفلات العادية. و أيّا تكن هذه العيوب، فإن هذه الطريقة وجدت صيتا لها و هو ما يفسر انتشارها حتى في المدن المجاورة. إيمان بن محمد [email protected]