حذر الكاتب المغربي عبد السلام بنعيسي، من ما وصفه بالسيناريو المفزع الذي ينتظر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في ملف الصحراء الغربية. وقال بنعيسي في مقال نشره موقع "رأي اليوم"، السبت، إن فورة الابتهاج التي روّج لها الخطاب الرسمي في وسائل الإعلام المغربية نتيجة القرار الأمريكي بشأن الصحراء الغربية قد بدأت تتلاشى، ليحُلَّ بدلاً عنها السؤال الحارق: "وماذا بعد؟ ماذا سيفعل الشارع المغربي باعتراف أمريكي، إن ظل اعترافاً يتيماً، ومتوقفاً عند الحدود التي يتوقف عندها اليوم؟". وأشار الكاتب إلى أن التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، كان يعني بالنسبة للكثيرين من المغاربة، كما قام بالتسويق لذلك إعلامهم، أن واشنطن ستُحرِّكُ دبلوماسيتها بغزارة، وستُكثِّفها بما يؤدي إلى إيجاد حلٍّ نهائي لهذا النزاع الذي ظل مستعراً منذ ما يقارب الخمسين سنة. وتسائل الكاتب: لماذا لم نجد أي دولة من هذه الدول الأوروبية تتبع أمريكا في قراراها حول الصحراء؟ لماذا أشاحت الدول الأوروبية كلها بوجوهها نحو الجهة الأخرى ولم ترى ما قامت به الإدارة الأمريكية حول هذا الموضوع؟ ولماذا يضطر وزير خارجية المغرب لرفع صوته مطالباً دول الاتحاد الأوروبي بحذو حذو أمريكا؟. وأوضح بنعيسي، أن الأدهى والأمرُّ هو أن وسائل إعلام عديدة بدأت تتحدث مؤخراً عن إمكانية أن تراجع الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد جو بايدن اعتراف سابقتها بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وتقوم بسحبه، في حين تستحلب "إسرائيل" المغرب، وتَجْهَدُ لكي تفرض عليه تطبيعاً شاملاً، واختراقاً صهيونياً لنسيجه الاجتماعي. وإذا تحقق هذا السيناريو المفزع، وهو ما لا نتمناه لبلدنا، فبأي وجه سيقابل ناصر بوريطة المغاربة وماذا سيقول لهم حينها؟. يُشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أعلن، في 10 ديسمبر الماضي، عن التوصل إلى "اتفاق" لاستئناف العلاقات بين المغرب والاحتلال الإسرائيلي، مع "اعتراف" واشنطن "بسيادة" الرباط المزعومة على الأراضي الصحراوية المحتلة، في خطوة أثارت موجة من الرفض لمخالفتها قرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي.