غادر، الاثنين، بمعنويات مرتفعة المترشحون العلميون والتقنيون مراكز الإجراء في اليوم الثاني من امتحان شهادة البكالوريا دورة سبتمبر 2020، بسبب طبيعة المواضيع التي طرحت عليهم في اختبار مادة الرياضيات، في حين صدمت الممتحنين في شعبة "تسيير واقتصاد"، أين تم تسجيل إغماءات عديدة وسطهم، بالمقابل فقد تم تسجيل 22 حالة مشتبها في إصابتها بفيروس كورونا وطنيا وسط المترشحين، فيما تم اتخاذ قرار فوري بعزلهم في قاعات امتحان "احتياطية". أحصت وزارة التربية الوطنية، نسبة 1 بالمائة من الغيابات وسط المترشحين المتمدرسين "النظاميين" في اليوم الأول من امتحان شهادة البكالوريا، في حين بلغت نسبة الغيابات وسط الممتحنين الأحرار 20 بالمائة وطنيا، وهي تمثل أساسا فئة العسكريين والموظفين وحتى الطلبة الجدد الناجحين في الامتحان العام الماضي، الذين يسجلون أنفسهم سنويا لإعادة اجتياز البكالوريا، بغية تحسين المستوى والمعدل، ومن ثم التسجيل بالتخصصات التي يرغبون بها. إقصاء بالجملة للمترشحين بسبب الغش "بالحروز" وضبط الأساتذة الحراس خلال اليوم الأول من امتحان شهادة البكالوريا دورة سبتمبر 2020، عديد المترشحين متلبسين بممارسة الغش التقليدي باستخدام القصاصات الورقية المعروفة باسم "الحروز"، في اختبار مادة الشريعة الإسلامية، خاصة وسط المترشحين الأحرار والبنات، دون أدنى خوف من العقوبات التي قد تسلط عليهم مستقبلا، إذ أقدم رؤساء مراكز الإجراء على تحرير المحاضر الذي يتم إرفاقها إلزاميا بدليل الغش، على أن يتم رفع التقارير للجهة المختصة للشروع مباشرة في تطبيق إجراءات الإقصاء من اجتياز الامتحان لمدة 5 سنوات بالنسبة للنظاميين و10 سنوات إقصاء للأحرار. الرياضيات صعبة على التسيير والاقتصاد.. وفي متناول العلميين والتقنيين من جهة أخرى، لم يمر اليوم الثاني من امتحان شهادة البكالوريا، بردا وسلاما على المترشحين بشعبة "تسيير واقتصاد"، بسبب طبيعة الأسئلة التي طرحت عليهم في اختبار مادة الرياضيات، والتي وردت حسبهم صعبة ومفخخة في آن واحد، إذ وجدوا صعوبة كبيرة في الإجابة بالطريقة الصحيحة، في حين أكد بعض رؤساء مراكز الإجراء ل"الشروق"، أن التلاميذ الذين صدموا بالمواضيع المطروحة عليهم، هم الذين راهنوا بشكل كبير على درس "الإحصاء"، غير أنهم يوم الامتحان اصطدموا بدرس آخر تماما تضمّن جزئية بسيطة من درس الإحصاء، معلنين عن تسجيل إغماءات وبكاء وسط العديد منهم الذين لم يتمكنوا من هضم الأسئلة. بالمقابل، غادر المترشحون شعبتي علوم الطبيعة والحياة ورياضيات، قاعات الامتحان بمعنويات مرتفعة جدا، بسبب طبيعة الأسئلة التي وردت -على حد قولهم- طويلة لكنها في متناول المترشح المتوسط، إذ أثلجت صدورهم وبعثت الأمل في أنفسهم لنيل شهادة البكالوريا بطعم "كورونا". وأكد أساتذة المادة أن أسئلة الرياضيات لم تخرج عن المقرر السنوي، حيث تناولت دروس الفصل الدراسي الأول، الأمر الذي بعث الطمأنينة في نفوس الممتحنين، خاصة عقب إلغاء دروس الفصل الدراسي الثالث من البكالوريا، بسبب الوضعية الوبائية التي فرضت تعليق الدراسة وغلق المدارس وتأجيل الامتحانات المدرسية الرسمية. فصل مشتبهين بكورونا في قاعات خاصّة أحصت وزارة التربية الوطنية، على المستوى الوطني 22 حالة لمترشحين مشتبه في إصابتهم بوباء كورونا، إذ ظهرت عليهم أحد أعراض الإصابة، بعدما تم تسجيل معاناتهم مع ارتفاع درجة الحرارة فوق 38، الأمر الذي دفع برؤساء مراكز الإجراء إلى اتخاذ إجراءات مستعجلة لإنقاذ الموقف لتفادي تعطيل الاختيارات، بدءا بمرافقة المعنيين إلى عيادات المراكز، فيما تم توجيههم إلى قاعات امتحان ومراكز إجراء "احتياطية"، لأجل عزلهم عن باقي الممتحنين لضمان اجتيازهم للاختبارات دون إقصاء ومن ثم عدم التشويش على باقي المترشحين. كما سجلت، معظم مراكز الإجراء وطنيا، التحاقا قياسيا للمترشحين، الذين ملؤوا قاعات الامتحان في حدود الساعة السابعة والنصف صباحا، بعدما شرعوا في الالتحاق بمراكزهم في ساعة مبكرة من الاثنين، بدءا من الساعة السادسة و45 دقيقة، لكي يتفادوا التجمعات والاحتكاك فيما بينهم خاصة عند الدخول. ووجد بعض رؤساء مراكز الإجراء صعوبة كبيرة في التعامل والتحكم في المترشحين الأحرار الذين لجؤوا إلى ممارسات استفزازية بقاعات الامتحان، لأجل إحداث الفوضى، الأمر الذي أثار استياء وتذمر الأساتذة الحراس، الذين قاموا بتهدئة الأوضاع لتفادي تفاقم المشاكل.