"احذروا من السرعة المفرطة والمناورات الخطيرة… عليكم بالمراقبة التقنية الدورية أو الاستثنائية لمركباتكم.. فزخات أمطار وطرقات زلجة تخلق أعنف حوادث المرور وتسفر عن قتلى وجرحى وإعاقة بالجملة…"، هي عبارات أطلقها أصحاب البدلة الخضراء عبر كامل ولايات الوطن للحد من إرهاب الطرقات، تزامنا مع دخول فصل الشتاء وما يصاحبه من تقلبات جوية، تؤدي إلى حصد المئات من الأرواح وتكبد خزينة الدولة الملايير من الدينارات، بفعل ما يلف الطرقات من جنون لفريق واسع من المتهورين الذين يتسببون يوميا في مآس وضحايا بالآلاف. تحت شعار "السياقة بحذر لتفادي الخطر وضمان السلامة"، أعلنت قيادة الدرك الوطني من ولاية المدية عن مخطط مروري استباقي يضمن تدخل وحداتها العمالياتية أثناء الاضطرابات الجوية لفتح المسالك والتقليل من أخطار حوادث المرور التي حذرت من خطورتها على مستعملي الطرقات في هذا الموسم الممطر، بسبب الانزلاقات والانحرافات التي تتسبب يوميا في حصد مئات الأرواح وإعاقة آلاف الأشخاص. كاسحات الثلوج والملح لمنع تشكيل الجليد عبر شبكة الطرقات الساعة كانت تشير إلى العاشرة صباحا عندما بدأت جولتنا بولاية المدية رفقة العقيد بعزوزي محمد شفيق، رئيس مصلحة الاتصال بقيادة الدرك الوطني، والمقدم وليد زعبوب، قائد المجموعة الإقليمية لدرك المدية، إلى جانب الرائد عبد القادر بيزيو، حيث كانت محطتنا الأولى حاجز بن شيكاو، أين أطلقت قيادة الدرك الوطني حملتها الوطنية التحسيسية ضد أخطار حوادث المرور التي عرفت خلال شهر نوفمبر إلى غاية 7 ديسمبر الجاري، منحى تصاعديا خطيرا جعل السلاح الأخضر يدق ناقوس الخطر بعد تسجيل مصالحه عبر مختلف شبكات طرقاتها التابعة لإقليم اختصاصها، أكثر 520 حادث أدى إلى 840 جريح و170 قتيل. وفي حاجز بن شيكاو وقفت "الشروق" على التوجيهات والإرشادات المقدمة من طرف رجال الدرك تنفيذا لتعليمات قائد المجموعة الإقليمية لدرك لولاية المدية، المقدم وليد زعبوب، لصالح مستعملي الطرقات لتفادي الوقوع في حوادث مرور مهما كانت درجة خطورتها، بتوزيع مطويات تحمل مختلف التوجيهات الواجب اتباعها، كما اطلعنا في عين المكان على الوسائل المادية والبشرية المسخرة من قبل القيادة التي سخرت جميع الآليات المتمثلة في كاسحات الثلوج، والجرافات، بالإضافة إلى مادة الملح لمنع تشكيل الثلوج والجليد على شبكة الطرقات، وهذا لمرافقة مستعملي الطرقات لضمان أمنهم وسلامتهم مع الوقوف على انسيابية الحركة المرورية بالمنطقة. السياقة بحذر لضمان السلامة وتفادي الخطر وفي السياق، أكد الرائد عبد القادر بزيو، من مصلحة الإعلام بقيادة الدرك الوطني، أن الحملة التحسيسية من أخطار حوادث المرور والتي تحمل شعار "السياقة بحذر لضمان السلامة وتفادي الخطر"، موجهة لكافة مستعملي الطريق من سائقي حافلات نقل المسافرين والشاحنات والمركبات الخفيفة والدراجات النارية، من أجل أخذ الحيطة والحذر منذ تساقط الزخات الأولى من الأمطار لما تسببه من مخاطر على الطريق، كما تهدف إلى تحسيسهم بعواقب حوادث المرور وتقديم لهم كافة الإرشادات والنصائح اللازمة لهم بغية تجنب الحوادث والوصول إلى أعلى مستويات السلامة المرورية. وتمس الحملة الوطنية حسب تصريحات الرائد بزيو كامل التراب الوطني، حيث يقوم أفراد الدرك الوطني عبر شبكة الطرقات الواقعة ضمن الاختصاص الإقليمي للدرك الوطني، بحثّ مستعملي الطريق على ضرورة الالتزام بقواعد السياقة السلمية من خلال احترام السرعة القانونية خاصة خلال الأيام التي تعرف فيها اضطرابات جوية صعبة، على غرار حثهم على ضرورة تجنب التجاوزات الخطيرة، احترام مسافة الأمان، المراقبة التقنية والفحص الدوري للمركبات، ومراقبة ماسح الزجاج، الأضواء، العجلات، وتجنب الاستعمال اليدوي للهاتف المحمول واستعمال حزام الأمان. ويبقى الرقم الأخضر المجاني الخاص بالدرك الوطني 1055، يقول الرائد موضوعا تحت تصرف المواطنين طيلة أيام الأسبوع، ليلا نهار، من أجل الاستفسار والتبليغ أو طلب يد المساعدة كما يمكنهم الولوج إلى مواقع أو صفحة "طريقي" على الفيسبوك، للاطلاع على حالة الطرقات للتبليغ أو طلب يد المساعدة، إذ يبقى المواطن شريكا فعالا في المعادلة الأمنية خلال وعيه بغية الحفاظ على سلامته وسلامة غيره. 3 ملايين مركبة تدخل العاصمة يوميا ومن جهتها، فإن المجموعة الإقليمية لدرك الجزائر، تحت توجيهات قائدها العقيد رفيق بوعكاز، أطلقت حملة تحسيسية لفائدة مستعملي الطريق، تزامنا مع تقلبات الجوية لفصل الشتاء، خاصة أن 3 ملايين مركبة تدخل عاصمة البلاد يوميا، حيث ركزت في إرشاداتها الموجهة للسواق على المراقبة التقنية الدورية أو الاستثنائية للمركبات، وعلى تفقد حالة جملة من اللواحق كأطر عجلاتها والأضواء، بالإضافة إلى التأكد من منظومة الفرملة ولواحق الرؤية. وبخصوص تحسين مجال الرؤية عند قيادة المركبات، تشير إرشادات المجموعة الإقليمية لدرك الجزائر إلى ضرورة توخي الحذر، خاصة في فترات الليل، ومع ظهور الضباب، ما يفرض على السواق التقليل من السرعة والاحترام الصارم لإشارات المرور داخل التجمعات السكنية وبالقرب من المدارس والمؤسسات التعليمية.