أعلن السنيغالي أوغسطين سنغور والإيفواري جاك أنوما، الجمعة، انسحابهما من سباق انتخابات رئاسة الإتحاد الإفريقي لكرة القدم. وتُجرى انتخابات خلافة الملغاشي أحمد أحمد على رأس "الكاف"، في ال 12 من مارس الحالي. وجاء قرار انسحاب أوغسطين سنغور وجاك أنوما من سباق انتخابات رئاسة "الكاف"، بعد ضغوطات من رئيس الفيفا جياني أنفونتينو، الذي زار عدّة بلدان من القارة السّمراء هذه الأيّام، وحضر أيضا فعّاليات بطولة إفريقيا للأواسط التي انطلقت بِموريتانيا في ال 14 من فيفري الماضي، ويُسدل ستارها مساء هذا السبت. ونسّق رئيس الفيفا مع عدّة شخصيات كروية إفريقية، لِترتيب فوز الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي بِانتخابات رئاسة "الكاف". مثلما فعل مطلع عام 2017، لمّا عمل في الخفاء للإطاحة بِالكاميروني عيسى حياتو، وتنصيب أحمد أحمد رئيسا للإتحاد الإفريقي لكرة القدم. وبقي المسؤول الموريتاني أحمد يحي في سباق انتخابات رئاسة "الكاف"، ولم يصدر بعد قراره النهائي، بِمواصلة المغامرة أو الانسحاب مثل زميلَيه سنغور وأنوما. ويتوقع مراقبون للشأن الكروي الإفريقي أن يفوز الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي بِانتخابات رئاسة "الكاف"، بِسبب الدّعم الخفي للرجل الأوّل في الفيفا، وانسحاب إثنين من أقوى المنافسين له، اللذين كانا يملكان أصوات منطقة غرب إفريقيا. ويعني توجيه جياني أنفونتينو ل "الكاف"، أنه بات وقد عزّز نفوذه بِامتلاك زمام القارة السّمراء في انتخابات رئاسة الفيفا. ذلك أن أنفونتينو إذا أراد الترشّح لِولاية ثالثة على رأس الإتحاد الدولي لكرة القدم (اللوائح تسمح له)، سيجد أمامه – على الأقل – 56 صوتا جاهزا، يُمثّلون اتحادات الكرة المنضوية تحت لواء "الكاف". ويبقى التساؤل قائما حول هذا الذلّ والهوان الذي مازال لصيقا بِالأفارقة، وكيف يتدخّل "الرّجل الأبيض" لِيفصّل لهم أقمصة فضفاضة على المقاس، تُناسب المناخ الحارّ والرّطب للقارة السّمراء، ويقودهم نحو الوجهة التي يُريدها؟ فهل يقبل الإتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يملي عليه "أجنبي" ما يفعله وما يتركه، مثلما يرتضيه "مُنبطحو" الكرة الإفريقية؟