استعاد شهر نوفمبر لهذا العام الكثير من بريقه ورمزيته الكروية التي اتسم بها في السنوات الماضية، وهذا بفضل المسيرة المميزة التي بات يحققها المنتخب الوطني بقيادة المدرب جمال بلماضي، والتي توّجت بكسب ورقة التأهل إلى "الكان" قبل الأوان، وكذا تمديد سلسلة النتائج الايجابية إلى 22 مباراة دون هزيمة، في الوقت الذي اقترن شهر نوفمبر بعديد التتويجات الإفريقية للأندية، ناهيك عن تألق المنتخب الوطني الذي سبق له أن نال أغلب تأشيراته إلى المونديال في مثل هذا الشهر، ولعل أبرزها على الإطلاق ملحمة أم درمان. يعيش الشارع الكروي الجزائري في شهر نوفمبر من هذا العام أجواء مريحة، في ظل التألق المميز لتشكيلة المدرب جمال بلماضي في المحطات الودية والقارية، بدليل كسب ورقة المرور إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا التي تجرى بالكاميرون عام 2022، وهذا بعد الفوز في مباراة الذهاب بثلاثية أمام زيمبابوي والعودة بنقطة التعادل من هراري. وقد سبق هذا الإنجاز مباراة ودية مميزة أمام نيجيريا انتهت بفوز رفقاء محرز وأخرى صنعت الحدث أمام المكسيك انتهت بالتعادل بهدفين في كل شبكة، حملت بصمة واضحة لبن ناصر ومحرز الذي أصبح حديث الجماهير الكروية في الوطن والخارج، وتواصل تألق العناصر الوطنية بطي صفحة عديد المتاعب التي مرّ بها "الخضر" خلال السنوات الأخيرة، خاصة في عهد المدرب السابق رابح ماجر الذي كان قد واجه انتقادات كبيرة منذ توليه المهمة نهاية العام 2017، بسبب توالي النتائج السلبية في المواعيد الودية المتتالية، وكذا دخوله في صراعات جانبية وأخرى مباشرة مع رجال الإعلام وبعض الوجوه الرياضية والكروية، يتقدمهم الرئيس السابق للفاف محمد روراوة. سداسية النيجر وتأهلات المونديال حدثت في نوفمبر وعلى وقع الأجواء المميزة التي يصنعها المنتخب الوطني بقيادة المدرب جمال بلماضي، فإن الجماهير الجزائرية لم تتوان في استرجاع بعض الذكريات والإنجازات الكروية التي طبعت شهر نوفمبر الذي يصطلح عليه ب"شهر الثورة"، حيث تتصدرها ملحمة أم درمان يوم 18 نوفمبر 2009، حين افتك أبناء المدرب سعدان تأشيرة العودة إلى نهائيات المونديال بعد 24 سنة كاملة من الغياب، حدث ذلك على حساب المنتخب المصري بفضل صاروخية عنتر يحي الذي استغل تمريرة من زياني وسكن الكرة في مرمى عصام الحضري، كما يتذكر الكثير الانجاز المماثل الذي تحقق على حساب نيجيريا في العام 1981، وضد تونس في 1985، وهذا قبل ساعات قليلة من حلول نوفمبر ممن العام المذكور، مثلما يحتفظ الجزائريون أيضا بذكرى التأهل إلى مونديال 2014 بعد الفوز المحقق في إياب الدور الفاصل أمام بوركينافاسو يوم 19 نوفمبر 2013، بفضل الهدف الذي وقعه بوقرة في (د43)، علما أن مباراة الذهاب انتهت لمصلحة المحليين بهدفين مقابل هدف واحد. وفي الوقت الذي شهد فيه يوم 14 نوفمبر 2003 إحدى الانتصارات الثقيلة في المباريات الرسمية ل"الخضر" أمام مالي بقيادة رابح سعدان، وبسداسية كاملة في إطار تصفيات مونديال 2006، سداسية وقعها كل من شراد (هدفان) وبوتابوت (هدفان) إضافة إلى هدف من ماموني وآخر من أكرور، فقد عرف هذا الشهر بعض الذكريات الصادمة، ولعل أبرزها إقصاء المنتخب الوطني من التأهل إلى مونديال 90، عقب الخسارة في مصر بهدف لصفر، لحساب إياب الدور الفاصل الذي لعب يوم 17 نوفمبر بملعب القاهرة. بين نجاح نهائي السوبر والتخوف من الموسم الطويل من جانب آخر، فإن نوفمبر يحتفظ أيضا بانجازات مهمة على صعيد الأندية في المنافسات الإفريقية، وفي مقدمتهم وفاق سطيف الذي أهدى الجزائر في الفاتح نوفمبر 2014 لقب رابطة أبطال إفريقيا لأول مرة في نسختها الجديدة، بقيادة المدرب الشاب خير الدين مضوي، انجاز أضيف إلى تتويجات الوفاق وشبيبة القبائل ومولودية الجزائر بكأس إفريقيا للأندية البطلة على مرّ العشريات السابقة، في انتظار التأكيد من طرف الأندية الجزائرية التي غابت نسبيا عن الواجهة القارية، بدليل أن أفضل إنجاز كان من طرف إتحاد الجزائر خريف العام 2017 حين خسر الرهان في المربع الذهبي أمام الوداد البيضاوي. وبعيدا عن الإنجازات الكروية التي طبعت شهر نوفمبر على صعيد المنتخب والأندية على مر السنوات الماضية، وتزامن ذلك مع تألق العناصر الوطنية بقيادة بلماضي، فإن الحديث منصب حاليا على مستقبل البطولة الوطنية التي ينتظر أن تنطلق نهاية الشهر الجاري في أجواء استثنائية يسودها الكثير من القلق والتحفظ، خاصة في ظل انتشار وباء كورونا وضغط الرزنامة المشكلة من 38 جولة كاملة، ما يجعل الموسم الحالي مرشح أن يكون الأطول من نوعه في تاريخ الكرة الجزائرية، موسم تم تدشينه بنهائي الكأس الممتازة الذي عادت فيه الكلمة لشباب بلوزداد على حساب اتحاد الجزائر.