يواصل المنتخب الوطني رحلته في تصفيات "الكان" بنجاح، حيث أضاف فوزا جديدا إلى رصيده، بعد الإطاحة بمنتخب زيمبابوي على وقع ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. ورغم المتاعب التي خلقها المنافس إلا أن أبناء المدرب جمال بلماضي عرفوا كيف يحسمون أمر النقاط الثلاث بفضل الأهداف المسجلة في أوقات حساسة من عمر المباراة، والبداية بهدف بونجاح بعد مضي نصف ساعة ثم فغولي الذي عمق النتيجة قبل دقيقتين عن انتهاء الشوط الأول، قبل أن يحسم محرز الأمر بالهدف الثالث في منتصف المرحلة الثانية. حقّقت العناصر الوطنية عدة مكاسب مهمة خلال المباراة التي جرت أول أمس في ملعب 5 جويلية أمام منتخب زيمبابوي، وعلاوة على الفوز بثلاثية كاملة وبشكل مريح، فإن هذا الاختبار كان مهما لزملاء مبولحي بعد طول غياب عن أجواء المواعيد والمنافسات الرسمية، ما جعل الكثير يقف على أهمية التحلي بالواقعية في ظل هذه الظروف الاستثنائية، بدليل إجراء المباراة دون جمهور بسبب وباء كورونا، ناهيك عن طموح مختلف المنتخبات الإفريقية في استهداف بطل إفريقيا، وهو الأمر الذي زاد من ثقل الضغط على أبناء بلماضي الذين عرفوا كيف يتفاوضون مع مجريات التسعين دقيقة رغم اعتراف المتتبعين بالصعوبات التي شكلها المنافس، ليبقى المهم هو الحسم في أمر النقاط الثلاث ومواصلة اعتلاء المرتبة الأولى ب 9 نقاط، في انتظار مواصلة البرهنة من بوابة مباراة العودة المرتقبة هذا الاثنين في هراري. ثلاثية حاسمة حدت من محاولة زيمبابوي إحداث المفاجأة ولم يتوان المدرب جمال بلماضي في الاعتراف بالصعوبات التي واجهها لاعبوه أمام منتخب تنقل إلى الجزائر بنية إحداث المفاجأة، بدليل صموده خلال النصف الأول من المباراة، والأكثر من هذا فقد بادر على شنّ عديد الهجمات التي أحرجت دفاع "الخضر"، ما يعكس نيته في توقيف عجلة "الخضر"، إلا أن الشيء الإيجابي هو حنكة العناصر الوطنية في صنع الفارق وحسم الأمور في الوقت المناسب، بدليل أن رفقاء ماندي لم ينتظروا طويلا، وعرفوا كيف يفتتحون باب التسجيل بعد مضي نصف ساعة من عمر المباراة، بفضل التموقع الجيد لبونجاح، قبل أن يضيفوا الهدف الثاني في (د43)، ما جعل الخضر ينهون المرحلة الأولى بثنائية نظيفة، وهو الأمر الذي سهل المهمة نسبيا لخوض معترك المرحلة الثانية بشكل مريح، وهذا بصرف النظر عن محاولات الزيمبابويين التي أقلقت الحارس مبولحي في عدة مناسبات، قبل أن يعمّق محرز النتيجة بهدف ثالث إثر مجهود فردي مكنه من اختراق دفاع المنافس، ما جعل الهدف الوحيد الذي وقعه الهجوم الزيمبابوي غير مؤثر على مجريات المباراة. بونجاح قناص.. فغولي ومحرز ازدواجية بين التمرير والتسجيل وبصرف النظر عن الظروف الاستثنائية التي جرت في هذه المباراة، خاصة وأن العناصر الوطنية كانت محرومة من خدمات الجماهير الجزائرية بسبب جائحة كورونا، إلا أن مباراة أول أمس حققت عدة مكاسب مهمة، فعلاوة على تمديد سلسلة النتائج الايجابية ب21 مباراة دون خسارة، فإن التشكيلة الوطنية أكدت مجدّدا حيازتها على عناصر قادرة على صنع الفارق حتى في الظروف والفترات الصعبة، والبداية بالمهاجم بغداد بونجاح الذي برهن هذه المرة أنه قناص قادر على قلب الموازين وصنع الفارق، من خلال حنكته في التوغل والمتابعة، مثلما حدث في لقطة الهدف الأول، تزامنا مع العمل الذي شنّه فغولي وختمه بتسديدة لم يحسن الحارس التصدي لها بالشكل المناسب، مثلما برهن براهيمي قدرته على استعادة إمكاناته، من خلال العمل الكبير الذي قام به لتنشيط الوسط الهجومي، والكلام ينطبق على فغولي الذي كان صاحب تمريرة الهدف الأول وموقع الهدف الثاني، شأنه في ذلك شأن رياض محرز الذي برهن حنكته في ضمان الازدواجية بين التمرير والتهديف، وهو الذي كان صاحب تمريرة الهدف الثاني الذي وقعه فغولي برأسية محكم، قبل أن يحسم النتيجة بهدف ثالث سجله بسيناريو شبيه للذي وقعه في ودية المكسيك. بلعمري خلف فراغا وبلماضي مرّر الرسالة قبل موعد هراري من جانب آخر، فقد أكد الكثير من المتتبعين بأن الخط الخلفي ورغم العمل الذي يقوم به إلا أنه يعاني من عدة هفوات وفراغات ناجمة عن غياب الاستقرار، وهذا بسبب مشكل الإصابات والعقوبات التي حرمت عدة عناصر أساسية من التواجد، على غرار عطال الغائب منذ مدة، وكذا قديورة الذي لم يلعب بسبب تلقيه الطرد في ودية المكسيك، إضافة إلى بلعمري الذي يشكو من إصابة حرمته من الدخول كأساسي، وهو ما يجعل الطاقم الفني بقيادة بلماضي يراهن على استعادة جميع العناصر المعوّل عليها لاستعادة صلابة الدفاع تحسبا للتحديات المقبلة، في الوقت الذي يكون قد مرّر رسالة مباشرة للاعبيه يدعوهم إلى أخذ الأمور بجدية تحسبا لخرجة هذا الاثنين إلى هراري، في إطار مباراة العودة أمام ذات المنتخب، خرجة يريدها بلماضي أن تكون مناسبة للعودة بالنقاط الثلاث ومواصلة تحقيق أطول مسيرة دون تعثر، وهي العوامل التي تبدو في مصلحة العناصر الوطنية من أجل مواصلة البرهنة، وبالمرة التأكيد على أحقيتها في الدفاع عن لقب "الكان" وكذا ضرورة تسجيل حضورها في مونديال قطر 2022.