حذرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من خطورة استغلال شهر رمضان المقبل، لاحتكار السلع وخلق المضاربة في الأسعار على حساب الجزائريين، داعية التجار والبائعين إلى التحلي بأخلاق الإسلام، بعيدا عن اللهفة والطمع في المعاملات، في حين أرجأت مصالح يوسف بلمهدي الحسم في ملف التراويح إلى غاية نهاية المشاورات التي تقودها اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة تفشي وباء كورونا. دعا مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف محند عزوق، التجار والوسطاء الاقتصاديين إلى الابتعاد عن المضاربة بالأسعار واحتكار السلع، خاصة خلال شهر رمضان المقبل لما يحمله هذا السلوك من أضرار على المواطنين، قائلا في تصريح ل"الشروق" أن الاجتماع الذي نظمته الوزارة والمخصص لوضع برنامج شهر رمضان المقبل تناول قضية المضاربة بالأسعار واحتكار السلع والذي وصفه – محدثنا – بالفعل "الملعون" في الشريعة الإسلامية، مشددا على ضرورة أن يتخلى الجزائريون عن هذه الممارسات السلبية في هذا الشهر الفضيل من خلال التحلي بأخلاق الإسلام في المعاملات، منها الرحمة والمواساة واعتبار شهر رمضان فرصة للتجارة مع الله. وحسب محند عزوق، فإن مثل هذه الممارسات السلبية التي تورط فيها بعض التجار أصبحت ظاهرة منتشرة خاصة خلال شهر رمضان الذي كان يفترض أن يكون فرصة لتحقيق التضامن والتكافل الاجتماعي بين الجزائريين وفرصة للتقرب إلى الله وليس بالتضييق على المواطنين، قائلا: "المحتكر ملعون ومطرود من رحمة الله"، وبخصوص قضية التراويح أرجأ – محدثنا – الحسم في الملف إلى غاية نهاية المشاورات التي تقودها اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة الوباء وممثلين عن وزارة الشؤون الدينية، مؤكدا على أن القرار الذي سيتخذ سيكون في مصلحة المصليين مصرحا: "التراويح وصحة المواطنين قضية متعلقة بالأمة والمجتمع وبالتالي هو ليس قرارا فرديا، بل لابد من استشارة العلماء في الشريعة والمختصين في الصحة للخروج بقرار نهائي". وأشار مدير التوجيه الديني والتعليم القرآني إلى "أن المسجد نجح في تطبيق البرتوكول الصحي طيلة فترة الوباء ولم يتحول إلى بؤرة لانتشاره، الأمر الذي دفع بالقائمين عليه إلى التفكير قبل اتخاذ القرار والتشاور مع كل الفاعلين في العملية من أجل الحفاظ على هذا المكسب الذي يعتبر مكانا لحفظ النفس وليس العكس" – حسبه -، وبخصوص التحضيرات الخاصة بشهر رمضان، كشف محند عزوق عن تفعيل لجنة الفتوى من أجل مواكبة كافة تساؤلات الجزائريين قائلا: أن الإجابات على أسئلة الصائمين خلال شهر رمضان المقبل ستكون آنية بفضل تحيين تطبيق "فتاوى علماء الجزائر". وأكد عزوق أن التطبيق الالكتروني "فتاوى علماء الجزائر"، الذي استحدثته الوزارة السنة الماضية "سيوفر هذه السنة خدمة الإجابة الآنية" على أسئلة الصائمين خلال شهر رمضان الكريم، حيث تعمل الوزارة حاليا على توفير قاعدة من المفتين الذين سيكونون على اتصال دائم بالتطبيق من أجل الإجابة الفورية على الأسئلة التي يطرحها الجزائري، مشيرا في ذات الصدد إلى أن البحث عن "الفتوى الشرعية" لدى الجزائريين يعرف منحى تصاعديا في رمضان، لاسيما ما تعلق بأحكام الصيام.