واصل المنتخب الوطني سلسلة "اللاهزيمة" ب22 مباراة كاملة دون تذوق لطعم الخسارة، بعد تمكنه من العودة بنقطة التعادل من هراري على حساب منتخب زيمبابوي ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2022 بالكاميرون، وهذا بفضل مدرب اسمه جمال بلماضي ولاعبين برتبة "محاربين". بعد فترة مضطربة عاشها المنتخب الوطني والتي شهدت تغيير سبعة مدربين خلال ثلاث سنوات، احتاج جمال بلماضي إلى وقت وجيز، ليعيد فرض النظام بتشكيلة بائسة حتى قادها إلى التتويج بكأس إفريقيا، قبل مواصلة المسيرة بنجاح لتحقيق الهدف الأول المتمثل في التأهل إلى كأس إفريقيا 2022 بالكاميرون، في انتظار انطلاق تصفيات "المونديال" لتحقيق الهدف الثاني المتمثل في التأهل إلى دورة قطر 2022، حيث يعد "المونديال العربي" أحد أبرز أهداف النجم الأسبق لنادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي، إذ يطمح لبلوغه والعودة إلى قطر مهد بداياته التدريبية في "ثوب البطل". مشوار بلماضي بالأرقام وفيما يخص مشوار بلماضي مع "الخضر" بالأرقام فقد خاض لحد الآن 25 مباراة، إذ حقق خلالها 17 انتصارا و7 تعادلات وهزيمة واحدة فقط، سجل خلالهم هجوم المنتخب 46 هدفا وتلقى خط دفاعه 15 هدفا، كما لم ينهزم "الخضر" تحت قيادة المدرب السابق للدحيل القطري في 22 مباراة متتالية. وتعادل المنتخب في أول مباراة لبلماضي أمام غامبيا في بانجول في سبتمبر من العام الماضي في ثاني جولات تصفيات "كان2019″، ثم فاز على المنتخب البنيني بالجزائر في الجولة الثالثة بثنائية نظيفة في شهر أكتوبر، قبل أن ينهزم أمام ذات المنتخب في كوتونو بهدف لصفر في ذات الشهر، ثم يبدأ سلسلة "اللا هزيمة" ونتائجه المبهرة بداية من المباراة التالية أمام الطوغو في نوفمبر، حيث فاز على الطوغو (1-4) بالعاصمة لومي، ثم على قطر في مباراة ودية (1-0)، وتعادل أمام غامبيا (1-1) في تصفيات كأس إفريقيا، ثم الفوز على تونس (1-0) في لقاء ودي، وبعدها التعادل أمام بورندي (1-1) في الدوحة وتلاها الفوز وديا على مالي (3-2) في الدوحة أيضا. قبل تسجيل 4 انتصارات متتالية في كأس إفريقيا بمصر على كينيا (2/0) والسنغال (1-0)، ثم تنزانيا (3/0) في الدور الأول، ثم غينيا (3/0) في الدور ثمن النهائي، قبل أن يتعادل المنتخب الوطني أمام كوت ديفوار في ربع النهائي (1/1)، لكنه حسم المباراة بركلات الترجيح (4/3)، وحقق الخضر فوزا قاتلا على نيجيريا في نصف النهائي (2/1)، قبل تجديد الانتصار على السنغال بهدف لصفر في النهائي والتتويج باللقب بعد مشوار حافل بالأداء الرائع، الذي خطف أنظار جميع المتتبعين. هكذا تجاوز مرحلة ما بعد "الكان" بنجاح ورغم اعتراف الجميع بأن المهمة ستكون عسيرة جدا بالنظر لصعوبة تسيير مرحلة ما بعد "التتويج القاري"، إلا أن الإرادة والطموح اللامتناهيين لبلماضي ساهما بشكل فعال في تجاوز هذا العائق خاصة بالنسبة لمدرب لا يعترف "قاموسه الكروي" بالمستحيل، وكانت البداية أمام منتخب البينين بهدف دون مقابل ثم أامم الكونغو الديموقراطية (1/1)، قبل مواجهة المنتخب العالمي كولومبيا، وهي المباراة التي أبدع فيها رفقاء القائد رياض محرز بثلاثة أهداف دون رد، وبعدها انتصار آخر أمام بوتسوانا (1/0) وب(5/0) أمام زامبيا في تصفيات "الكان"، قبل خوض مواجهتين وديتين أمام نيجيريا (1/0) والمكسيك (2/2) وأخيرا المواجهتين المزدوجتين أمام زيمبابوي في تصفيات كأس افريقيا (3/1) و(2/2). كما دخل بلماضي العالمية من الباب الواسع بعد أن اختاره الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ضمن قائمة تضم 10 مدربين مرشحين لجائزة أفضل مدرب في العالم، كما منحته الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) جائزة أفضل مدرب في "القارة السمراء". زرع الروح القتالية وفك شيفرة محرز وانتشل بلماضي "ثعالب الصحراء" من الأزمة حتى صار أكثر فريق مبهر، إذ نجح في إخراج أفضل ما بجعبة تشكيلته الموهوبة، وحافظ على الشراسة المطلوبة من مباراة لأخرى وصولا إلى خط النهاية، حيث تمكن من إبعاد الضغوط عن لاعبه الأبرز رياض محرز، بعد أن ساعده في لعب دور اللاعب المحوري لكن دون أن يكلفه بالعزف المنفرد، وبات محرز أحد نقاط قوة المنتخب الوطني في الوقت الراهن ولو أن الحديث عن لاعب واحد دون الآخرين هو إجحاف في حق "المحاربين" أمثال بن ناصر وفغولي وقديورة وبلعمري وعطال وبن سبعيني وبونجاح وبلايلي والبقية. ويجمع كل العارفين بشؤون الساحرة المستديرة وحتى المتتبعين العاديين من الجماهير الرياضية، أن المدرب جمال بلماضي هو المهندس البارع لانتفاضة المنتخب الوطني، التي كانت نتاج تبنيه لطريقة عمل منتظمة ومدروسة وأهم منها ناجعة، عرف من خلالها كيف يحرر اللاعبين من الجانب البسيكولوجي وأعادهم إلى تطبيق الكرة الجزائرية الحقيقية المشبعة ب"الروح القتالية" التي تليق بمنتخب "المحاربين" الذي أصبح بعد مرور المقابلات وتوالي الأدوار مضرب المثل للكثير من المنتخبات. وبفضل طريقة لعبه السريعة والكرات القصيرة والتعاون والتضامن بين اللاعبين، يمكن باختصار القول أن المنتخب الوطني وجد معالمه الحقيقية مع بلماضي الذي أعاد له الروح وأدخل الفرحة والبهجة والافتخار على الشعب الجزائري عبر كل أنحاء المعمورة. النتائج الكاملة للمنتخب الوطني في عهد بلماضي: غامبيا 1 – 1 الجزائر الجزائر 2 – 0 بينين بينين 1 – 0 الجزائر طوغو1 – الجزائر 4 قطر 0 – الجزائر 1 غامبيا 1 – الجزائر 1 تونس 0 – الجزائر 1 بوروندي 1 – الجزائر1 مالي 2 – الجزائر 3 كينيا 0 – الجزائر 2 السنغال 0 – الجزائر 1 تنزانيا 0 – الجزائر 3 غينيا 0 – الجزائر 3 كوت ديفوار 1 – الجزائر 1( فوز الجزائر بضربات الجزاء) نيجيريا 1 – الجزائر 2 السنغال 0 – الجزائر 1 بنين 0 – الجزائر 1 جمهورية الكونغو 1 – الجزائر 1 كولومبيا 0 – الجزائر 3 زامبيا 0 – الجزائر 5 بوتسوانا 0 – الجزائر 1 نيجيريا 0 – الجزائر 1 المكسيك 2 – المكسيك 2 الجزائر 3 – 1 زيمبابوي زيمبابوي 2 – 2 الجزائر ن.ب