أثار قرار مديرية التجارة لولاية إليزي، منع استيراد الفواكه الاستوائية، في مقابل الترخيص باستيراد المواشي الحية، في إطار عملية المقايضة الحدودية مع مالي والنيجر جدلا واسعا بين المواطنين، حيث استنكر سكان الجنوب عملية المنع، متسائلين عن السبب الحقيقي لحرمانهم من فواكه نادرة، أضحت تباع بأسعار مقبولة في الجزائر، بعدما كان المواطن محروما منها لغلائها وعدم إنتاجها في الجزائر. منعت المصالح الفلاحية لولاية اليزي، المتعاملين الاقتصاديين الحاصلين على رخص لممارسة تجارة المقايضة الحدودية مع دولتي مالي والنيجر، استيراد الفواكه الاستوائية كالأناناس والمانجا وجوز الهند والموز، الجوافة والأفوكادو والبابايا والكيوي، وسمحت لهم باستيراد المواشي الحية من فصيلة الغنم والماعز والإبل.. وبررت المصالح تعليمتها، بحفاظها على الثروة النباتية بالجزائر، نظرا لوجود آفات متفشية أو أمراض في هذه الفواكه الاستوائية. وتسمح تجارة المقايضة مع دولتي مالي والنيجر، للمتعاملين المرخص لهم بهذا النشاط بتصدير 14 منتجا جزائريا، مقابل استيراد 36 منتجا مسموح بمقايضته من مواشي وبقول وألبسة وأقمشة تقليدية، ومادة الشاي الأخضر والتوابل والمكسرات بكل أنواعها. واستنكر كثيرون، خاصة من سكان المناطق الجنوبية القرار، معتبرين أن هذه الفواكه الاستوائية كانت تُجلب بالمقايضة لعدم قدرة الجزائر على إنتاجها، كما كانت تساهم في تغطية المنافسة غير الشريفة وغلاء الأسعار، وتمكين المواطن البسيط من تذوق هذه الفواكه الاستوائية، وعلق البعض "يتسما ما راحش ناكل الأناناس بسومة البنان". ويشار، أنه كميات كبيرة من الفواكه الاستوائية المجلوبة من الصحراء كانت تصل إلى المناطق الشمالية، وتباع بأسعار معقولة مؤخرا، وهو ما سمح للمحرومين منها، وخاصة النساء "المتوحمات" من الحصول عليها وبسهولة. وانتشرت مؤخرا، العديد من طاولات بيع الفواكه الاستوائية على حواف الطرق الوطنية، خاصة بالولايات الشمال، يعرض أصحابها هذه الفواكه النادرة على غرار الأناناس والمانجا وجوز الهند، الجوافة والأفوكادو والبابايا والكيوي. فيما رجّح البعض أن سبب المنع يعود لاحتكار هذه التجارة من طرف متعاملين اقتصاديين، لغرض إبقاء أسعارها مرتفعة في الأسواق. وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي ل " الشروق"، بأن المصالح الفلاحية لولاية اليزي، منعت عده فواكه استوائية، بحجة وجود أمراض " ولكن نحن بحاجة إلى توضيحات واستناد علمي وليس مجرد أخبار، خاصة وأنّ هذه المنتجات ساهمت مؤخرا في إشباع حاجيات سكان الجنوب والشمال وبأسعار معقولة " على حد قوله. وأضاف: كنا نشاهد هذه الفواكه فقط على التلفاز، والآن أصبحنا نستهلكها، فلماذا نحرم منها مجددا؟ ودعا محدثنا، للسماح بدخول هذه الفواكه لبلادنا، بشرط حيازة المستورد على شهادة الصحة النباتية التي تثبت سلامتها، متسائلا " وهل هذه البلدان الإفريقية لا تصدر فاكهتها إلى أوروبا؟ كما طالب بإيجاد حلول "معقولة" بدل اللجوء مباشرة لقرار المنع، حتى لا نحرم المواطن من بعض المنتجات النادرة في الجزائر.