اعتمدت المؤسسات الثقافية، خلال جائحة كورونا، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، في الترويج لنشاطاتها، التي شهدت توقفا نتيجة تفاقم أزمة كورونا، وأغلقت أبوابها أمام الجمهور. ورغم محاولات وزارة الثقافة مواكبة تسارع نشاط الفضاء الافتراضي، إلا أن أغلب مؤسساتها وقعت في النمطية وبث المعلومة مقارنة بصفحات المبادرات الخاصة للمجتمع المدني، التي أصبحت تستقطب الجمهور بمحتواها المميز. وشهدت النشاطات الثقافية الموجهة للجمهور توقفا تاما في مختلف ولايات الوطن، منذ ما يقارب السنة، نتيجة الظروف الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا، التي أغلقت قاعات العرض بكل أشكالها، من مسارح ومتاحف ودور سينما، لتجد المؤسسات تحت وصاية وزارة الثقافة نفسها أمام تحدي ضمان التواصل مع الجمهور، من خلال استغلال مختلف منصات التواصل الاجتماعي للترويج لنشاطاتها، معتمدة بذلك على البث المباشر للأعمال، بالإضافة إلى المناشير التفصيلية لبرامجها عبر الإنترنت. وقد أسدت وزارة الثقافة تعليمات لمؤسساتها، حيث طالبتها بإنشاء صفحات رسمية خاصة بها واستغلالها في الترويج لمجمل النشاطات التي تقوم بها، فكانت المسارح السباقة للمبادرة التي عمّمت في ما بعد على المتاحف ودور الثقافة التي أصبحت تقدم خدمة متواصلة للجمهور، الذي أصبح بدوره يتفاعل مع ما ينشر من بيانات صحفية وبث للأعمال المسرحية والسمعية البصرية، وفق مواعيد مضبوطة، سواء من ناحية التوقيت أم المحتوى. كما احتضنت بعض المنصات تنظيم مختلف التظاهرات الثقافية والمهرجانات بشكل افتراضي، على غرار الدورة الثانية عشرة للمهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف بقالمة، تحت شعار "توظيف الرقمنة فنيا"، الذي قدم برنامجا افتراضيا منوعا بين الندوات الفكرية والعروض المسرحية والتكريمات، إلى جانب تجربة المشاركة الافتراضية لبعض العروض المسرحية الوطنية والدولية، في منافسات أيام المسرح التجريبي بسطيف. فيما رفعت مبادرات المجتمع المدني سقف الإبداع الافتراضي عاليا، الذي تجلى في ميلاد عدة تظاهرات ثقافية وفنية، أهمها "المقهى الثقافي" لبرج بوعريريج، الذي يشرف عليه عبد الرزاق بوكبة، ونادي "النقطة الزرقاء" لقسنطينة، ومجلة "جيم" الإلكترونية، بالإضافة إلى ظهور عدة صفحات سينمائية، أهمها "تحيا سينما "، "الأرشيف الرقمي للسينما الجزائرية"، و"مهرجان البوابة الرقمية الدولي للفيلم القصير"، الذي التزمت الوزيرة على هامش زيارتها إلى عنابة ولقائها مع مدير ومؤسس المهرجان دليل بلخذير بتوفير كافة الإمكانات لإنجاحه، باعتباره الأول من نوعه في الجزائر والعالم العربي، خاصة بعد النجاح الذي حققته دورات الأشهر الفارطة.